عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. غيّب الموت بالامس فقيدنا العزيز الراحل.. مدير ادارة الامتحانات الاسبق .. الملحق الثقافى فى سفارة السودان بموسكو..المشهود له بتعليم الكثيرين من ابناء السودان فى مؤسسات التعليم لغة الاعاجم فهو من سابرى اغوارها وعارفى اسراها ..زوج معلمة الاجيال نفيسه محمد الحاج.. ابا حسام ورانية ورنده .شقيقا لميرغنى وعثمان. وجَدأ لسامر وسمر والاحمدين.. على ان ذلك ليس تعريفا بالرجل.. فهو المعلّم العلم الفرد الذى صال فى الصروح الشوامخ ..منها ما كان.. واضحى اثرا بعد عين..ذرف الفقيد عليها دمعا وفيرا وهو يرى ذلك الصرح العظيم يذهب الى غير رجعة.. امتدادا لشارع الجامعة شرقا .. هى مدرسة الخرطوم القديمة حيث تلقى تعليمه الثانوى وكان لى فيه لقاء معه بين رفاق كرام من طلابها فى اواخر خمسينات القرن العشرين.. وجال فى ارجاء حنتوب فى منتصف الستينات بعد تخرجه فى معهد المعلمين العالى بين ثلة من خيار خريجى المعهد العريق..ياسين فضل المولى..الرفيع الشأن..آدم ابو رجال..تاج السر حمزه وغيرهم من اخيار المعلمين..عرفته سنّار الثانوية معلما ومرشدا وهاديا مثلما سعدت بوجوده فيها ادارة امتحانات السودان مساعدا للقائمين على ا مرها .. اساتذتنا الراحلين..احمد النمرويوسف المغربى الى ان تولاها بنفسه قبل رحيله الى ملحقية سفارة السودان فى موسكو ثم جامعة افريقيا العالميه حيث عرف فيه طلابها من السودانيين والاجانب دوام خروجه عن نفسه ووهبها للآخرين. *تصدق مقولة التربوى الامريكى "هنرى أدامز" ان المعلمين و قليل من المغنين تبقى آثارهم فى اغوار الابدية وابعاد اللانهائية بما ينتشر من ادائهم وبلائهم وعطائهم مع طلابهم ولمستمعيهم..ولا نشك لحظة واحدة ان آثار وبصمات الفقيد تبقى حية ولا تندثر "ما حنّت النيب فى نجد" او لاح بدر ونادى مناد بالأذان.. يتحدث طلابه المنتشرون فى مشارق الارض ومغاربها عن معلمهم عبد العزيز محى الدين "الضُرُس" بكل الفخار والاعزاز..عندما منحته جامعة الاحفاد درجة الدكتوراه الفخرية ومن هو من ينال تكريم جامعة الاحفاد او يجد فرصة للعمل بها غير الصناديد من خيار المعلمين الباذلين النفس والنفيس لرفعة التعليم والمعلمين.. فقيدنا العزيز الراح يقف الناس جميعا.. كل الناس..عند تذكار اسمه ويتسابقون نحوه للاستفادة مما عنده من خبرات وتجارب.. ولكنى حقيقة عجبت ألا ارى اسمه بين ذلك النفر الذين كان ينبغى السعى اليهم بعد ثورة ديسمبر المجيدة ..على الاقل ليطلع من تولوا امر التعليم ما كان عليه حال التربية والتعليم فى عصوره الذهبية وليعيد على مسامعهم ويحدثهم حديث العارفين عما كان وما ينبغى ان يكون.. ولك شاءت ارادة الله الغالبة ان يرحل الى دار الخلود والقرار الزاهد فى متاع الدنيا وزخرفها.. فالمقَدّرلابد ان يكون.. ويرحل ممن عّلمونا واحسنوا تعليمنا وهدونا سبل الرشاد وسعدنا والله بالسير فى خطاهم.. وهاهو معلم الاجيال قد سار فى خطى معلميه بعدما حملوا امانة التعليم وهى عبء فادح.. كل الامل والمنى ان يكون عملهم فى تعليم النشء لهم صدقة جارية وقد تركوا وراءهم من حظى منهم بالعلم النافع والسيرة العطرة والقدوة الحسنة. *فقيدنا العزيز الراحل ..لنا ولكل من تلقى منه حرفا..ظل فخرا لهم جميعا بانهم ساهموا بصورة او بأخرى مع اهله الغر الميامين فى انسانيته وفى زهده وفى ابائه وعلو منزلته ووفائه لأهله ولأصدقائه ومعارفه الذين يحسون بان رحيله خسارة فادحة لا تعوّض..ومهما ذرفوا عل تواريه واحتجابه او تحدثوا وافاضوا فى تذكار محاسنه رغم ان احاديثهم لا تنقضى او تتوقف لن يستطيعوا ان يعيدوه بينهم.كل ما يملكونه و العيون لديهم تدمع ونفوسهم تجزع ( والجزع والصبرهومن يقف بين ايادى القدر) ويظلون يرفعون الاكُف الى رب العباد ضارعين مع معلمة الاجيال" السيدة الفُضلَى حرم الفقيد الراحل" النفيثة" واخوته واخواته الكَريمات واحفاده و طلابه ومع كل من عرفه ان يشمل عزيزنا الراحل بواسع رحمته ويجعل مثواه روضة من رياض الجنّة..وانّا والله وبالله على رحيله لمحزونون.