مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضيفة على الروزنامة: في البقعة الشلوخ شاقني !! .. بقلم: أم سلمة الصادق المهدي
نشر في سودانيل يوم 05 - 10 - 2020

معذرة لقراء الروزنامة لحرمانهم من القلم السنين الذي ينتظرونه من أسبوع لأسبوع لأكون هذا الأسبوع ضيفة نالت شرف كتابة يوميات أستاذنا كمال الجزولي المحامي والشاعر والكاتب المشارك بعدة صحف ومواقع الكترونية سودانية وعربية.
وفي الحقيقة ما كنت لأتصور أن أنال هذا الشرف، فعندما اتصل بي "كبرت كراعي من الفرح نص في الأرض نص في النعال" على قول الشاعر المجيد عمر الدوش في قصيدته "سعاد"، فليحلل الله عقدة من لساني لأنال الاستحقاق عن جدارة.
تعرفت على الأستاذ كمال من خلال كتاباته الأدبية الرفيعة، ومواقفه الشجاعة في النضال ضد الأنظمة الشمولية، ويمكنني أن أعدد بلا نهاية من هذه وتلك، لكني سأكتفي هنا بما علق بذاكرتي من عبارات هي بصمة مميزة لما يكتب و منها عبارة "ضغثاً على إبالة"، أو "فتأمل"، ومنها عبارة وردت ضمن حكاياته عن السجون التي أخبرنا فيها عن مدى اشتراكية وعدالة توزيع الموارد المحدودة بين رفقاء السجن، شركاء النضال، وقد كانوا يقتسمون النبقة حرفياً، فالذي تقع عليه مهمة تقسيم الطحنية مثلاً يفعل ذلك بيده العارية، بسبب تحريم إدخال أدوات الأكل الآدمية، كالملعقة، إلى السجن، فيطلق الأستاذ كمال على ذلك العمل عبارة "قسمة مص الأصابع"، "فتأمل" هذه الدقة الطريفة، والعبارة المنحوتة!
الثُّلاثاء
يوم السبت الماضي الموافق 26 سبتمبر 2020م، واحتفاءً بالمؤتمر الاقتصادي الأول الذي طال انتظار الناس له، استضاف الأستاذ لقمان أحمد مدير تلفزيون السودان القومي، في برنامجه عالي المشاهدة المسمى "حوار البناء الوطني"، نخبة من الضيوف المشاركين في المؤتمر، لمناقشة بعض المحاور المهمة التي تم تناولها داخل القاعة في يوم المؤتمر الأول، والضيوف هم: الأستاذ إبراهيم الشيخ، الدكتور آدم حريكة المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، ممثل لحركة العدل والمساواة يؤسفني أنني أُنسيت اسمه، بالإضافة إلى الأستاذ ياسر عرمان. تناول ضيوف البرنامج بالنقاش قضايا الاقتصاد والسلام والشباب وانفراج الأزمات المتوقع. وبالطبع يستطيع القراء الأعزاء مشاهدة البرنامج المبثوث على اليوتيوب، وموقع قناة السودان الفضائية. لكن لفتت نظري، بشكل خاص، براعة الطرح الذي قابل به المحاور القدير الأستاذ لقمان بين فكرتي رفع اسم السودان من قائمة الارهاب دون ربطها بالتطبيع، وهذا هو الفهم الذي تستمسك به الحكومة الانتقالية، مقابل فكرة الربط بين التطبيع وبين ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، وهذا هو الفهم الذي عليه المكون العسكري، أو على الأقل، رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. ولا شك أن دولة اسرائيل أيضاً تقف من وراء الترويج لمثل هذا الفهم!
