الحقيقة لم يكن إختيار عنوان هذا المقال سهلا وقد حاولت أن أختار له عدة أسماء تتناسب مع محتواه ولكن في نهاية المطاف وقع اختياري علي الاسم اعلاه تيمنا بالمملكة العربية السعودية التي اختارت لنفسها إسم السعودية بعد أن تمكن آل سعود من تشكيل ميليشيا من القبائل العربية تحت قيادتها ثم قامت بالسيطرة علي كل أجزاء الجزيرة العربية وبعدها اطلقت عليها إسم المملكة العربية السعودية علي إسم عائلة آل سعود مؤسسة المملكة الحالية .. كذلك سيكون الحال مع آل دقلو الذين تمكنوا من تكوين ميليشيا مسلحة من عائلتهم والمقربين لها من أهل المنطقة وكانت بدايتها في زمان التفلت الأمني بولايات دارفور، بدأت هذه الميليشيا في التمدد بعد أن دعمتها الدولة بالسلاح لتحارب أعداء النظام بالوكالة عنها فقامت بارتكاب الجرائم الفظيعة في شتي مناطق إقليم دارفور التي ترقي لمستوي الإبادة الجماعية .. تطورت ميليشيا آل دقلو تدريجيا حتي أصبحت تمتلك قوة ضاربة من السلاح والعتاد الذي لا يستهان به، كل ذلك بسبب حوجة النظام البائد لخدماتها القذرة في القمع والإرهاب لكل من تسول له نفسه بمعارضة الظلم والفساد الذي كان يمارسه النظام ضد العزل من أفراد المجتمع .. ميليشيا آل دقلو اختارت مؤخرا لنفسها إسم قوات الدعم السريع لأنها كانت بدون مقر ثابت .. كانت تتجول وتجوب تخوم البلاد بأمر النظام للقيام بالمهام غير القانونية ضد أبناء الشعب مثلها مثل العصابات الخارجة عن القانون لا تخضع للرقابة أو المحاسبة .. كان هيكلة قوات الدعم السريع لا تخضع للنظم العسكرية المألوفة .. جميع ضباطها لم يتخرجو من الكليات العسكرية المعروفة، كانت الرتب العسكرية تمنح حسب المزاج الخاص من قائدها الذي ابتدأ من رتبة عقيد خلا وتدرج في الترقية حتي وصل لرتبة الفريق أول خلا .. هذه الرتبة الرفيعة لم يصلها العظماء من ضباط القوات المسلحة ابتداء من الفريق عبود والفربق الخواض ومرورا باللواء ابو كدوك، ابوالدهب، مزمل غندور .. الخ من شرفاء وكفاءات القوات المسلحة السودانية النادرة .. تميزت ميليشيا الدعم السريع بسيطرة عائلة آل دقلو المكونة من الأشقاء واسرتها الممتدة علي كل الرتب المهمة من اجل التحكم في كل مفاصلها بدون أن يكون لهم أي مؤهلات لتلك الرتب الرفيعة .. مثال ذلك شقيقه عبدالرحيم دقلو الذي نال رتبة الفريق خلا كقائد ثاني لهذه الميليشيا وكذلك تمتع بقية الأشقاء والأقارب برتب رفيعة متنوعة في هذه الميليشيا.. بعد ان احست ميليشيا الدعم السريع بضعف القوات المسلحة التي تمت عن قصد من النظام البائد، بدأت التوسع في مشاريع الاستثمار التي بدأتها بالاستيلاء علي جبل عامر للتنقيب عن الذهب وقامت بإقصاء ميليشيا مجلس الصحوة منه واعتقال زعيمها موسي هلال القابع في سجون هذه الميليشيا حت الآن .. عملت ميليشيا الدعم السريع في تهريب الذهب والاحتفاظ بكل عائدته لنفسها ولم تقف الميليشيا عند هذا الحد بل قامت بإنشاء الشركات التجارية للتصدير والاستيراد مثل شركة الجنيد بدون حسيب أو رقيب من الدولة وكانت كل شركاتها تحظي بالاعفاءت الجمركية .. ليست مبالغة إذا قلنا ان ثروة آل دقلو أصبحت توازي ميزانية حكومة البلاد بأكملها .. الآن يتربع قائد ميليشيا الدعم السريع في منصب الرجل الثاني علي هرم الحكم في البلاد ويتمتع بنفوذ غير محدود في كل الجوانب المهمة العسكرية منها والتنفيذية ويمتلك قوة مسلحة ضاربة مستقلة تماما من هيئة أركان القوات المسلحة تأتمر فقط بأوامر مباشرة منه ختاما .. إذا إستمر الحال بتمدد طموح آل دقلو وانتشر نفوذهم علي كل ربوع البلاد في غفلة من اهلها لن يكون غريبا يوما بزوغ المملكة الدقلاوية لمؤسسها محمد بن حمدان آل دقلو الوريث الشرعي لجمهورية السودان المنقرضة .. الله لا حضرنا ذلك اليوم ..! د. عبدالله سيد احمد 31/12/2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.