لا أذكر تاريخ أنضمامي لجميعة ( سودان للجميع ) التي تتولي أصدراية لمجلةٍ محترمةٍ وتخصص منبراً للحوار يسمي منبر الحوار الديمقراطي الذي صار أسماً علي مسمي . هذه المجلة تؤرخ لبداية أصدارتها في يناير 2005 والتي أتخذت من منطقة باريس مقراً لها كما جاء في ديباجتها: أختارات الجمعية لموقعها هذه التسمية : سودان للجميع ، كنايةً عن تطلعنا لأن يكون ساحةً رحبة المثوي، تتسع لكل الذين يحلمون بوطن ديمقراطي حقيقةً لا أدعاءً ، ويعملون من أجل تنزيل هذا الحلم الي أرض الواقع علي قواعد صلبةٍ وراسخةٍ من المفاهيم المؤسسة . وطنٌ يسعنا بمختلف توجهاتنا ، ,انتماءاتنا الفكرية، ومعتقداتنا، ومناطقنا، وأصولنا الإثنية . لنعمل فيها معاً، عن طريق البحث والتفاكر والتبادل والنقد، في الموقع ومنبره، من أجل وطنٍ يسع الجميع ويسعد بالجميع . وفي ختام الديباجة تمنيات للموقع بأن يكون وجوده علي الشبكة العالمية يشكل إضافةً جديدةً لساحة المواقع السودانية . مجلة الجمعية (سودان للجميع) تحتوي علي عدة أبواب : مجلة أحترام وهي مجلة ثقافية تعني بحقوق الإنسان وقضايا التعدد الثقافي ، وهناك المجلة السودانية للفنون والآداب والعلوم الإنسانية وتوجد صفحة للأخبار وصفحة لكتابات نقدية . كما تحوي المجلة باباً لدراسات في تاريخ السودان وباباً للقصة وآخر للشعر والمسرح والموسيقي والسينما ودراسات وبحوث وهنالك صفحة للفنون التشكيلية والترجمات وثقافة الطفل ومنبراً متخصصاً للحوار الديمقراطي . وهذه المنابر التي تضمها (سودان للجميع) لها صفحات باللغة الفرنسية بالأضافة الي العربية . لهذه الجمعية مكتب يشرف عليها بالاضافة الي هيئة أستشارية . كما ذكرت في المقدمة لا أذكر تاريخ أنضمامي لهذه الجمعية الا أن الشاهد تعلمت منها الكثير وقرأت فيها أجمل الكِتابات للسودانيين والسودانيات وحتي لبعض الكتاب الاجانب . وتعرفت علي مجموعة من الكُتاب لم تتح لي الظروف من قبل بالتعرف علي أنتاجهم . هذه الجمعية كانت مأوي وملجأ وشفاء للمعاناة والضجر والملل الذي يصيب النفس ، كانت بمثابة واحة ثقاقية للجميع . ولا أذيع سراً أن أذكر بكل فخر كانت مُعلماً لي وللكثيرين ، تعلمت فيها الكتابة وأدب الحوار. وشكلت منبراً للثقافة ، والسياسة ، والأجتماع والأدب . أشرفت عليها كوكبة من الفنانين والادباء بقيادة الاستاذة نجاة محمد علي والدكتور حسن موسي والغائب الحاضر الدكتور عبدالله بولا . في هذا العام ومع بدايات الجائحة التي قضت علي الاخضر واليابس وأخذت منا الاصدقاء والأحباب والمعارف والأهل ولم يسلم منها الغني والفقير ، الصغير والكبير ، كافة دول المعمورة المتقدمة والاخري التي تسير علي بركة الله ، لم تسلم من هذه الجائحة أسفيرياً حتي (سودان للجميع) . حيث تولي بعض أصحاب النفوس المريضة الذين يقفون ضد الاهداف السامية لهذه الجمعية بأبتعاث فيروساً اليكترونياً يشابه الي حد كبير كوفيد 19 حيث منع حتي اللقاء الاسفيري لأعضاء هذه الجمعية وفرض حظر تجول ثقافي وعطل منبر الحوار الديمقراطي ومعه مجلة أحترام ، المجلة السودانية التي تعني بثقافة حقوق اٍلإنسان وقضايا التعدد الثقافي وحرم الجميع من طرح وتبادل الآراء الحرة عبر هذا الصيوان الواسع ومع هذا الدمار أفتقدنا أرشيفاً اليكترونياً جُله كتابات تدعم التحول الديمقراطي وبناء دولة مؤسسات تُنشد أن يعم السلام ربوع الوطن وأن تتحقق العدالة . بذل القائمون علي أمر الجمعية وخاصة الأستاذة نجاة محمد علي مجهودات خرافية لإستعادة ما فقدناه ولكن علي حسب علمي لم توفق مساعيها الي الآن . هذا فقد كبير للثقافة وللديمقراطية ولحقوق الإنسان ولعلاج الروح في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لهذه المجلة لمناقشات آراء ومقترحات تدعم التحول الديمقراطي الذي تعرض لعواصف أوشكت أن تقلعه من ميثاق الثورة ونورها الذي أشعلته دماء الشباب والشابات . أوجه نداء أستغاثة لمكتب الجمعية وهيئته الاستشارية بأن تستمر المجلة في الصدور رغم العقبات التي أمامها ويستمر منبر الحوار الديمقراطي بصفحة الكترونية جديدة في الطرح ومناقشة الافكار مع المساعي لاستعادة ما فُقد وهذا أقل ما نقدمه عرفاناً للمؤوسسها عبدالله أحمد البشير بولا تغشاه الرحمة في أعالي الجنان. حامد بشري / كندا/ 9 يناير 2021 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.