كان الأستاذ ياسر عرمان نجم الحوار بلا منازع. وقد أعجبني جداً قوله الذي ختم به اللقاء داعياً، من جهة، كل الحركات المسلحة، بل وجميع مكونات الطيف السوداني، للمشاركة في السلام بقلب مفتوح، والتركيز على التعاون لإخراج السودان من وهدته، ، بعيداً عن "المطالبات"، كما تحدث، من جهة أخرى، عن ضرورة دراسة ملف التطبيع في ضوء مصالح السودان، ومن جهة ثالثة عن وجوب التوافق بين جميع مكونات الحكم لضمان إنجاح الفترة الانتقالية، بما يؤسس للبنة بناء المستقبل المأمول. أما في ما يتصل ب "المطالبات" التي رأى الأستاذ عرمان استبعادها، فلا شك عندي في أنه كان يشير إلى "المطالبات" ذات الأجندة الخاصة، لا "المطالبات" وثيقة الصلة بمصالح الشعوب، والتي رفعت هذه الحركات السلاح بحماس من أجلها، كونها "مطالبات" مشروعة، والاستجابة لها من قبل الجميع يحقق التوافق بذات الحماس. وبالعودة لأمر التطبيع، قال السفير حسن جاد كريم إنه استخدام خاطيء درجنا عليه، لأن التطبيع بالمعنى الدبلوماسي هو إعادة العلاقة بين دولتين، الأمر الذي ينتفي بالنسبة لنا في السودان، إذ لم تكن لنا بالطبع علاقة سابقة مع الكيان الصهيوني لكي نعيدها!
من المؤسف أن ضيق الحال جعل الكثيرين يحاولون البحث عن الرايحة في خشم البقرة. لكن الناظر المتعمق لهذا الملف يستطيع أن يرى - إن هو أزال عن عينيه الغباش الذي يفرضه ضيق الحال هذا أن ما يسمى بالتطبيع لن يكون مفيدا للسودان ولا للدول العربية التي سبقت بالهرولة نحو اسرائيل! فهي لم تستفد شيئا ملموساً، بل ظل تطبيعها فوقياً بين الحكومات، على حين ظل مرفوضاً تماماً من الشعوب. وفي بلد مفتوح الحدود مثل بلدنا، ويعاني، فوق ذلك، من هشاشة أمنية في غاية الخطورة، ومن تعدد وتنوع في الجيوش، ومن سلاح لا يقتصر حمله على القوات النظامية وحدها، فإن التطبيع من شأنه أن يزوِّد الارهابيين ببيئة موائمة توردنا المهالك، وتحيل نهارنا ليلاً! من ناحية أخرى فإن هذا التطبيع لا يفيد إلا جهات ليس من بينها الإنسان الأمريكي؛ فهو ، أولاً، يفيد الرئيس ترامب الذي يرمي من ورائه إلى الترويج لشخصيته في الانتخابات القادمة، مصوراً نفسه كرجل سلام؛ ثم إنه يقوم مقام الكرت الرابح في يد نتانيهو الذي يواجه معارضة شديدة في الشارع الاسرائيلي، بالإضافة إلى ملاحقة القضاء الإسرائيلي له بتهم الفساد؛ أما ثالثاً فإنه يصب في مصلحة الدول المعادية لأمريكا في المنطقة، وعلى رأسها إيران؛ وأما نحن في السودان فلن يفيدنا هذا التطبيع شيئاً، وحتى الرئيس البرهان الذي يسعى فيه بكل ما أوتي من قوة، ربما لأنه يتصور فيه خلاصاً شخصياً، أو ربما ضمانة للبقاء الطويل على الكرسي، فإن هذا التطبيع لن يوفر له هذه الضمانات، بل سيفقده حتى القدر من الكسب الذي حققه بإعلانه الانحياز لاحتجاجات الشارع ضد بطش البشير!
