بلغني للتو من الأخ العزيز دكتور أبوبكر محمد أحمد نبأ وفاة أستاذنا ومربي الأجيال ماذا يمكن القول في حق رجل ما من أحد تحدث عن الفلسفة أو التصوف إلا وعليه دين في عنق هذا العلامة الذي تشهد بذلك مؤلفاته القيمة في هذا المجال و طلابه في السودان وفي ماليزيا وفي قطر و بقاع أخرى من العالم يذكرون جيداً علمه و تواضعه وسعيه الدؤوب للعلم و رعاية طلبة العلم كنا في سبعينيات القرن الماضي من من منّا الله عليهم بالجلوس لتلقي العلم على يديه في جامعة الخرطوم و سعدت بأن أشرف على رسالتي في الماجستير حيث أتاح لي ذلك التعرف عليه وعلى أسرته الكريمة عن قرب حيث كان يرحب بي في منزله لنكمل النقاش في رسالتي إذ لم يكن في بعض الأحيان مواصلة النقاش في مكتبه ثم شاءت الأقدار أن نعمل سوياً في جامعة الخرطوم و في ماليزيا و امتدت الصحبة بيننا فكلما استغلق علي أمر علمي كنت أجد الجواب عنده هو كما وصفه أحد الإخوة إن كنت تريد أن تتحدث لفيلسوف و عالم من زماننا هذا يذكرك بالغزالي و ابن رشد فعليك به كان رجلا صاحب دعابة و حسن طريق في الدخول إلى قلوب الناس و لما كان الموت سبيل الأولين و الآخرين و قد فقدنا اليوم علماً من أعلام المعرفة في العالم الإسلامي فما بقي لنا إلا القول إنه قد استبدل جوارنا بجوار العلي العزيز الغفور الودود فنعم المقام و الله يتولى الصالحين و نشهد أنه منهم فما رأيت قط منه إلا كل خير ونسأل الله أن يقدس سره و أن ينزله منازل الصالحين و نسأل الله أن يلهم زوجته و رفيقة دربه و ابناءه و ابنته حسن العزاء إنه سميع الدعاء