كما سبق وان ذكرنا فى الحلقة الماضية ان التعابير الاصطلاحية Idiomatic expressions كلمة او كلمات لا يُفهم معناها الكُلِّي بمجرد فهم معاني مفرداتها وضمِّ هذا المعاني بعضها إلى بعض. فهو مجموعةُ كلماتٍ تُكَوِّن بمجموعها دلالةً غير الدلالة المعجمية لها مفردةً ومركبةً، وهذه الدلالةُ تأتيها من اتفاق جماعةٍ لغويةٍ على مفهومٍ تُحمِّله لهذا التجمع اللفظي . فمثلا عندما نقول ان فلانا هذا قلبه ابيض فلا نعنى المعنى المباشر وهو بياض لون القلب و لكن نعنى انه انسان طيب لا يحمل الضغينة للاخرين , وكذلك الحال عندما نصف انسان بان لسانه طويل لا نعنى بالطول الذى يقاس بالسنتيميتر او البوصة وانما تعنى بانه انسان سليط اللسان , وفى العامية السودانية لدينا الكثير من هذه المصطلحات والتى قد تكون مشتركة مع بعض الشعوب الاخرى وهى تتميز دائما بالحكمة و الطرافة معا اذ انها فى اغلبها نتاج لتجارب الناس و قوة و دقة ملاحظاتهم و تقييمهم للامور على مر الزمان . ويجدر ذكره بان هذه التعابير غير جامدة او ثابتة فهى تتجدد باستمرار و تظهر تعابير جديدة لم تكن موجودة بينما انه من الممكن ان تختفى بعض التعابير او يقل استخدامها والان لندلف سويا لبعض امثلة هذه التعابير الاصطلاحية السودانية : الاخلاق الضيقة: و الزول او الزولة الاخلاه ضيقة يكون عصبى المزاج و لا يتحمل الاخرين و فى بعض المرات نقول عليه حمقنجى و قاعد على الهبشة وفى بعض المرات يقول ليك الزول دة مسكن اخلاقو بالايجار البطن الطامة : والطمام فى الدارجية السودانية هو الشعور بالغثيان او الميل للتقيؤ وافراغ ما فى الجوف وهذا التعبير يطلق على الشخص الذى عافت نفسه من امر ما او كما يقولون " مرقت نفسه " او " قنع من خيرا فيها" فيقال ان فلانا هذا بطنه طمت من الموضوع دة البطن الفايرة: و الشخص اللى بطنو فايرة هو ذلك الشخص الذى لديه اغراء لا يقاوم لفعل شئ ما لاشباع رغبة ملحة , ومثال للبطن الفايرة عند الاطفال الصغار فى السن عندما تفور بطن احدهم فانه يقوم باعطاء " عضة" لاحد اقرانه والذى لا يملك سوى اطلاق عقيرته بالصياح و البكاء البطن الماشة او المكركبة : وهذا التعبير يطلق على الاشخاص الذين يعانون من مشاكل فى جهازهم الهضمى وغالبا ما يعانون من الاسهال نتيجة لتناولهم طعام او شراب غير صحى الجلد التخين : وهو تعبير يطلق على الشخص المتبلد الاحساس وعديم الشعور و لايكترث لاراء الاخرين او نقدهم الدم البارد : او "الشخص البارد" وهو نقيض " الشخص الحار" و يتميز بعدم الانفعال مع الاحداث وهى صفة ذم , وفى الغرب يستخدمون تعبير " القتل بدم بارد" Cold-blooded Murderer للقاتل المحترف عديم الرحمة او الشفقة الدم الثقيل : وينطقها السودانيون " الدم التقيل" وهو النقيض للدم الخفيف وتطلق على الشخص الذى ينفر من وجوده الاخرين و يتمنون ذهابه سريعا من مكان تواجدهم وهنالك تعبير اخر شائع الاستعمال لوصف صاحب الدم التقيل فيقال ان دمه " بقرى" الدم الخفيف : والشخص صاحب الدم الخفيف " خفيف الظل" تطلق عليه ايضا صفة " الظريف" و يكون محبوبا و مرغوبا و مطلوبا فى كل المجالس , وكما انشد الشاعر الراحل ابوقطاطى " بديع حسنك , خفيف ظلك , سليم ذوقك جميل كلك " وقديما كان السودانيون يستخدمون صفة " الدم الشربات" لصاحب او صاحبة الدم الخفيف و الفنان الراحل صالح الضى كانت لديه الاغنية المشهورة " يا جميل يا حلو الدم الشربات مكملو" وبالطبع فان كلمة " الشربات" لم تعد كثيرة الاستخدام خصوصا لدى الجيل الحالى الزول الجِلدة: وهى صفة للشخص البخيل جدا و الجلدة مقصود بيها جلدة الحنفيات زمان اللى كانت تمنع تدفق المياه وكانت قوية جدا و تعيش لفترات طويلة الزول الضلو ميت: وهى صفة نقيض للشخص النشيط و المتفجر بالحيوية والاشخاص الذين يوصفون بهذه الصفة يميلون للانطواء وعدم الظهور فى المجتمعات الزول المرطب: ويقال هذا التعبير لوصف الشخص " المرتاح ماديا " الذى لا يعانى من شظف العيش و يعيش حياته فى يسر و احسن حال ونقيضها الشخص او الزول اللى " دمه فاير" الزيت الطالع : والشخص اللى زيتو طالع بيكون تعرض للعصر الشديد و لمن يقول ليك الزول دة طلع زيتنا يعنى حالة فى منتهى التدهور ومثال ليها 30 سنة من حكم الكيزان طلعوا زيت الشعب السودانى الدم الفاير: والشخص اللى دمو فاير هو النقيض تماما للشخص المرطب وفى الاغلب بيكون مفلس و حالتو بالبلاء ( حالو يغنى عن سؤالو) الكراع الحارة : وتطلق على الاشخاص الذين ما ان يتواجدون فى مكان حتى ينفض سامره و يبددون شمله , والمثال الواضح للكراع الحارة كما يراه الناس هو فى حالة الشاعرة روضة الحاج صاحبة اكبر كراع حارة فما ان تم تعيينها كوزيرة للثقافة فى ايام الرئيس المخلوع البشير حتى قامت الثورة المجيدة التى انهت حكم ثلاثين عاما من حكم الكيزان الكراع الطويلة: والشخص الكراعو طويلة هو الشخص الكثير الزيارات و المجاملات للاخرين فتراه موجودا فى كل المناسبات الاجتماعية النفس الحار: والزول النفسو حار هو شبيه بصاحب الاخلاق الضيقة و يقول ليك الزول دة اخلاقو فى راس نخرتو اليد البيضاء: او الشخص صاحب الايادى البيضاء هو ذلك الشخص فاعل الخير الذى يقد يد العون و المساعدة للاخرين بدون من او اذى اليد التقيلة: هذا التعبير يوصف به الاشخاص الذين يعانون من البطء فى الكتابة اليد الخفيفة: وهو تعبير يطلق للنشالين او الذين يسرقون الاشياء الخفيفة و الصغيرة خلسة اليد الخضراء : هو ذلك الشخص الموفق فى اعماله فكل اعماله تكون ناجحة و مثمرة اليد الطويلة: هذا التعبير يطلق على الشخص الميال الى القتال و الدخول فى معارك بدنية مع الاخرين " يده طويلة للضرب" والى اللقاء فى مصطلحات سودانية اخرى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.