الأربعاء
في أخريات أيام الديمقراطية الثالثة (1986م 1989م) كان الأمل كبيرا في أن يصل الناس لتوافق يحول دون حدة الاستقطابات، وكان لأجواء الحريات، وما وفرته من حماية لحق التعبير، أن تنتهي بنا إلى إجادة البناء الديمقراطي بكل تراكميته، واستفادته من الأخطاء السابقة، ونهجه التوافقي في ادارة التعدد والتنوع السودانيين بنجاح. غير أن انقلاب الحركة الإسلاموية أجهض مشروع المضي قدماً على هذا الطريق، حيث أضفت تلك الطامة التي أسميت، للغرابة، ب "الانقاذ"، جواً عاماً من الكآبة على المشهد الذي لم يكن حتى قد تم تعافيه بعد في أعقاب دكتاتورية مايو التي أطاحت بها انتفاضة مارس أبريل الباسلة، فإذا بالانقلاب يفرض علينا استقطابا حاداً، ويحول حرب الجنوب الى حرب جهادية، فأضاف بعدا لم يكن على البال فقدنا بسببه الجنوب للأسف.
واليوم ، بعد أن أنجزنا ثورة ديسمبر المجيدة، ووقفنا على أعتاب فترة انتقالية نأمل أن تأخذنا الى ديمقراطية توافقية تنتظم السودان متعدد الأعراق واللغات والأديان والجغرافيا والمناخ، فقد استبشرت خيراً حين سماعي للمداخلة الضافية للدكتور صدقي كبلو في إحدى جلسات المؤتمر الاقتصادي وقد أكد أنه لا يتكلم عن نظام اشتراكي للسودان، بل عن نظام اقتصادي رأسمالي صناعي تقوم فيه الدولة بدورها المسئول في الرعاية. مثل هذه الخطوة من عقلاء اليسار يوجد من يتحمس لها من عقلاء اليمين، ما يحقق التلاقي في محطة توافقية بشأن كل قضايا السودان، ويمكنني تسمية الأسماء، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة المواقف الوسطى، وأعني بالوسط الوصف الذي ساقه أرسطو في تعريف الفضيلة كوسط بين رزيلتين، فالتطرف في السودان لا شك رزيلة أكثر منه في أي مكان آخر، وذلك بسبب التنوع الكبير، ولأن التطرف بحديه غير ملائم للمزاج السوداني المعتدل!
الخميس
رئيس الولايات المتحدة رقم 45 دونالد ترامب الذي تسنم سدة رئاسة أقوى دولة في العالم هو شخص مثير للجدل بشكل مجمع عليه! وقد أحصت له الواشنطن بوست، بالاستناد إلى تقرير "فحص الحقائق" الصادر عنها، ما مقداره 3001 كذبة وتصريح مضلل، خلال 466 يوماً من أيامه في البيت الأبيض، أي بمعدل 4.9 كذبة في اليوم، ارتفعت، لاحقاً، الى 6.5 (!) وما يزال عدد الكذبات يرتفع، حتى وصل، بعد 869 يوماً في الرئاسة، الى 16 كذبة في اليوم، بما يؤكد صحة ما سيق في وصفه بأنه يكذب كما يتنفس، لدرجة أنه صدرت في نقده حتى اليوم حوالي ثمانية كتب:
1- (الخوف: ترامب في البيت الأبيض) لمؤلفه الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير بوب ودورد، وقد أصدره في 11 سبتمبر 2018م، ويفضح فيه، بأسلوب نقدي لاذع، أسرار رئاسة ترامب، من خلال مئات المقابلات والتحقيقات مع أعضاء ادارته!
2- (الغضب) لكاتبه بوب ودورد، أيضاً، وقد أصدره في 15 سبتمبر 2020م، ويؤرخ فيه، بأسلوب نقدي أيضاً، لتعامل الرئيس الأمريكي مع جائحة كورونا، وعلاقاته المتوترة مع عسكريين ومسؤولين آخرين، وتعامله مع الاضطرابات العرقية، ومع قادة روسيا وكوريا الشمالية!
3- (المعتوه) لكاتبته اوماروزا مانيغو نيومان، مستشارة البيت الأبيض، ومديرة مكتب الاتصال العام في ادارة الرئيس الأمريكي، وقد أصدرته في 14 أغسطس 2018م، وتفضح فيه، بشكل نقدي كذلك، تفاصيل وأسرار رئاسة ترامب وشخصيته الحقيقية، استنادا الى أشرطة صوتية مسجلة له ولأعوانه، من خلال صور لمشاهدات واقعية في بيته الأبيض!
