جامعة ( هاله ) بعراقتها دخلها د . حامد ومعه رفيقه مالك محمد سعيد العباسي واخرون من السودان ليشكلوا وحدهم الجالية العربية والافريقية . وفرت لهم الجامعة جوا صحيا لاستيعاب المادة الدراسية والمشاركة في الحياة الادبية والثقافية . ويبدو ان اهل الدار كانوا حاتميين في كرمهم ومتعاونين وساعين لكسب صداقة الشعوب . كان بالجامعة خمسة طلاب من بلغاريا وفدوا لدراسة طب الاسنان ولكن حظهم العاثر او السعيد لا ادري انهي دراستهم بسبب خلافات سياسية وعجل بعودتهم لبلادهم . ربما ان بلغاريا تدور في فلك الاتحاد السوفيتي القديم وتقع تحت وطاة عصاه الغليظة فما الذي كان يجنيه الطالب البلغاري من دراسة طب الاسنان ليمارسه في بلد لا يجرؤ فيه المواطن علي فتح فمه ! الماركسية كانت مادة اختيارية للطلاب الاجانب وابتعد عنها د . حامد مخافة ان تشغله عن هدفه فه الذي جاء من اجله . ورغم ذلك تحسر علي الفرصة الضائعة لسبر غور هذه الفلسفة التي يدرسها اهلها بصورة منهجية . وحسنا فعل د . حامد لانه لو قدر له ان يدرس الماركسية لاصبح كلامه كثيرا ومع ذلك لن يفهمه احد . ولو كتب تكون كتابته طلاسم تحتاج الي ( decoder device ) . تعيد لنا مذكرات د . حامد العهد الذهبي لاساتذة الثانويات الذين كان لهم الحق الحصري في ان يكونوا ملحقين ثقافيين في سفاراتنا بالخارج . وقد واجبهم بكفاءة ووففوا مع الطلاب المبتعثين بقوة وشجعوهم علي بذل اقصي الجهود ليعودوا للوطن بالجديد والمفيد . ونذكر منهم في سفارتنا بالقاهرة الاستاذ الاديب محمد سعيد معروف والرفيع مصطفي الذي شغل فيما بعد منصب سكرتير امتحانات السودان بجدارة . زرت د . حامد في ابريل 1986 مستشفيا ولمست من السيدة الفاضلة( برجتة) رفيقة دربه التي ساعدته في الاستقرار والدراسة بانتظام جوانب عديدة من انسانيتها التي لا تحدها حدود . ولمست ايضا من خلال الشريط التاريخي المضئ ان د . حامد ساعده في الاندماج مع المجتمع الالماني تعليم نوعي ، انفتاح سياسي واجواء ثقافية وادبية صافية وفوق ذاك تتلمذ علي يد اساتذة من شاكلة بروف جونتر برونز الذي كان يمزج مادة علم الامراض الجافة باجواء مرحة من الادب والفلسفة وهذا الاستاذ تعلم منه طلابه الامانة العلمية ، الصدق ، عزة النفس ، الكرامة والثبات علي المبدا . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا امريكا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.