كان الجبل البركاني الشهير بالرجاف القابع علي ضفة النهر الذي تتوسطه جزيرة ملعونه كانت عبارة عن جزيرة الموت هاك من اوصافها شيئا فهي ممطرة وحلة تعج بالثعابين السامة والحشرات والقرود تغطي سمائها اسراب النحل الافريقي وتسكن ارضها الضباع وقطعان الجواميس البرية المتوحشه والثعالب والقرود وتزحف في صفافها التماسيح وافراس النهر وترتفع الحشائش فيها طويلا في بعض مناطقها اعلي من قامة البشر .. كانت قطعة من جنهم تسمع فيها كل اصوات المفترسات وتطارد الفرائس بلا رحمة فهي ارض بكر رطبه تزخر بكل ماهو مميت .. في وسطها بنيت راوكيب من القش والعيدان والتي لا تطرد حيوانا مفترسا ولا تحمي من المطر ولا توفر ظلا من الحر وعلي ارضها دقت الاوتاد وتمد جنازير ضخمة يقيد عليها الرجالذين يغضب منهم خليفة المهدي في ام درمان.. كان الحرس خارج الجزيرة فمن يجرؤ علي سكناها الا المغضوب عنهم من من اصابهم عنت لعنات المهدية عامة والخليفة عبد الله ود تورشين خاصة فكانت جزيرة الموت بحق.. اختيرت كسجن ومنفي في عهد الامير عربي دفع الله الذي قدم الي الاستوائية من الشمال علي ظهر باخرته العتيقة كاكاو ذات الدولاليب بالاجناب وهي تصدر صريرا مزعجا وتعمل بالبخار وقدم فيها ومعه 95 من مد المحكومين ممدن من استركوا في ثورة الاشراف ضد الخليفة بعد وفاة المهدي اقتيد ايضا عدد منهم الي بحر الغزال وقتلوا بالنبابيت اما من قدر لهم جزيرة الموت فقد تقرر ان يكونوا طعاما للهوام والضباع والتماسيح وافراس النهر وغيرها من المفترسات. قيد المساجين علي الارض وفي كل ليلة تسمع سبابا للخليفة واعوانه وصراخ ويؤكل المسجون بعد ان تقطعه الضواري وهو حي يسمع رفاقه توسلاته ولعناته ويشهدوا موته ويرتاح من الالام في بطون المرافعين.. قام عربي دفع الله بتلاوة منشور عزل الامير محمد عثمان ابوقرجة امير البرين والبحرين من عمالة الاستوائية وتلي منشور تعينه عاملا علي تلك الحهات التي كان يطلق عليها الغربيين مجاهل وسط افريقية وعلي الفور شرع في اعتقال اب قرجة قريب المهدي وكان معه مقيدا في كاو كاو اسماعيل عبد القادر الكردفاني ومحمد خالد زقل نسيب سلاطين الفور فقد كان متزوجا من ميرم من ميارم دارفور ومحمد شجر الخيري واخرون في نهاية العام 1896م هاجم البلحيك قوات عربي دفع الله واقتحموا جزيرة الرجاف واطلقوا سراح المساجين المشاهير وعلموا ان اسماعيل عبد القادر الكردفاني قد اكلته الضباهدع وهو يلعن المهدية والخليفة والثورة ويردد نتلاقي عند الله... انتهت المعركة بهزيمة الامير عربي دفع الله وهروبة ومعه من تبقي من قواته الي الادو امام البلجيك فقد كانت ذخيرته نفذت ولم يبقي معه الا اكوام العاج الذي حمعه من السكان المحليين والرماح والسيوف وهرب تركه خلفه ليحرر سجناء جزيرة الرجاف المعتقل الاسؤا في تاريخ البشرية نواصل.... د.بشير احمد محي الدين الخرطوم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.