عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أحبابي أهل فلسطين .. تلك ليست مجاملة اردت أن استرضيكم بها ... فأنتم فعلا أحبابي ... لأنكم دافعتم وتدافعون عن شرف الأمة وعرضها بعد أن نزعت الأمة عن نفسها شرف الدفاع عنكم حينما لم يكن لديكم سلاح سوي أطفالكم والقليل من أحجار أرضكم الطاهرة الشريفة ... صمدتم .. ثم صمدتم .. فهزمتم العدو .... ولم نكن نحن سوي ثلة من المتفرجين ... ولكي نواري سوءتنا وخيبتنا ظللنا ننظم لكم القصيد ونكتب لكم المديح ... وهكذا مضت سبعة عقود ونحن وأنتم علي ذات الحال. أحبابي ... عذرا ... لقد تغير الحال في العالم اجمع .... فنحن في السودان اصبحنا نصحو وننام ولا تسمع آذاننا سوي الأنغام التي يظل يطربنا بها أعداؤنا واصدقاؤنا ..... فكلاهما يزعم أنه يموت فينا حبا لسماحتنا وطيب معشرنا ... يخاف علي حقوقنا وعلي انسانيتنا وعلي مستقبل أجيالنا ويسعي جاهدا لتحقيق مصالحنا .... فنصدقهما ونركض فرحا في ركابهما .... أدوات واسلحة العالم الجديد باتت هي اقمار اصطناعية وقنوات فضائية تأخذ بتلابيبنا الي كل ركن قصي في العالم خلال ثواني فنشاهد ما تريدنا أن نراه ... وتحجب عنا ما لا تريدنا أن نشاهده وندرك معانيه .. أغرقونا في وسائل اتصال الواتس والماسنجر وغيرها حتي أصبح ليلنا كنهارنا ونهارنا كليلنا وظللنا علي مدار الساعة غارقين في سب بعضنا البعض وتبادل التهم بيننا ..... غارقين في تشهير بعضنا البعض غيبة ونميمة .... وهكذا اضحينا شعوبا فارغة لا يمثل لها الأقصي سوي مصلي في إحدي حارات الضفة الغربية أو غزة. عذرا ... التعليم في أرجاء المعمورة تغيرت أهدافه واساليبه وقنواته ... صار مطلوب منا أن نتعلم ما يريدوننا أن نتعلمه وأن نحذف من مناهجنا ما لا يتناسب مع تطريبهم ... إن دعت مناهجنا لتآلف وتوحد أمتنا العربية كي نصبح كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي أضحي ذلك في حساباتهم تآمرا عليهم وعدوانا علي حضارتهم وثقافتهم .. نحن أردناها حوارا بين الحضارات فارادوها هم صراعا بين الحضارات .... وبدلا من إدارة الصراع .. إنتهينا شعوبا تتصارع فيما بيننا. علي مستوي الرياضة .... الفيفا شغلت عقولنا وقلوبنا بكؤوس العالم والقارات وصرفتنا عن قضايا الأمة ... تغيرت خططها وقوانينها ونواميسها بما يخدم اهدافهم ... طيبوا خواطرنا وشرًعوا القوانين كي تحمي الرياضيين من ذوي البشرة الداكنة ... لأن البشرة الداكنة تمثل لهم المصدرالرئيسي للمال والثراء في كافة مجالات الرياضة ... وحينما يهتف جمهور اللعبة بعبارات العنصرية معبرا بصدق عما في دواخله من ازدراء تجاه ذوي البشرة الداكنة يعاقبون جمهورهم بتشريع مزيد من القوانين لضمان استمرار تدفق إيراداتهم .... ويظل الفرح وتظل السعادة تغمرنا ... ننسي قضيتنا المركزية ... ونظل نزودهم بالمزيد من المواهب السمراء. أما السياسة فقد تغيرت مفاهيمها ولا حرج ... صداقات الشعوب وتوادد حكامها تحولت الي مصالح الشعوب وتطابق مصالح حكامها .... المحاور والأحلاف صارت هي الهدف الأوحد حتي يتمكن حكامنا من حماية حدود البلاد وضمان سلامتها ويتفرغ القائد الملهم للجم الأفواه حتي يبقي في سلطته عشرات السنين .... وتظل الشعوب فاقدة الإرادة حتي اشعار آخر. وأخيرا أحبابي وهنا مربط الفرس ... الإقتصاد تغيرت مدارسه ونماذجه فقالوا لنا وأفهمونا قسراً أنه صار مبنيا علي نظرية السوق الحر ولم تعد الدولة تمتلك أدواته ومحركاته ...... هم أرادوا لسطوة الأغنياء علي الفقراء أن تزيد ... هم أرادوا للفقراء أن يظلوا رهينة في ايدي ألأغنياء ... ولأجل هذا .. جعلوا من العالم وحدة اقتصادية واحدة سموها التجارة العالمية ... إذا مس الشر أكثرها غني توسد أكثرها فقراً الثري ونام علي القَوَي .... وهذا هو حالنا الآن في السودان. إخوتي ... شعب السودان الطيب عاني ولا يزال يعاني ضغوطا لا يعلمها إلا الله ... فقد سلط الله عليه قوما سموا أنفسهم رعاة الإسلام ودعاته ولم يراعوا في شعبنا دينا ولا خلقا علي مدي ثلاثين عاما ... جوعوه .. سجنوه ... ضربوه ... أفقروه ... أذلوه .... وأهانوه... لم يكن لديهم وازع من ضمير أو خلق جعلهم يرعوون عن إيذائه .. وفوق هذا وذاك طلبوا منه أن يلحس كوعه إن أراد الحرية. واستطاع بعون الله أربعون مليونا من ذوات الأكواع أن يلحس كل منهم كوعه ... شعبنا ثار كما لم يفعلها أي شعب علي وجه البسيطة ..... واستعاد حياته وحريته وكرامته لكنهم ما يزالون جاثمين علي صدورنا بدعوي الشراكة... لم نستسلم لهم حتي الآن ولم نخنع للقوة العظمي الوحيدة في العالم ... فمارست وما تزال كل ألوان الضغط علي شعبنا ليوافق علي شروطها حتي تمن عليه يرفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب .. أحبابي ... شعب السودان الآن يتم تخييرة بين لقمة العبش أوالموت جوعا ..... شعب السودان الآن يتم تهديده بالزوال من خريطة العالم كدولة واحدة موحدة .... شعب السودان الآن مطلوب منه أن يختار بين السير علي هوي القوة العظمي الأوحد في العالم أوخلافا لذلك الضياع والبقاء في القاع .. شعب السودان الآن مطلوب منه أن يبيع قضيته المركزية بثمن بخس لا يكاد يسد رمقه ... احبابي ... تري هل يختار شعب السودان الصمود في وجه هذا الإعصار المدمر وهكذا يكون قد اختار الجوع والموت ويمضي الي غيابت الجب رافعا علم فلسطين ومزينا صدره بصور باحات المسجد الأقصي ..... يعلم الله أنني لا أدري ... لكن غالب ظني أن شعبنا المكلوم أضحي قاب قوسين أو أدني من الرضوخ ... عذرا إخوتي الفلسطينيين .... فالسودان مكره أخاك لا بطل. د. عبدالحليم السلاوي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.