والاعتصام في اوجِهِ بدأ سباق العسكر المحموم للتخطيط لسرقة الثورة حتى لا تتعرقل مهمتهم (المقدّسة) في حماية مكتسبات ( ثورة الانقاذ الوطني ) ومنسوبيها ولمن لا يعرفون فقد كان هنالك قسَم ولاء ليس كذاك الذي كان على عهدنا بحماية الوطن ترابه وحدوده ولو ادّى ذلك الى المجازفة بحياتنا. لم تعُد تتم ترقية احد للرتب القياديه ( الّا ) بعد ان يكون قد ادّى قسم الولاء ( للمؤتمر الوطني) في كل القوات النظاميه. إذاً نحن كنا نقف امام وضعٍ شائه عجّ به ميدان الاعتصام والكلُّ والِغٌ في امر دارفور وكل قمع الانتفاضات من تقتيل اغتصاب وتعذيب وحرق فكان لا بد من وضعٍ يُعَدّل ما تقود اليه الاحداث فقيض الله لهم رجالاً كنا نعُدّهم اولو بأسٍ شديد في الحق فجاسوا خلال الديار وأمّنوهُم في انفسهم واموالهم وتسهيل سفر منسوبيهم الى تركيا وتامين نقل اموالهم ثم وقفنا ، حتى اللحظه ، وكأنما على رؤوسنا الطير. نراهم الان خلف الحُجُب وهم يمدّون السنتهم ناحيتنا او ربما اصابعهم السبابه. ارجو ان يخبرني من يعلم اين هي ثورتنا التي قمنا بها في ديسمبر ونالت اعجاب العالم واكتسبت احترامه. بين ظهرانينا رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه بعضهم مات والبعض ينتظر. لم يُقسموا يمين الولاء للمؤتمر الوطني ولم يهادنوه. كل حياتهم تلخّصت في الاستدعاءات والمعتقلات وبيوت الاشباح وبعد ان قادوا نضالات الشرطه بقوّةٍ في سوح الوطن. كنا نحن نعتقد اننا من سيقرر في وزارة الداخليه والشرطه ليس ثمناً لنضالٍ مدّعاً ولكن من اجل سداد الدّين الاخير لهذا الوطن العملاق علينا. ما الذي أخّر أمر إعادة ضباط الشرطه وهم لم يضعوا ايديهم فوق ايدي النظام البائد ولم يك من ضمنهم (منتمين) او ( مستشارين ) للبشير ؟ فما الذي اعاد المستشارين والمنتمين للشعبي والوطني ليس من النوافذ الخلفيه ولكن من اوسع الابواب ومن ثم قُذِفَ بنا بعيدا كالذي به جربٌ هل كان المقياس هو حمل السلاح؟ هل خضع الامر لمقاييس دقيقه حول واقعة فض الاعتصام جعلت اي سيناريو غير الحادث الان فيه خطوره بيّنه على الجنرالات ومن لفّ لفهم. الم تكن هذه ثوره يا السيد رئيس الوزراء؟ ما الذي ابعدنا ونحن لم نخون شعبنا ؟ من الذي اتى بك يا سيدي حتى تكون خصماً على ثورةٍ دُفِع فيها الغالي والرخيص. عندما يسيئ اليك الكباشي وتسكت وانت رئيس وزرائنا فان هذه الاساءه تطالنا جميعنا. السيد رئيس الوزراء والله لو ان جهابذة المؤتمر الوطني تشاوروا منذ عهد جبهة الميثاق الاسلامي وحتى الان واحضروا مندوبا منهم كرئيس للوزراء لما وُفّقوا في اختيار من هو اكفأ منك ولما فعلوا معشار ما قمت به فقد أمّنتهم في اسرابهم واموالهم ومصالحهم ومحاكماتهم واوقفت تنفيذ احكامهم وانت عالقٌ في صمتك الأبدي لماذا اجهَضْتَ هذه الثوره وخنت شيبها وشبابها مع العسكر؟ لماذا خنت شهداءها ومفقوديها. لماذا وضعت يدك فوق ايادي من ربطوا الاثقال على اجساد ابنائنا وقذفوا بهم الى النهر؟ هل خوّفوك بمحاولة الاغتيال المدّعاه واوهموك انهم هم من يحرسونك فاسلمت قياد الامه طائعاً مختاراً وارتهنت هذه الثوره العظيمه لغير اهلها بالمخالفه لمن اتوا بك. بعد ثلاثين عاما من الانقاذ يبدو اننا لم نكن في مستوى الحرص المطلوب. لم نُمَحّص رئيس وزراء الثوره أولاً ثم صبرنا عليه عاماً ونصف وهو يسير بنا من فشلٍ الى اخر ومن صمتٍ الى آخر. عام ونصف من السير الصامت الغلط تعقّدت فيها الامور بأفعاله وأفعال معاونيه واختلفت المعطيات على الارض حتى صارت أسوأ منها في زمن الانقاذ وصارت كل خطوه للامام تعني واقعاً مريراً لا سبيل للتراجع عنه وكله يصب في خدمة اعداء الثوره. الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال وهم ما زالوا يؤمّلون في حمدوك. الى كل الذين ينافقون حمدوك. والى كل الذين يطبخون مع حمدوك والله لن يهدأ لنا بال الا بعد ان نستعيد هذه الثوره. وستذهب كل مؤامراتكم الى مزابل التاريخ فنحن لا نعرف الا مصلحة هذا الوطن ولن نفرّط فيها ما دمنا احياء. الان الموجه القادمه من الثوره بسبب حمدوك هذا وبسبب خوازيق المدنيين في مجلس السياده. مدنيون نُفِضَ عنهم الغبار فادركوا ان الفرصه لا تتكرر مرّتين فحرصوا على الا يدخلون تحت تصنيف ( الكيشه ). وليذهب السودان وشعبه الى الجحيم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.