حتى لا ننسى.. في مثل هذا اليوم من العام الماضي حاصرت مليشيا الدعم السريع قرية "برانكو" شمال الهلالية ومنعوا المواطنين من أداء الصلاة في المساجد ثم أطلقوا الرصاص في السماء وقالوا: "إنهم قتلوا الله"    شاهد بالصورة والفيديو.. سوداني يقيم بقرية في أقصى المملكة من 60 عام.. عاش فيها وشهد تعميرها قبل أن تصلها الخدمات: (أنا هنا من وقت ما كان الجنيه السوداني يعادل 3 ريال)    شاهد بالصورة والفيديو.. في الوقت الذي استعادت فيه القوات المسلحة منطقتين بكردفان.. متحرك ضخم للجيش يثير الرعب في صفحات "الدعامة"    بالفيديو.. إبراهيم بقال: (الدعامة لا يعرفون النظام والاستقرار ولهذا السبب فقدوا كل مدن العاصمة.. سيطرتهم على الفاشر "فورة لبن" وقسما بالله وتذكروا حديثي هذا سترجع الفاشر وكل دارفور لحضن الوطن)    شاهد بالفيديو.. "كازقيل" كاكي أخضر.. الجيش يواصل التقدم في كردفان ويستعيد منطقتين من مليشيا الدعم السريع    خسارة امام عمان لاتعكس واقعية الشوط الاول    السلطات في الإمارات تعتقل مواطنا سودانيا    أمم إفريقيا أول خطوات ليفربول لإبعاد صلاح    تحكيم سوداني لمباراة بيراميدز المصري وريفرز يونايتد النيجيري بقيادة شانتير    دراعة للأدب والطاعة    الأهلي ممثلاً رسمياً لاتحاد كوستي في منافسة كأس السودان القومي    المعركة ليست عن الأشخاص... إنها عن رمزية الجيش وبقاء الدولة    السودان..مقاطع فيديو تقود إلى اعتقال فتاة    شاهد.. "القروش بتخلي البني آدم سمح".. جمهور مواقع التواصل بالسودان يواصل سخريته من المذيعة تسابيح خاطر بنشر صور قديمة لها قبل ظهورها في الإعلام    الخلية الأمنية تقبض على معدات متطورة لتزوير العملة بحي المعمورة بالخرطوم    شاهد بالفيديو.. الفنان المصري سعد الصغير يثير غضب السودانيين أثناء ترحيبه بالفنانة "مونيكا": (أنا أعرف أن السوداني لازم يبقى أسود أو أسمر لكن من السودان وبيضاء أزاي مش عارف!!)    خسارة مصر أمام أوزبكستان تدق ناقوس الخطر    عامر حسن عباس يكتب: الامارات تسعى لإجبار دولة جنوب السودان لدخول الحرب .    ضربة روسية قوية بصواريخ كينجال على مواقع عسكرية حساسة في أوكرانيا    من هوانها علي الدنيا والناس أن هذه المليشي المتشيخ لايعرف عن خبرها شيئاً .. ولايعرف إن كانت متزوجة أم لا !!    الالعاب الإلكترونية… مستقبل الشباب في العصر الرقمي    الطاهر ساتي يكتب: مناخ الجرائم ..!!    تعادل الإمارات والعراق يؤجل حسم بطاقة المونديال إلى موقعة البصرة    إظلام جديد في السودان    تحذير من استخدام الآلات في حفر آبار السايفون ومزوالة نشاط كمائن الطوب    روبيو يدعو إلى وقف إمدادات الأسلحة لقوات الدعم السريع السودانية    نجم ريال مدريد يدافع عن لامين يامال: يعاملونه مثل فينيسيوس    المنتخب الوطني يتدرب بمجمع السلطان قابوس والسفير السوداني يشّرف المران    لافروف: أوروبا تتأهب لحرب كبرى ضد روسيا    غرق مركب يُودي بحياة 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً    أردوغان يعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    والي الخرطوم يعلن عن تمديد فترة تخفيض رسوم ترخيص المركبات ورخص القيادة بنسبة 50٪ لمدة أسبوع كامل بالمجمع    اتحاد أصحاب العمل يقترح إنشاء صندوق لتحريك عجلة الاقتصاد    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعبوية ظاهرة لتدمير الديمقراطية .. بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
نشر في سودانيل يوم 07 - 11 - 2020

أن الانتخابات الأمريكية قد أثارت قضية الشعبوية " Populism" التي كانت قد وصلت لقمتها بعد نجاح دونالد ترامب إلي البيت الأبيض الذي اعتبره البعض في ذلك الوقت أهم انتصار للشعبوية، و إذا انتصر المرشح الديمقراطي جون بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية يكون قد وضع حدا لتمدد الشعبوية في العديد من الدول خاصة في الغرب الديمقراطي، حيث استغلت القوى اليمينية الشعبوية كتيار شعبي بهدف تحقيق أهدافها الشوفينية. و في السودان أيضا استغل الإنظام السابق التيارات الشعبية من خلال عمليات الحشد الجماهيري، و التي كان يقوم بها بهدف استمراره في السلطة. و هناك أيضا قوى سياسية تحاول استغلال الحشد الجماهيري لتمرير أجندتها.
