وعدت الي بلدي الحبيب في العاشر من أكتوبر بعد أن تركت خلفي مقالا بسودانايل ختاما لكتابات بهذه الصحيفة الرائعة التي فتحت لي ذراعيها وحملتني في حدقات عيونها الجميلة مدة عشرة أشهر وجدت فيها نفسي حبيسا بالبيت بسبب الجليد في البداية والكورونا منذ منتصف مارس إلي أن غادرت أرض الأحلام في التاسع من أكتوبر بعد أن حصل بعض الانفراج في السفر الجوي مع كثير من القيود والإجراءات الصحية الصارمة . قبل الوصول الخرطوم ظللت اسمع وانا ما وراء الأطلنطي عن الغلاء في السودان وتصاعد الاسعار وتردي الخدمات وتقريباً كل مايرد إلينا كان سالبا . استقبلتنا صالة المطار وهي هاشة باشة والنظام كان سائدا في كافة الإرجاء مع نظافة المكان وحسن ترتيبه والإجراءات تمت في سهولة ويسر مع ابتسامات المسؤولين وتهنئتهم لنا بسلامة العودة . تحرك سير الأمتعة بايقاع هادئ واستلمنا حاجاتنا في زمن معقول . وكان إستقبال الأهل بالمطار والبيت مزيج من الدفيء والشوق وعصارة من اللهفة والحنين . نعم إرتفاع الأسعار لا تخطئه العين وجشع بعض التجار ظاهر للعيان لكن والحمد والشكر لله الموائد عامرة والكرم فياض والنفوس مازالت طيبة والحياة تسير رغم الضيق الحاصل والتكافل خفف الكثير من الآلام ومسح الكثير من الدموع ولو تركنا العالم في حالنا وكفت دول الإقليم عن التدخل في شؤوننا ولو ترك البعض منا الأنانية لعاد السودان مرة أخري أرضا للخير والنماء ولن يأكل وحده من الخيرات الوفيرة بل سياكل معه الجيران وكل محتاج في العالم فنحن قدح ود زائد ونحن اليد الممدودة ونحن القلب الكبير. حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.