4- (كثير للغاية لكن ليس كافيا أبدا: كيف أنتجت عائلتي أكثر الرجال خطورة في العالم) لكاتبته ماري.ل. ترامب، وقد أصدرته في 14 يوليو 2020م في شكل رؤية من منظور داخلي مطلع على ما يتعلق بدينامية العلاقات في عائلة الرئيس الأمريكي، ويكشف، ضمن ما يكشف، عن تفاصيل صفقات مالية قامت بها العائلة، بالإضافة إلى عائدات ضريبية لنيويورك تايمز.
5- (ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والقيادة) لكاتبه جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات السابق، وقد أصدره في 17 أبريل 2018م يشخص فيه الرئيس بوصفه إنساناً غير ناضج، بل عبثي، ومتمركز حول ذاته، ويفتقر إلى أي شعور بالمواطنة، وكل من تعامل معه يعرف ذلك.
6- (مذكرات خائن) لكاتبه مايكل كوهين، وقد توعد بكشف فضائح الرئيس الأمريكي الذي يقول عنه إنه غش في الانتخابات، بتواطؤ روسي، حيث فعل أي شيء، وردد أي كلام، لا لشئ سوى أن يفوز في الانتخابات!
7- (ما الذي حدث: الغرفة التي شهدت الأحداث) لكاتبه جون بولتون، ويصف فيه ترامب بالجهل بأبسط حقائق الجغرافيا، ولا تتعدى قراراته الرغبة في التشبث بمنصبه لولاية ثانية! وأحصى من أفعاله وأقواله: محاباته للديكتاتوريين، وطلبه مساعدة الصين لاعادة انتخابه، وأن بناء معسكرات الاعتقال شيء صحيح، وأنه لم يكن يعلم أن بريطانيا قوة نووية، وأنه يظن أن فنلندا جزء من روسيا، وأنه كان على وشك الانسحاب من حلف الأطلنطي، وأن غزو فنزويلا سيكون شيئاً جميلاً! ويشمل الكتاب نماذج من سخرية موظفي البيت الأبيض من ترامب، كما يصف البيت الأبيض بأنه اختل في عهده، حتى غدت اجتماعاته ألعاباً صبيانية!
8- (النار والغضب) لكاتبه مايكل وولف، وقد أصدره في 2018م، بناءاً على حوارات حصرية تفوق المائتين، وهو الكتاب الوحيد الذي تسنى لي الاطلاع عليه من بين هذه الكتب. ويتناول الطريقة التي ينظر بها إلى ترامب الطاقم المساعد له، حيث يشبهونه بطفل صغير يحتاج دائماً لأن يصفق له الجميع، وأن يبدوا موافقتهم على أدائه، وأن "كل شيء يدور حوله .. فهذا الرجل لا يقرأ ولا ينصت"! بالإضافة إلى أن عقله غير قادر على تكييف سلوكه مع الأهداف التي يتطلبها منصبه، كما أنه يفتقر للقدرة على الربط بين الأسباب والنتائج، وهو على عداء دائم مع وسائل الإعلام! ويشرح الكتاب كيف أقدم ترامب على فصل جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات السابق، وأسباب الخلافات بين بانون، المستشار السابق لترامب، وكوشنير، زوج إبنة ترامب وكبير مستشاريه، والسيطرة التي تمارسها ابنته وزوجها عليه، ويشرح كيف صار ترامب عامل انقسام داخل صفوف الشعب الأمريكي، ويوضح أن أهم أهدافه من الترشح للرئاسة أن يصبح أكثر الرجال شهرة في العالم، وأنه لم يكن يتوقع الفوز، لا هو ولا أعضاء حملته الانتخابية، وأنه، عندما أبلغ بفوزه، بدا كما لو رأى شبحاً! وتطرق الكتاب أيضاً للعلاقة المثيرة للجدل بين الرئيس ترامب وطاقمه، وبينه والطرف الروسي. كما تطرق إلى أنه كان يستهدف، منذ اليوم الأول، أن تكون القدس عاصمة لاسرائيل، وأن تنقل السفارة الأمريكية إليها. ويشمل الكتاب كذلك تفاخر ترامب أمام أصدقائه بدعم الانقلاب الذي وصل بالأمير محمد بن سلمان الى ولاية العهد في السعودية قائلا:"وضعنا رجلنا على القمة"! كما كشف قوله بأنه سيحدث أكبر اختراق في التاريخ على صعيد المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وإنه سيغير اللعبة بشكل غير مسبوق! فهل، يا ترى، قصد إلى القول بأنه سيدفع ب "الجميع" للتطبيع مع اسرائيل؟!
