شوارع العاصمة والمدن الكبرى بالولايات تئن تحت وطأة حركة السيارات التي لا تهدأ والصفوف حول محطات الوقود تتلوي كالثعابين وتخنق الأنفاس وتزيد المنظر قبحا علي قبح والنفايات تعدت اسوار المدن وسافرت مع الطرق القومية فهي تنتشر علي جانبي طريق الأسفلت الرئيسي وفي الساحات بين القري المتناثرة وحتي المساكن تطل من علي وجهها الكآبة والبؤس وأسواقها التي يشاهدها المسافر وهو مغلوب علي امره تنضح بالاستهتار والبعد عن النظافة والمعروضات من الخضر والفاكهة والخبز تفترش الأرض تحت وابل من الذباب والافات . اذا أراد المرء أن يعرف اللامبالاة وعدم المسؤولية والاستخفاف بالبشرية والإنسانية عليه أن يتجه الي الميناء البري في الخرطوم أو مدني أو أي موقع آخر بالاقليم ليجد جيوشا من الباعة المتجولين يعرضون عليه تذاكر السفر بصورة غير حضارية فيها كثير من انتقاص حق المواطن في أن يعامل المعاملة اللائقة به وبداخل الميناء الأمور عصية علي الفهم والأجواء خانقة ولا أثر لمسؤول والحابل يختلط بالنابل والاسعار تتصاعد والحجة عدم توفر الوقود حتي أصحاب الركشات والامجادات والتاكسي والترحال في مشاوير هم داخل المدينة يطلبون اسعارا خرافية وكأنهم ينتقمون من المواطن المسكين الذي تكالب الجميع ضده ورغم هذا فهو غير معفي عما جري له لأنه علي طول الخط استسلم للجشعين وهتف للديكتاتورية وشجع علي السوق الأسود والرشوة والاختلاس ومعظم مواقفه كانت غير جادة وغير قانونية . خلاصة القول إن بلادنا الحبيبة خلاص راحت في ستين داهية فلا تطبيع يقيل عثرتها ولا بنك دولي يقرضهاوحتي عرب الخليج وفراعنة مصر وترمب المعتوه ونتنياهو اللص اشتروا ذمم ابنائنا وجعلوهم عبيدا ليس لهم غير كلمة سمعا وطاعة يا بيه . التعليم هو الحل وهذا الحل يحتاج لمال قارون وصبر ايوب والذي نراه اليوم من تعليم ما هو إلا عبارة عن استثمارات لجلب مزيد من المال لأناس هم ابعد ما يكونون عن التربية وحقلها العريض . الاعتراف بالمشكلة هو أيضا يساهم في الحل ولا بد أن نعترف جميعا نحن معشر أهل السودان الحبيب بأننا فاشلون ومقصرون وقد فرطنا في الجنوب والشمال نفسه ليس باحسن حال فقد مات وشبع موتا ومازلنا نكابر ونجادل وكلنا يفاخر بقبيلته وايدولوجيته وبما نحمل من الخبرات الاقتصادية والمعرفية ونحن نفشل في اماطة الاذي عن الطريق ونفشل في انتخاب بلديات ومجالس ريفية تمدنا بالخدمات الأساسية علي مدار اليوم والليلة كما يحصل في الدول المحترمة . عذرا ارض أجدادي فقد اهملناك وضيعناك بسبب جهلنا وغفلتنا وانانيتنا وتفريطنا في وحدتنا الوطنية والنتيجة ضياع اجمل بلد في العالم كان اسمه السودان . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.