عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. لكم الله يا أمهات وآباء وذوي الشهداء الأبرار، وربنا يصبركم بعد أن فقد معظمكم السلوى والعزاء. نحس بحجم الألم الذي يعتصركم. فالشيء الأكيد أن أبناءكم لم يضحوا بأرواحهم الغالية من أجل أن ينتهي بنا الأمر لما نحن فيه. تهاون وتقاعس واختيارات عشوائية ومحاباة ومجاملات وناس فرحانة بمناصب وآخرون فُتنوا بأهل المناصب وانطبق عليهم القول " في جاه الملوك نلوك". ومع كل ما يكابده هذا الشعب المكلوم، علينا أن نصفق ونغني ونرفع القبعات لحكام فشلوا في كل شيء. (الاستحمار) ومحاولات ترويض الشعب ما كانت تحتاج لثورة تُهدر فيها الدماء وتُفقد من أجلها الأرواح. فقد خرج أولئك الشباب والشابات الجسورات للشوارع لكي يستردوا كرامة شعب أهانه الأوغاد اللئام. فهل استعدنا شيئاً من الكرامة وعزة النفس تحت كنف حكومة الثورة؟! لا والله، فهذا هدف لم يتحقق إلا في خيال بعض الحالمين. مازلنا نسعد ونهلل لزيارات مسئولي بلدان كانوا قبل 89 ينظرون لنا باحترام وتبجيل، أما الآن فالجميع يطمعون فينا ويسعون لتحقيق مصالح بلدانهم على حساب كرامتنا وسيادتنا وعزتنا. وبين الفينة والأخرى يحتفي وزراؤنا الخنوعين بوصول شحنة مساعدات ندرك تماماً أنها مدفوعة الثمن مقدماً ومؤخراً. ولو أنهم كرسوا بعضاً من هذا الوقت الذي يضيعونه في تلقي المساعدات في استنفار طاقات الشباب وحثهم على الإنتاج وتزويدهم بالقليل من المعينات لبدأنا في مساعدة الآخرين بدلاً من انتظار دعمهم. سبب استمرار المعاناة هو هؤلاء المسئولين (القِشرة) والفاقدين للنخوة والشموخ والإباء. لِم لا يطمع فينا كل من هب ودب طالما أن الهوان هو الهوان، لم تغيره التضحيات ولا أوقفته الدماء التي سالت! يبدو حالنا كمن استبدلوا طاغية بمجموعة طغاة (تحت التدريب). بعد الزوال (الجزئي) للطغمة السابقة تعشمنا في أن تكف وسائل إعلامنا الرسمية والخاصة عن التطبيل، وأن تتحرى الدقة والمصداقية، وأن يضع القائمون عليها مصالح وطنهم وشعبهم نصب أعينهم. لكن المؤسف أننا لم نلمس تغييراً يُذكر في الكثير من مناحي حياتنا. وسأورد هنا مثالاً للتطبيل الأجوف والتضليل الذي ظننا أن ثورة الوعي قادرة على إيقافه. فقد نشرت بعض وسائل الإعلام الرسمية والخاصة خبراً عن جسم هلامي جديد لنج. تقول الفقرة الأولى من الخبر: " أبرز تقرير المركز الأفريقي لحقوق الإنسان بالسويد، حول حالة حقوق الإنسان بولايات دارفور، دور القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في استتباب الأمن في دارفور وبقية الولايات التي شهدت صراعات قبلية." والأدهى والأمر هو تناقل بعض صحفنا ووسائل إعلامنا الرسمي لتصريح قيل أنه صدر عن مدير المركز (الدكتور) و (الخبير) عبد الناصر سلم. لو (مشينا) الدرجة العلمية (دكتور) ليافع في عمر هذا السلم وافترضنا أنه تمتع بقدر عالِ من الذكاء مكنه من القفز فوق المراحل، فمن الصعب جداً هضم فكرة إطلاق لقب (خبير) على شخص في هذه السن الصغيرة. قال (الدكتور) (الخبير) في جزء من تصريحه المنقول ما يلي: " لازال حاجب الدهشة معقود من تواصل الهجوم على القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالرغم من مضي أكثر من عام على الثورة السودانية هذا العداء الذي تتزعمه بعض الجهات لم يكون مبررا من الأساس ولكنه رغم ذلك استمر فكلما هدأت الأمور عمد بعض دعاة الفتنة لتأجيج النيران ما يبعث على الدهشة هو تواصل ذلك العداء بعد مضي كل هذه الفترة فلازال النقد مستمر ضد المؤسسة العسكرية ومبررات واهية لا يحدث هذا الاء في السودان ومن بعض مكونات الجيل الحالي وبعض القوى السياسية التي قادت التغيير في وقت كنا نتوقع ان ينتشر الوعي بضرورة تجاوز تحديات المرحلة الحالية حتي يصل قطار الثورة إلى محطته النهائية بعد ثلاثة سنوات تقوم بعدها انتخابات حرة ونزيهة تتويج نضال الشعب السوداني في بحثة عن