الجمعة
الجمال من نعم الخالق الذي يلفت نظرنا اليه بآيات عديدة منها "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون" (6 ؛ النحل) وقوله تعالى "بديع السموات والأرض" (101 ؛ الأنعام) وكذلك قوله تعالى "أفلم ينظروا للسماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج" (6 -7 ؛ ق). ونحن كبشر مجبولون على تقدير الجمال، والسعي إليه، وقد أنشئت مؤسسات تعمل في التجميل، وفي صناعة الجمال، فلماذا ارتبط الجمال والبحث عنه، لدى الكثيرين، بالنساء فقط؟ هذا فهم غير صحيح، وينبع، في تقديري، من نظرة ذكورية راسخة ترمي لتتفيه النساء، ولدمغهن بالاهتمام بالمظهر دون الجوهر!
وإنك لتجد دراسات تشبه أثر المرأة الجميلة على الرجال بأثر الهيرويين، من حيث أنها تُذهب عقولهم! على أن ذلك، في الحقيقة، لا يقتصر على النساء وحدهن، بل، إذا حدث، فإنما يتعلق بالجنسين معاً! خذ مثلاً ما جاء في سورة "يوسف"، حيث ورد أن نساء المدينة تقولن على امرأة العزيز بأنها فتنت بيوسف، فما كان منها إلا أن دعتهن إلى بيتها، وأعدت لهنّ متكأ، ووزعت عليهن أطباقاً بها فاكهة وسكاكين، ثم أمرته أن يدخل عليهن، فما أن وقعت أبصارهن عليه حتى فتن به، وأخذن يقطعن أيديهن "قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين، فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن" (30 – 31 ؛ يوسف). ثم إن هناك القصة المشهورة التي تروى عن أن سيدنا عمر بن الخطاب سمع امرأة تتغنى بأبيات من الشعر تقول: "هل من سبيل الى خمر فأشربها/ هل من سبيل إلى نصر بن حجاج"، ولما كان نصر هذا شديد الوسامة، دعاه عمر، فحلق له شعر رأسه، فازداد جمالاً، فنفاه حتى لا يفتن النساء! الآيات والقصة المروية تثبت أن نتائج الدراسة المذكورة أعلاه ليست قصراً على النساء دون الرجال، لكن ربط الفتنة بالنساء نابع من الإسرائليات، ومن مفاهيم ذكورية تقلل من قيمة النساء، وتتهمهن بالانشغال بالمظهر دون الجوهر، وعلى مثل هذه المفاهيم المؤسسة لدونية النساء تقوم صناعة تسليعهن واستخدامهن في تجارة الجنس!
