كتب د. حيدر إبراهيم علي مقالا بعنوان "التاريخ لا يعيد نفسه أيها الإمام" فى سودانايل 4 اغسطس 2020 منتقدا مواقف السيد الصادق المهدى، ورد عليه الاستاذ حسن احمد الحسن مقال بعنوان "دكتور حيدر ابراهيم صحوة الناشط السياسي وموت الباحث" فى سودانايل 5 اغسطس 2020. أعقبه د. حيدر ابراهيم برد يوم 6 أغسطس 2020 جاء تحت عنوان " الى حسن احمد الحسن الأنصاري المهذب". تجدني أتفق مع الاستاذ حسن أحمد حسن فى عدد من النقاط منها ما أورده باتهام دكتور حيدر " الصادق المهدي بأنه يسعى لمصالح شخصية دون ان يحدد ماهية تلك المصالح كباحث ويفندها نقطة نقطة"، و اتفق معه بان "الاسافير تعج بالنسخ الشعبية غير المحققة او المراجعة للمثقفين ." وايضا قوله "ما المانع في نقد العلمانية ونقد محاولات ناشطيها سرقة ارادة وخيارات الشعب السوداني دون اخذ رايه" وان د. حيدر لم يتعمق في نقده للعقد الاجتماعي " ليوضح لنا الخطأ والصواب واين المصلحة الحزبية فيه" فى ذلك المقال.، ربما لم تتاح له المساحة لذلك. وأعقبه د. حيدر ابراهيم برد يوم 6 أغسطس 2020 جاء تحت عنوان " الى حسن احمد الحسن الأنصاري المهذب". المقال والرد والتعقيب أثر العديد من النقاط التى تستحق التوقف عندها، أريد أن اتوقف عند نقطة واحدة اتفق فيها مع الاستاذ حسن أحمد حسن اتفاقا "الى حد ما" وهو التفريق بين الباحث والناشط. لكنى اعتقد ان ذهب بعيدا فى التفريق بين الباحث والناشط بما يفتح عليه باب اتهام تبخيس نشاط الناشطين واِعلاء شأن العلماء والبحثين بهدف اسكات صوتهم، أو على الاقل تحييدهم. بقراءة مقال الاستاذ حسن أحمد حسن تسرب الى فهمى هاجس، وأرجو أن يكون بالفعل هاجساً وأكون مخطئاً فيه، شيء ما، شيء لا ادرى تسميته الصحيحة، شيء أقرب الى محاولة وضع قواعد وبرتوكولات غير مرئية تحدد ما للباحث للباحث، وما للناشط للناشط، مع حرص على تقييد "الباحث الموضوعي والرصين" بحدود يجب الا يتعداها. لا نعرف من يحدد هذه القواعد. واين الخط الفاصل بين الباحث والناشط؟ وهل الموضوعية تعنى عدم الانحياز واخذ موقف؟ والدفاع عنه، وكأن اتخاذ المواقف والتفاعل مع متغيرات الساحة حصرا على الناشط. جاء فى المقال" بالطبع ليس هناك ثمة مشكلة في نقد الباحث للسياسي ولكن المشكلة حين يغلب الناشط السياسي بفعل المؤثرات السياسية على الباحث الموضوعي فيسلبه وقاره الفكري وبجرده من آلياته ومفرداته الموضوعية لصالح مشروعه السياسي في مواجهة الآخرين". توحى القراءة بين السطور تقول أن الباحث يمتاز بالاستقامة الاخلاقية والتوازن والموضوعية الرصينة، انما الناشط فهو ناشطا – وهناك ايحاء – انه ربما يكون يساريا وشيوعيا وعلمانيا،. يقول الاستاذ حسن "منذ تلك الفترة كان د. حيدر ابراهيم يقدم نفسه كباحث وعالم اجتماع أكثر من كونه يساري او شيوعي أو ناشط سياسي". لماذا ربط صفة الناشط مقرونة باليسارية والشيوعية؟ ألا تفتح هذه اللغة الباب لسمات العلمانية والالحاد؟ فى مناخ الاستقطاب السائد حاليا؟ صحيح نظريا هناك اختلاف فى الحيز الذى يتحرك فيه كل من الباحث، والناشط واضيف والسياسى. فلكل منهم دوره، لغته، وأدوات وتقنية عمله. الناشط يختلف عن السياسى، ولكن ما يقوم به الناشط له أبعادا سياسية. وتركيبة شخصية السياسى تختلف عن شخصية الباحث والناشط. ولكن هذا لا يمنع التداخل والتقاطع بين هذه الادوار على ارض الواقع، خاصة ان كان هذا الواقع يمر بمنعطف تاريخى يستدعى من الباحث اتخاذ موقف، ومن الناشط والسياسى الاستناد على العلم والفكر. وهناك أمثلة لمثقفين وناشطين نقابيين فرض عليهم الواقع لعب دور السياسى وقيادة الدولة خاصة فى مراحل الانتقال. ألم يعرف التاريخ مفكرين وباحثين وعلماء اتخذوا مواقف الناشطين وانجازوا لقضايا مجتمعهم؟ اثق ان الاستاذ حسن احمد حسن لا يوحى فى مقاله بتقييد حرية الباحث و العالم وتحييده عن التفاعل والاشتباك مع قضايا مجتمعه. أختم بالقول الموضوع كبير وله ابعادا فلسفية، ومعرفية ومنهجية، وأعتقد انه لا مانع، فى الاوقات الاستثنائية، اِن كان التداخل والتقاطع منتجا ومفيدا، التاريخ وحده من يحكم. والشكرا لدكتور حيدر ابراهيم وللاستاذ حسن أحمد حسن اتاحتهم لنا اشتباك ودى للاراء. عطا الحسن البطحانى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.