شهدنا جميع فصول مسرحية الانتخابات الامريكية... ولقد لعب أبطالها أدوارهم التي أعدها المخرج لهم ببراعة تامة... ولقد استمتعنا بها أيما استمتاع... وانفعلنا بمشاهدها انفعالا شديدا... بينما الأمريكيون يخرجون الي الشوارع والساحات العامة بالشورتات وكأنهم ذاهبون الي نزهة علي الشاطئ وهم يتناولون البارد والمكسرات !!! فما هي العبر والدروس المستفادة من الانتخابات الامريكية ؟ علينا ان نتعلم درسا اخر... ونعتبر من الفصل الاخير في مسرحية الانتخابات الامريكية... هذا الدرس يتلخص في... ان السياسات الامريكية لا يضعها ساكن البيت الابيض... هو فقط ينفذها...ذلك لأن أمريكا دولة مؤسسات... لا دولة بيوتات... وليست دولة وجاهات ولا جهويات ولا قبليات... لا يوجد أمربكي واحد (مشلخ) مطارق... ولا ميه وحداشر... لذلك لا فرق البته... بين دونالد ترمب... وجو بايدن... هما وجهان لعملة واحدة... ويتبقي لنا فقط العبر والدروس وهي... ان الداخل للبيت الابيض يدخل علي انغام الموسيقي... والخارج من البيت الأبيض بخرج علي أنغام الموسيقي... وفي النهاية سيتعانق دونالد ترامب و جو بايدن... ويتبادلان القبل...ويتصافحان ويقولان (قوود... لك) لبعضهما البعض... بينما نتبادل( نحن)... انصار دونالد ترامب... وأنصار جو بايدن... نتبادل السب والشتائم... لأيام وأيام... وقد يتحول حماسنا لقطيعة وخصومة تمتد لتشمل زوجاتنا واولادنا وبناتنا... وقد تنتقل الخصومة لتقسم مع التركة للورثة... وتدخل الجينات الوراثية لتنتقل من جيل لجيل... مثلها مثل الضغط والسكري!!! علينا ان نأخذ العبرة... ان الناخب الأمريكي يتعامل مع الانتخابات كأنها لعبة ( game) لابد فيه من فائز وخاسر... ثم تمضي الحياة ولا تتوقف... هذا بالنسبة للمرشحين... اما بالنسبة للشعب الامريكي... فلا يوجد فائز وخاسر... فالشعب الامريكي هو الفائز في كل الأحوال... بأن الديموقراطية تتحقق... وأن كلمته هي الفيصل... وهو من يقول للخارج من البيت الابيض *أخرج*... وللداخل الي البيت الأبيض *أدخل*... د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين الخرطوم في 7 أكتوبر 2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.