تقول البحوث عن الشعبية، هي ظاهرة سياسية ظهرت في القرن التاسع عشر، حيث ولدت الشعبوية في روسيا والولايات المتحدة آواخر القرن التاسع عشر. و"الشعبوية" تعني في الأصل حركة زراعية بإيحاءات اشتراكية، لتحرير الفلاحين الروس في العام 1870. وفي الفترة ذاتها، انطلقت حركة احتجاجات في الريف الأمريكي موجهة ضد البنوك وشركات السكك الحديد. و في بحث قامت به قناة " فرنسية 24" تقول فيه أن أوليفييه ايهل، خبير الأفكار السياسية في معهد العلوم السياسية في غرونوبل، يعتبر مصطلح الشعبوية من الصعوبة تحديد معنى الكلمة لأنها "ليست مفهوما". ويضيف "أنها لا تستخدم للتوضيح بقدر ما تستخدم للتنديد". إنها مصطلح يمكن أن يحل محل مفردات أخرى حسب الحالات مثل "القومية" و"الحمائية"و"كراهية الأجانب" و"الشوفينية" و"تبسيط الأمور". و من جهته، يحددها قاموس "بوتي روبير" طبعة العام 2013 بأنها "خطاب سياسي موجه إلى الطبقات الشعبية، قائم على انتقاد النظام ومسؤوليه والنخب".بدوره، يقول الباحث الأمريكي مارك فلورباي من جامعة برينستون، إن الشعبوية هي "البحث من قبل سياسيين يحظون بكاريزما عن دعم شعبي مباشر في خطاب عام يتحدى المؤسسات التقليدية الديمقراطية".
إذاً الشعبوية كظاهرة سياسية political populism" The" ستطاعت أن تفرض وجودها في تيارات اليمين في الدول الديمقراطية الغربية و أمريكا، و هي تؤسس أهدافها ضد الهجرة و القومية المتطرفة و كراهية الأجانب و تجاوز المؤسسية. و في دول أمريكا اللاتينية ظهرت مع الكارزمات اليسارية الداعية إلي اشتراكية الدولة في مواجهة الشركات و البنوك التي تسيطر علي الاقتصاد في تلك البلاد. و في المحورين تعتبر قاعدتها الأساسية قوة الكارزما القادرة علي الخطاب السياسي الداعم للتيارات الشعبية ضد النخب، و يعتقد هؤلاء الشعبوين أن النقاء الشعبي و الصدق الشعبي يواجه بالضد من قبل نخب صعدت للقمة و قبضت علي المؤسسات لكي ترسخ دعاويها و مقولاتها السياسية في المجتمع، بعيدا عن المعرفة الحقيقية للرغبات الشعبية. و الخطاب الشعبوي يحاول أن يكسر القيم الديمقراطية و التي تقوم علي المؤسسية. كما يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاباته أن الناس و الجماهير هي دائما علي حق. و أن النخب هم فئة قليلية في المجتمع تحاول أن تسيطر سيطرة كاملة علي كل القرارات في الدولة علي حساب التيار الشعبي العريض، رغم انتشار الفساد بينها.