الحرية والعدالة والمساواة". نقلت لكم جزءاً مما قاله هذا الشاب كما هو دون أدنى تعديل/تصحيح، وستجدون الرابطين أدنى هذا المقال لمن يرغبون في الاطلاع على الخبر والتصريح كاملين. القراءة المتأنية للتصريح أعلاه تهدم اللقبين (دكتور) و(خبير)، بالنسبة لي على الأقل، ومن يريد أن يقتنع بهما فهو حر. والخبر والتصريح برمتيهما يجعلانا نتساءل عمن يقفون وراء مثل هذه المساعي الحثيثة لتلميع جهات بعينها. (الدكتور) (الخبير) كغيره من (المطبلاتية) و(الهتيفة) يريد أن يقنعنا بدور إيجابي لمن شاركوا في قتل المعتصمين، ومن يستأثرون بموارد وخيرات هذا الشعب الذي اقترب من الهلاك جوعاً. وبلا أدنى خجل يتحدث (مدير المركز الأفريقي لحقوق الإنسان) المزعوم عن ثورة الوعي التي يفترض أنها لابد أن تؤدي للاعتراف بدور إيجابي للقوات المسلحة، بما فيها الدعم السريع في المحافظة على الأمن والسلم والاستقرار!! والمستفز حقيقة أن إعلام الثورة يسلط الضوء على مثل هذه الأراجيف بالرغم من أن وزير الإعلام نفسه وقف خلال إحدى زياراته لمبنى الإذاعة والتلفزيون ذليلاً مدحوراً بعد أن منعه ضباط الدعم السريع من الدخول. يتناقل إعلام الثورة الرسمي مثل هذا الغثاء في الوقت الذي تُصفع فيه مذيعة بالقناة الرسمية بواسطة فرد من قوات حميدتي. يركزون على ثناء الدكاترة والخبراء المفترضين على قوات الدعم السريع في وقت يضرب فيه أفراد هذه القوات ويهينون ويذلون طالباً جامعياً في قلب الخرطوم لاحتجاجه على الفوضى والمحاباة والأنانية التي لا تشبه ثورة قدم فيها شباب غض أرواحهم من أجل الآخرين. والمحير في هذه الحادثة ليس اعتداء بعض متفلتي هذه القوات، فهذا ليس خبراً، لكن الخبر الصاعق هو أن الكثيرين اكتفوا بدور المتفرجين وزميلهم يُضرب ويُذل أمام ناظريهم. أبهذه السرعة نسي البعض تضحيات وبسالة عبد العظيم وعباس وعبد الرحمن ومحجوب وبابكر وبقية الكوكبة من شهداء الوطن!! يضيعون وقتنا بمثل هذه الفبركات في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع سوءاً كل يوم على كافة الأصعدة، سيما في الشرق رئة البلد ومنفذه الوحيد. وبالطبع لا تخرج تصريحات حميدتي بأن كل مشاكل الشرق ستنتهي عن سياق التلميع وتصوير قواته كمنقذ للبلد وأهله! فمن لا يرغب في حسم تفلتات أفراد قواته الخاصة لا يمكن أن يقدم حلولاً لمشاكل البلد المعقدة. صحيح أن (المُعلن) أن قوات الدعم السريع عاقبت أفرادها الذين اعتدوا على طالب كلية الرازي، لكن هل يكفي ذلك لمنحهم صكوك الغفران!! بالطبع لا، وهذا الإعلان سببه الرئيس هو الضغط الذي مارسته وسائل التواصل الاجتماعي على هذه القوات وقادتها. قلت وسائل التواصل ولم أقل الإعلام الرسمي أو الصحف التي ما زالت تجامل وتستحي من مواجهة الحقائق. أمام قوات حميدتي الكثير جداً مما يستوجب اثباته وتغييره إن كان لنا أن نقبل بالقتلة كُحراس لأمن المجتمع. لا يزال هناك من (يستحمرون) هذا الشعب ويعملون ليل نهار لترويضه. العدالة تُغيب بفعل فاعل، ومعلوم انه يستحيل أن نحقق شيئاً من ثورتنا في غياب هذه العدالة. والأزمات تتلاحق دون أن تقدم حكومة حمدوك أي حلول جادة، بل على العكس تساهم هذه الحكومة بنفسها في خلق المزيد من الأزمات. ويكفي مثالاً تصريح نائب محافظ البنك المركزي بأنهم ما زالوا يطبعون العملة. ونحن الحالمون الواهمون كنا حتى وقت قريب نناشدهم بأن يغيروا العملة ( أتاريهم راقدين ليهم فوق رأي)! ومع كل ذلك لا يستحي هؤلاء أو يجدون حرجاً في ملء وسائل أعلامنا الخاصة والرسمية بلغة تطبيلية جوفاء لأجل سودان عيون البعض. أدناه رابطي الخبر والتصريح المذكورين. https://newspaper.sudafax.com/101597/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%AC%D9%87/ https://sudanfuture.net/2020/04/06/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%A8%D9%8A/ ///////////////////////////