خبر شرق السودان ولعقود طويلة تدفقات لمئات الألاف من اللاجئين الاثيوبيين والارتريين الذين بلغت اعدادهم في بعض الفترات أكثر من مليون لاجئ. وقد قدم السودان بطبيعته المضيافة شتى صنوف الدعم من قبل حكوماته الإقليمية والقومية والمجتمعات المحلية نظرا لما يعتور الدعم الدولي من نقص وعدم كفاية. اندلاع الحرب الاخيرة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة التقراي والتي ادت الى تدفقات كبيرة من اللاجئين فاقت الاربعين ألفا خلال بضعة أيام ويتوقع لها ان تزداد بوتيرة متسارعة ان لم تفلح الوساطات في ايقاف الحرب، يحتم على الحكومة السودانية من خلال مفوضية اللاجئين ومنظمات المجتمع المدني ان تنتظم في خلية ازمة دائمة ما بقيت الازمة، لاجل استقطاب الدعم الدولي والاقليمي لمقابلة احتياجات اللاجئين والمجتمعات المستضيفة التي تقع عليها وعلى بيئتها المحلية وخدماتها الكثير من الأعباء من قبل القادمين الجدد. وثمة دول ومجتمعات ظلت تفلح في تسويق استقبالها للاجئين من جوارها وتحويلها من نقمة الى نعمة تخرج منها بارباح طائلة لصالح الدولة والبنى الاساسية للمجتمعات المستضيفة. ولئن استنكف اهل السودان عن تلك التجارة فليس اقل من الحصول على الدعم الكافي من المجتمع الدولي بما يفي بغالب احتياجات اللاجئين وما يقع على المجتمعات المستضيفة من تنافس على مواردها الشحيحة وبيئتها التي عانت عقودا من الوجود المكثف لمئات الألاف من اللاجئين من دول الجوار. صفوة القول ان لابد من ادارة الازمة باقتدار وبتنسيق محكم خاصة مع بعثات السودان في جنيف ونيويورك وأديس ابابا والقاهرة وعواصم الدول الكبرى كلندن وواشنطن وباريس لتزويدهم باحصاءات اللاجئين واحتياجاتهم والضغوط المتعاظمة على المجتمع المحلى والاقتصاد السوداني للحصول على أفضل ما يمكن من تضامن من الاسرة الدولية مع ضحايا الازمة والمجتمع المحلي المستضيف خاصة ان السودان في ظل ظروفه الراهنة المعلومة وكاحدى الدول الاقل نموا والخارجة لتوها من أكثر من حرب والمثقلة بالديون خليق ان يعان ويرفع عنه الحرج ازاء اشقاء عزل في غالبهم اضطروا للجوء اليه. سفير محمد المرتضى مبارك إسماعيل 22 نوفمبر 2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.