بدءاً أرى أن من حق أي شريحة في المجتمع أن تبدي رأيها في المنهج التعليمي، بل كان يجب أن يستشاروا - بوصفهم آباء - قبل البدء في تصميمه المنهج؛ لمعرفة حاجة المجتمع ،وما يجب توفره فيه؛ لأنهم أصحاب المصلحة . كذلك كان ينبغي أن يقبل الرأي المعارض والتعامل معه بحكمة وروية ؛ بالجلوس مغ المعترضين لا أن ينظر إليه من منطلق أنه جاء من فئة سياسية معارضة. ومهما كانت دوافعهم؛ فمن حقهم أن يبدوا رأيهم في المقرر؛ لأنهم آباء. ويمثلون شريحة كبيرة في المجتمع . والثورة ما جاءت لفرض رأي. ليس من الحكمة أن يتعامل القراي بنفس عقلية النظام السابق، بعقلية لا أريكم إلا ما أرى ! الحكمة تقتضي أن تسعى الثورة لكسب من يعارضها ، لا أن تخسر مؤيديها . من طرف ثان إن هذه الفترة الانتقالية ذات أهداف معينة، ليس منها تغيير نظم التعليم ؛ تغيير النظام التعليمي مرتبط بفلسفة الدولة والتي يحددها الدستور . وهذا الدستور لم يكتب بعد لأن الحكومة المنتخبة هي التي من مهامها ذلك. نعم إن لمنهج القديم به سلبيات وعوار ، ولكن في هذه المرحلة كان ينبغي تشذيبه فقط . والتعامل باعتباره منهجا إسعافيا مؤقتاً. كان من الأفضل أن يعكف التربيويون في هذه الفترة على تأهيل المدارس وإعداد المعلمين للتغيير الذي سيكون . بالنسبة للوحة مايكل أنحجلو ؛ حقيقة هي ليست مناسبة، وقد أقحمت؛ فهي لا تمثل عصر النهضة إنما تمثل عصر سيطرة الكنيسة حين كانت تؤمن بالتجسيد. وهي خرافة في تحريفات الإنجيل . هنالك رسومات أنسب منها لماذا هذه اللوحة بالذات؟ ماذا يضر القراي وتيمه لو قامو بتعديلها و تعديل كل القضايا المثيرة للجدل وكل مافيه خلاف؟ قرأت صفحات مبتسرة من مقرر التاريخ 6 هي التي وصلتني . ووباختصار وأمانة أقول: 1- إن اللغة ضعيفة؛ لا ترتقي إلى مستوى اللغة العلمية التي يجب أن تكون في المنهج الدراسي. 2- الأسئلة ليست مبنية على أساس علمي. ولا تقيس قدرات الطالب. 3- صوغ الأسئلة على غرار اكتب/ اكتبي فيه خروج على نمط الخطاب في اللغة العربية . لا أدري لماذا إقحام حقوق ما يسمى بالجندرة هنا ؟ هذا منطق اللغة . 4- لم أجد سببا للاحتفاء بشخصية جون قرنق؛ فهو ليس سودانياً، وإن كان مؤثرا فيجب مناقشة ذلك في إطاره اللائق في مرحة عمرية متقدمة،. هذه الفترة العمرية بالذات ينبغي التركيز فيها على بناء الهوية السودانية ، وبعد نضج وعي الطالب وانفتاخه على العالم المحيط به من العوالم يجب نقله إلى المحيط الخارجي ويدرس تاريخ وتقافات العالم المحيط به. ختاماً وقد أرى من الحكمة الاستماع إلى الرأي الآخر، للوصول إلى صيغة توفيقية ، وأن تعتبر هذه النسخ من المقرر نسخاً تجريبية تقيم بواسطة خبراء في المنهج بعد إتمام هذا العام ، ووضع توصيات يتم في ضوئها إعداد منهج تربوي سليم يقوم على أسس ععلمية علمية. د. عادل الشيخ عبد الله سلطنة بروناي دار السلام عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.