أن سقوط المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية يعتبر بداية النهاية للتيار الشعبوي في أمريكا، و ذلك سوف ينعكس بصورة إيجابية في توعية الجماهير، أن الكارزمات التي تحاول أن تتلاعب بالالفاظ و الأفكار بهدف كسب سياسي، و في نفس الوقت أن تجعل الشعبوية بديلا للعمل الديمقراطي المؤسسي، هذا المنحى سوف يحدث أختلالات كثير في البناء السياسي في الدولة و الأحزاب، و خاصة في الدول حديثة التحول الديمقراطي كما هو في السودان. و خسارة ترامب ليست قاصرة علي الولايات المتحدة بل هي تنعكس علي كل الذين يراهنون علي السياسة الشعبوية، و في الشرق الأوسط يعتبر سقوط ترامب أجهاض لمجهودات الذين يحاولون ضرب الأهداف الشعبية التي تنادي بديمقراطية دولهم، و يساعدهم في ذلك التيارات الشعبوية في المنطقة و العالم و رمزها الرئيس ترامب، و عودة ترامب للسلط الذي لا تعنيه قضية الديمقراطية كثيرا بقدر المصالح الأمريكية المتمثلة في كيفية الوصول إلي ثروات الدول دون مقابل موازي، هو ليس في صالح الديمقراطية و ما حققته من قيم فاضلة في الحكم.
إذا حاولنا أن نقارن السودان بما يجري الآن؛ أن العديد من القيادات السياسية في السلطة التنفيذية و السيادية الذين يتطلعون للسلطة، أغلبية هؤلاء كانوا يعتقدوا أن لا تتم عملية التحول الديمقراطي في السودان، و ذلك انصياعا لمصالح نخبة ضيقة جدا تريد أن تسيطر علي السلطة بتيار شعبوي بعيدا عن الأجراءات الديمقراطية المطلوبة، و أيضا هناك من يتطلعون لانقلاب قصر يوقف عملية التحول في منطقة محددة تحت دعاوي أن الجماهير غير راضية علي سلطة الفترة الانتقالية، و هذا الأجراء بدأ يظهر بصورة سافر عندما حاولت النخبة العسكرية أن كانت في المؤسسات العسكرية و المليشيات و الحركات أن تدخل في تحالف ضد القوى السياسية و تسيطر علي الدولة تنفيذا لنفوذ خارجي غير راغب في عملية التحول الديمقراطي في السودان. و تتخذ من عملية المحاصصات فرصة لفرض شروطها، مثل هذا التحالف ضيق الأفق لا يورث البلاد غير الفشل، و هؤلاء جميعا جاءوا من خلفيات ليس لها أية علاقة بالديمقراطية. و هم نخبة غير منتجين للثقافة الديمقراطية مهما حاولوا أن يلمعوا أنفسهم بشعارات ديمقراطية، و هم أكثر الناس علما بأن شعاراتهم لن تجد طريقها للواقع، و رغم تجد بين هؤلاء كرزمات جاذبة للحركة الجماهيرية لكنهم يحاولون التدثر بشعارات الثورة ليس إيمانا بها و لكن خدمة لمصالح ذاتية لا تخدم إلا مجموعة ضيقة في المجتمع، فالافضل للبلاد و الاستقرار الاجتماعي العودة لمنصة التأسيس و العمل بما يخدم الديمقراطية و المواطن و الوطن.
أن سقوط الرئيس الأمريكي ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، هي اجهاض لمخططات تحاول أن تسيطر علي السودان بقوة السلاح، و تلبية لنفوذ خارجي، ليس له علاقة بعملية التحول الديمقراطي، و يعتقدون هؤلاء أن الرئيس ترامب و حلفائه في المنطقة سوف يقدمون الحماية للنظام الجديد في السودان، و لكن "تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن" لكي تغيير الوضع تماما و تجعل الكل أن يعيد حساباته من جديد. و الأيام حبلى، نسأل الله التوفيق.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.