تواترت أنباء احتدام الصراع في الجارة الشرقية الشقيقة أثيوبيا... هذا الصراع والذي يمثل الوجه القبيح جدا لعملية تداول السلطة لمعظم دول العالم الثالث. سابقا.. والعالم الثلاثين مع الرأفة حاليا... وطبعا في نصها الدول الافريقية... صراع القوميات والقبلية القميئة... في الوقت الذي تمضي فيه الشعوب المتمدينه بخطي ثابتة... نحو التوحد والانصهار لتكوين الأمم... والقيام بعملية تداول كراسي السلطة كعملية تداول كراسي اي حافلة للمواصلات... يصل هذا وجهته ويترك الكرسي للذي يليه في اريحية تامة. انطلق في هذا الوقت صاروخ التقراي (أو صاروخ الحكومة... لا يهم) المهم هو ان صاروخا قد انطلق نحو بحر دار... وأخطأ الهدف أو أصاب لا يهم... المهم انه انطلق... والاهم من هذا وذلك أن بحر دار تقبع بالقرب من خاصرة دولة السودان... وان أخطأ الصاروخ في اصابة هدفه بحر دار فانه بمكن جدا ان يصيب بحر أبيض. ان الحرب الدائرة بين الحكومة الأثيوبية والتقراي بالنسبة لنا كنافخ الكير... اما ان يحرقنا بالنار او ان يصيبنا بريح نتنة لا مناص... ان الرئيس أبيي أحمد بذل مجهودا مقدرا في لم الشمل وتقريب وجهات نظر الفرقاء ابان الثورة السودانية في أواخر العام المنصرم... وساهمت جهوده الضخمة في حقن دماء السودانيين... لقد ساهر ابيي أحمد أياما وليالي يتنقل بين مختلف مكونات الكتل السياسية وبخاصة بين العسكريين والمدنيين وبذل جهودا جبارة حتي بان الأعياء والتعب عليه... فهلا حفظنا له وللجارة أثيوبيا هذا الجميل وقمنا بما ينبغي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأثيوبيين. لقد كانت الحبشة وجهة جعفر الطيار ورفاقه الميامين عندما ضاقت بهم مكة علي سعتها... وعندما ضيق عليهم كفار قريش الخناق... وودعهم رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا لهم ان بها ملك لا يظلم عنده أحد... وكان النجاشي عند حسن ظن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ... فأكرم وفادتهم... ورفض تسليمهم لوفد قريش الذي تعقبهم... ورفض قبول هداياهم الرشاوي... فهل نحفظ لهم بعض ذاك الجميل.... د. فتح الرحمن عبد المجيد الامبن الخرطوم في 25 نوفمبر 2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.