ان اردت ان تبرم وتبني سلاما دايما مع طرف اخر فابحث عن السلام واستحقاقات السلام في داخلك اولا قبل ان تبداء في المفاوضات مع الطرف الاخر فكيف تستقيم لحكومة او قيادة مشتركة تمثل الوطن تفقد السلام والثقة بين مكوناتها الاساسية المشاركة في منظومتها وتبحث عن سلام مع أطرف اخرى فالواضح المفاوضات الجارية في العديد من العواصم خارج الوطن مابين شركاء السلطة الهشة في السودن الشقين العسكري والمدني انهما تعانيان من عدم وجود روية موحدة توافقية وضعف الأفق وعدم وجود قناعة للالتفاف حولها فكل واحدة منهما تسابق الزمن لاستقطاب مكونات من الأطراف الآخرى قد تنسجم معها في التحالفات المستقبلية القادمة فلقد راينا نائب رييس مجلس السيادة يوقع بالأحرف الاولى سلام في جوبا مع بعض قادة الحركات المسلحة والفصائل في حين ان السيد رييس مجلس الوزراء قد ترجل الي أديس ايابا للتوقيع مع فصيل الحركة الشعبية قطاع الشمال اما الحال والاوضاع في الداخل معاناة من كل صنوف الأوجاع والازمات والاحترابات القبلية في الشرق والغرب ومن غلا المعيشة والتضخم وانعدام العملات الأجنبية وتردي الأحوال الصحية جراء انعدام الأدوية والأمطار والسيول وهيجان النيل والأنهار وغرق الجزر واصبح كثير من المساكن خاوية على عروشها وأصبحوا في العراء بلا مآوي ولا ماكل ففقد الناس السلام وانعدم الاطمئنان في النفوس وهنالك حالة احتقان كلي تسود في إرجاع البلاد واصبح الشعب في حالة يأس وعدم يقين من عدم اهتمام الدولة بأحوال الناس ولا يتوقعون ان سلاما تستحق هذه التضحيات قادم في وقت فشلت المنظومة حتى الان في استكمال وترجمة مضمون الوثيقة على ارض الواقع وتفرغوا لبيع المناصب والترضيات على حساب الشعب الطيب لقادة الحركات المسلحة والفصائل ومع ذلك لن تتحق لا سلام ولا استكمال الوثيقة الدستورية للأسف كما توقعنا في مقالات سابقة فالسلام الجاري فقط سلام ترضيات لشراء الوقت ولزيادة الإنفاق الحكومي بخلق الوظائف لقادة الفصائل واتباعهم فان كان قد تبقى قليلا من الوعي والعقلانية لدي اعضاء السيادة والوزراء المحترمين عليهم التوقف فورا عن مسار ات السلام واعادة تقييم الاوضاع برمتها من جديد لاستعادة البوصلة وثقة الشعب بالتركيز على الوتر الحساس احوال ومعايش الناس ومعالجة اثر الفيضانات والعناية بصحة الناس وإيقاف نزيف الدماء ما بين القبائل والتي اصبحت ظاهرة سالبة في كثير من مناطق وأقاليم السودان ومن ثم اعادة تقييم العلاقة الاطارية ما بين العسكر والمدنيين والاستفادة مِن تعديل سلبيات تجربة العام المنصرم حتى تقوي لديكم التوجه بدلا من ان يتصارع كل طرف مع طرف اخر والخاسر الاول هو الشعب الذي دفع الثمن غاليا من احل ان يرتاح فالشعب الصابر يرجى ان يلتمس منكم الشعور بالمعاناة ومرارة الأحوال وان تنطلق مفاوضات السلام على ارضية قوية وثابتة ومقرها الخرطوم لمن اراد السلام دكتور طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.