وفي السياق جاء في الأخبار أن الكساندرا أوكاسيو كورتيز، عضوة الكونقرس الأمريكي التي أصبحت رمزاً لملايين الفتيات، والتي ترفع شعار "هذا قراري وليس قراركم"، تعتقد أن عناية المرأة بنفسها "عمل راديكالي، بل هو أشبه بتظاهرة صغيرة"، لأن ثقافتنا مبنية على الانتقاص من النساء، وعلى التربص بتقديرهن لذواتهن"، لتعطي درسا في كيفية تحويل استخدام الأدوات المبرمجة لتشييء النساء إلى أسلحة لصالحهن. فهي مثلا تتحدى فكرة أن أحمر الشفاه الفاقع هو مدخل لتعيير النساء، فبدلا من أن يكون مدخلاً لخضوعهن تجعله مقياساً لقوتهن. ربما لا أتفق مع هذا الجزء الأخير، دون أي تعد على حرية الرأي. لكن، في رأيي، أن حكمة "لكل مقام مقال" تجري أيضا على أن لكل حيز ما يناسبه من مظهر وملبس. فالشكل الرسمي المحافظ، مثلاً، في لبس الرجال والنساء هو الأنسب لأماكن العمل، وهلمجرا.
السَّبت
الحمد لله حمداً كثيراً بلا انقضاء على أن بنك السودان أصدر في 28 سبتمبر المنصرم منشورا عممه على كافة المصارف العاملة بالسودان وفروعها أسقط بموجبه مدخلات صناعة السجاير، والتبغ عموماً، من قائمة السلع الضرورية، وقد كان في منشوره السابق، بتاريخ 21 سبتمبر قد أدخل مدخلات إنتاج وصناعة السجاير والتبغ في قائمة السلع الضرورية، استنادا إلى قرار وزارة الصناعة والتجارة! ومع أن الحكومة عادت لصوابها في هذا الأمر، إلا أننا ننتهز هذه السانحة للتذكير بمضار التدخين، وعلاقته السالبة بصحة الدماغ كما حددها علماء ألمان، فإدمان النيكوتين يؤدي لتصغير حجم الدماغ، وإضعافه، والمدخنون أكثر عرضة لخرف الشيخوخة بنسبة تصل 79%، ولخفض مستوى الذكاء، ولإضعاف القدرة على التركيز، والمدخنون أكثر عرضة للجلطة الدماغية، كما أن للتدخين عدداً من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية، ويؤثر على صحة الفم والأسنان، وقد ذهب الرأي الديني عموماً إلى اعتباره مكروها، لكن الإمام المهدي حرمه تحريماً مستحقاً، نظرا لهذه الأضرار التي يسببها، والضرر هو علة التحريم.
الأحد
كان الخليفة عبدالله أكثر شخصية تعرضت للاغتيال في تاريخ السودان، وقد تضافرت في ذلك جهود دول دأبت استخباراتها على الدعاية ضده بصورة تكاد لا تنقطع، وتصديرها، عن عمد ووعي تامين، لنطاق واسع من الرأي الوطني. لكن الباحث الموضوعي سيرى كيف كان ذلك القائد حكيماً يعمل بالشورى، مثلما كان، مع كل حزمه، يستملح الطرف!
كانت المهدية دعوة شديدة التزمت، لأنها أعقبت فترة شديدة التهتك. وقد حكى غردون في مذكراته أن حفل الاستقبال الذي أعد له، عندما جاء السودان لأول مرة، كان الأكثر تهتكا بين كل ما شهد من حفلات. كما روى الشيخ بابكر بدري، في مذكراته أيضاً، أن الأب كان يقول لابنته التي تشكو من الغلاء: ولا يهمك، إشتري نهاراً بالسعر الغالي، ثم استعيدي مالك ليلا! والثورة المهدية نفسها تفجرت، ضمن بعض ما تفجرت بسببه، إثر زف رجل لرجل في الأبيض!
هذه الخلفية جعلت الدولة المهدية متشددة! ومن المرويات أنها حرمت الغناء، وكان العسس يجوبون الشوارع لمراقبة الالتزام بذلك. وحدث أن مروا بجماعة يغنون: "في البقعة الشلوخ شاقني/ شوقي للنزل متني"! ولما أخذوهم لخليفة الصديق أنكروا أنهم غنوا ذلك، وقالوا بل قلنا: "في البقعة السيوف شاقني/ شوقنا للامام السني"!
***
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.