قرآنٌ كريم. لستُ رجل دين ولكن ثقتي في الله لا تحُدُّها حدود. لم يكن احدٌ يتصوّر ، مهما أوتيَ من خيال بعد كل ما فعله نظام الانقاذ وزبانية أمنه منذ العام 1989 بشعب السودان ان يأتي علينا يوم بعد إزاحة هذا النظام الصفيق ونحن على هذا الحال من البؤس بسببٍ من هؤلاء الذين وثقنا فيهم ووليناهم امرنا إبتداءً من وثيقةٍ قام بوضعها شخصٌ قادَ الهتاف بكلّ ما أوتيَ من قوّةٍ ومهارةٍ في فن الخطابه في بحرٍ متلاطمِ الأمواج من منسوبي الشعبي وكُنّا نشاهد والقنوط يملأ كل مسامنا. رأينا البيع والخيانه والتوقيع المهزله الذي لم يكن مداده دماء الشهداء. لم يكن الذين تفاوضوا والذين وقّعوا ممن عُرفت لهم نضالات او مساهمات او اعتقالات او تاريخ في بيوت الاشباح او المعتقلات والتعذيب. لم يأتِ رئيس الوزراء من خلف التروس ولم يُعرف عنه ان حياته شهدت استدعاءات جهاز الامن والمرمطه في موقف شندي والزنازين التي يمرح في ارضيتها القمل والحشرات والحسره. لم نسمع بتشريفه لثلاجات الموز او الموت سيان في موقف شندي والتي تنخفض فيها درجات الحرارة الى الصفر او دونه. الواقع الآن على الأرض في غاية السوء والتعقيد وهو واقعٌ صنعه ومسؤلٌ عنه التيم الذي يقودنا حتماً نحو الهاويه بعد ان تسلّم الدفّةَ ممن ذكرتُ بعاليه وهو تيمٌ يتسم بالبرود والتكتم وانعدام ردة الفعل والتماهي البيّن مع العسكر مما يُنبئُ بشَرٍّ مستطير وهنا لا أتحدث عن نتائجه الكارثيه بقدرما اتحدث عن فجعتنا في سلطتنا التنفيذيه وفي مدنيينا بمجلس السياده. عامٌ ونصف من المحن والمعاناه وغياب الشفافيه ومن المحاكمات العبثيه ولجان التحقيق المكبّله والاتهامات التافهه والأحكام الموقوف تنفيذها ومفقودين طال إنتظار ذويهم وشهداء ضاع دمهم سُداً وجهاز أمن داخلي لا يؤبهُ لانشائه وشرطه تخلت عنها السلطه التنفيذيه فظلت ترزح تحت نير و قبضة العسكر تُوَجّهُها حيثُ أرادَت ومليشيات بعضها في الضوء تتوسع على حساب الجيش تمُدّ لسانها لضحاياها الذين ماتوا حرقاً ودهساً واغتصاباً وبعضها بعيدةٌ عنه بكامل عتادها وتسليحها وعقائديتها ومفصولين يجلسون ، رغم كفاءتهم ، على ارصفةِ النسيان يشكون جور الإنقاذ ( لإمتداد )الإنقاذ وما اسمعت إذ ناديت حياً. نحن الآن نعكف على إنشاء المجلس التشريعي الثوري لقطع الطريق على ديكتاتوريةٍ أخرى في الطريق. هذا المجلس لُحمتهُ وسداه هم مفصولوا الجيش والشرطه والخدمه المدنيه وأسَر الشهداء وأسَر المفقودين ولجان المقاومه وذلك من أجل البسطاء المسحوقين ومن اجل الشرفاء الثوار وكل الذين سُرقت ثورتهم في وضح النهار .. الى كل الذين خانوا اقول ان الله قد امكن من الإنقاذ و لسوفَ يُمكِنُ منكم. والى كل الثوار اقول انه بإرادتنا وقوتنا سنُبقي جذوة هذه الثوره مشتعله. معاً من اجل ان نكون او لا نكون.. فلنبقَ معاً من أجل ان نُنشئ المجلس التشريعي الثوري إستكمالاً لما بدأناه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.