عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. النسخ الغاء ام ارجاء ؟ قال تعالى ( ما ننسخ من أية أو ننسئها نأتى بخير منها أو مثلها ) يعتقد معظم علماء المسلمين ان نسخ اى أية قرانية هو الغاء لحكمها وهذا غير صحيح والصحيح هو تأجيل حكمها لان عبارة ( ننسئها) بأجماع المفسرين تعنى (نرجأها ) لان الغاء الحكم بعد صدوره من الله تغيير رأى تعالى الله عنه ولم يبقى الا أن يكون النسخ ارجاء للحكم فمثلا الدعوة الى الاسلام بدأت بالاسماح قال تعالى (أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولما لم يستجيب المشركون لدعوة الاسماح لاكثر من ثلاثة عشر عاما نسخت فى حقهم الاية بمعنى أرجأت وأستبدلت بأية (الاكراه ) قال تعالى ( فأذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) وقد كانت هذه الاية (خير) للمخاطبين بالدعوة فى القرن السابع ( نأتى بخير منها أو مثلها ) وليس خيرا مطلقا الى قيام الساعة لان الاسماح أحسن من الاكراه بالنسبة للمخاطبين فى القرن العشرين والله تعالى يقول ( واتبعوا أحسن ما انزل اليكم من ربكم ) هذا فى مجال الدعوة أما فى مجال السياسة فالاية التى نزلت للمخاطبين فى القرن السابع فهى أية الحرية قال تعالى ( قل الحق من ربكم فمن شأء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وعندما لم يحسن المخاطبين التصرف فى هذه الحرية نسخت الاية فى حقهم بمعنى ارجأت وأستبدلت بأية (الوصاية ) قال تعالى ( وشاورهم فى الامر فأذا عزمت فتوكل على الله ) فكانت (خير ) لهم وتم ارجاء أية الحرية لحين يجىء وقتها وتجىء أمتها أما فى مجال الاقتصاد فنزلت أية الاشتراكية ( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) العفو ما زاد عن الحاجة ولما لم يطيقونها نسخت فى حقهم بأية الرسمالية ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وتم ارجاء أية الاشتراكية لحين يجىء وقتها وتجىء أمتها أما فى مجال الاجتماع فقد نزلت أية المساواة بين النساء والرجال (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) أى لهن من الحقوق مثل ما عليهن من الواجبات ) ولما لم يطيقونها نسخت فى حقهم بأية عدم المساواة ( للذكر مثل حظ الانثيين ) وأرجات أية المساواة لحين يجىء وقتها وتجىء أمتها وبهذا الفهم يصبح الاسلام حقا صالح لكل زمان ومكان عكس فهم الدواعش والقاعدة وبوكو حرام الذى يجعل الاسلام غير صالح لكل زمان ومكان بل شوهو الاسلام ونفروا منه وجلبوا له تهمة الارهاب أيات الاصول وأيات الفروع أيات الاصول هى القرأن المكى الذى حوى الاحكام الاصلية التى خوطب بها أهل مكة والتى تمثل الحرية والمساواة السياسية (الديمقراطية ) وتمثل الاشتراكية (المساواة الاقتصادية) وتمثل المساواة بين الرجال والنساء (المساواة الاجتماعية ) وقد ارجأت هذه الاحكام بحكم الوقت بعد أن فشلت أمة القرن السابع فى الاستجابة لها وتنزلت من أيات الاصول هذه أيات الفروع (القران المدنى ) الذى ناسب أمة القرن السابع ولذلك أصبحت أحكام الفروع ليس أصلا فى الاسلام وهى الجهاد والرق والطلاق والحجاب والمجتمع المنعزل رجاله عن نساءه وتعدد الزوجات وعدم المساواة بين النساء والرجال الجهاد ليس أصلا فى الاسلام الاصل فى الاسلام ان كل انسان حر الى ان يظهر عمليا عجزه عن التزام واجب الحرية ذلك بان الحرية حق طبيعى يقابله واجب الاداء وهو حسن التصرف في الحرية فأذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته عندئذ بقانون دستورى وقد ظل أمر الدعوة على ذلك ثلاثة عشر عاما نزل اثناءها كثير من القران المعجز وتخرج خلالها من المدرسة كثير من النماذج الصالحة من النساء والرجال فأذا أصر الناس بعد ذلك على عبادة الحجر الذى ينحتون وعلى قطع الرحم وقتل النفس ووأد البنت فقد أساءوا التصرف فى حريتهم وعرضوها للمصادرة ولم يكن هناك قانون لمصادرتها فلم يبقى الا السيف وبعد ان كان العمل بقوله (ذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ) انتقل الى قوله تعالى ( الا من تولى وكفر فيعزبه الله العذاب الاكبر ) وكانه قال الا من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه السيطرة فيعذبه الله بيدك العذلب الاصغر بالقتال ثم يعذبه العذاب الاكبر بالنار الرق ليس أصلا فى الاسلام فالاصل فى الاسلام الحرية ولكنه نزل على مجتمع الرق فيه جزء من النظام الاجتماعى والاقتصادى وهو مجتمع قد ظهر عمليا انه لا يحسن التصرف فى الحرية مما أدى الى نزع قيام أفراده بأمر أنفسهم وجعل ذلك الى وصى عليهم وقد راينا أن هذا ادى الى شرعية الجهاد ومن أصول الجهاد فى سبيل الله أن يعرض المسلمون على الكفار أن يدخلوا فى الدين الجديد فأن هم قبلوه والا فأن يعطوهم الجزية ويعيشوا تحت حكومتهم مبقين على دينهم الاصلى أمنين على أنفسهم فأن هم ابوا عليهم هذه الخطة أيضا حاربوهم فأن هزموهم أتخذوا منهم سبايا فزاد هولاء فى عدد الرقيق السابق للدعوة الجديدة والحكمة فى الاسترقاق تقوم هلى قانون المعاوضة فكان الانسان عنما دعى لان يكون عبدا لله فاعرض دل اعراضه هذا على جهل يحتاج الى فترة مرانه يستعد أثناءها للدخول عن طواعيه فى العبودية لله فجعل فى هذه الفترة عبدا للمخلوق ليتمرس على الطاعة التى هى واجب العبد والمعاوذة هنا هى انه حين رفض أن يكون عبدا للرب وهو طليق وأمكنت الهزيمة منه جعل عبدا للعبد جزاء وفاقا وهكذا أضاف أسلوب الدعوة الى الاسلام الذى اقتضته ملابسة الوقت والمستوى البشرى الى الرق الموروث من عهود الجاهلية الاولى رقا جديدا ولم يكن من الممكن ولا من الحكمة ان يبطل التشريع نظام الرق بجرة قلم تمشيا مع الاصل المطلوب فى الدين وانما تقتضى حاجة الافراد المسترقين ثم حاجة المجتمع الاجتماعية والاقتصادية بالابقا ء على هذا النظام مع العمل المستمر على تطويره حتى يخرج كل مسترق الى باحة الحرية