عقب انتهاءفترة الرئاسة شاهدنا على وسائل التواصل الاجتماعي صور الرئيس الامريكي الأسبق بارك اوباما في احدي الاسواق الامريكية جاء ليقضي بعض احتياجات الاسرة من المواد التموينية كان لوحده وبسيارته الخاصة دون سائق وبرستيدج قد يندهش ويستغرب البعض من هذا المشهد وخاصة في الوطن العربي وافريقيا ويكاد لا يصدقون ان هذا الرجل الذي كان الرئيس الأسبق لاكبر دولة اقتصادية وعسكرية في العالم الولاياتالمتحدةالامريكية ولمدة ثمانية سنوات متتالية الان عاد ليصبح مواطنا عاديا يستطيع ان يتحرك لوحده ويتجول بمفرده في الشارع دون قيود ويزور الناس ويشارك في الحياة الاجتماعية دعم حملة مرشح الحزب الديمقراطي جون بايدن وحضورا في حفل التنصيب ويعود ليمارس مهنته الاولى لا احد يستطيع التعدي عليه لانه مارس سلطاته وفق القانون والدستور الامريكي وبتفويض من الشعب والتزم بروح ونص الدستور الامريكي طيلة فترة حكمه وعاد الي حيث أتى متسلحا بخبرة سنوات البيت الأبيض يمكنه ان يعمل مستشارا ومحاضرا ويتفرغ لكتابة مذكراته وشهادته على العصر ويرشح ويعين مبعوثا لامريكا او الأممالمتحدة في المهمات والمنظمات الانسانية الدولية والتي تتوافق مع خبراته. السيد اوباما كغيره من الرؤساء السابقين أمثال الرئيس جيمي كارتر وريغن وكلينتون وبوش الاب وبوش الابن يرتضي بالواقع الجديد القديم وينهال عليه الاحترام والإعجاب عاد ليعيش شخصية عامه دون المزيد من الضوضاء والضجيج هكذا هي الديمقراطية المفقودة في الوطن العربي وافريقيا ومهما كانت طريقة اختيار الرئيس لسدة الحكم سواء كان انقلابا او بطريقة ديمقراطية مزيفة مزورةاو شبه ديمقراطية فان الهم الاول كيف يعمل على اطالة امد السلطه والوجاهة ويحافظ على الكرسي لذلك ينصب اهتمامهم بالامن والشرطة والحاشية والكتائب والدعم ليكونوا في خدمة السلطة والفساد بدلا ان يكون الأمن والمخابرات لحماية الديمقراطية والشعب ويخصص لهم معظم ثروات البلد وعسكرة الدولة خصما على حساب الجياع والأقاليم والصحة والتعليم ويتناسون ان الشعب هو الاقوى والاكبر وفوق كل الاعتبارات .وكل هذه بسبب حب الذات والأنانية وعدم تقدير وفهم قيم ومعاني وعظمة الديمقراطية وليعمروا في السلطة عقودا عدة بقوة الأمن والمال والمحسوبية وكلما تعاظمت الأزمات تضاعفت الميزانيات المرصودة للامن والدفاع والمليشيات .ولَم نرى يوما ما ان رئيسا عربيا او افريقيا فكر وحاول في تقديم استقالته جراء الفشل وسوء الاوضاع المعيشية بل يتمسكون اكثر بشتى الطرق ومهما كلّف الامر ولا يفكرون ابدا ترك السلطة الا قسرا في حالة الوفاة الطبيعية او مقتولا على يد الشعب ولنا في ثورات الربيع العربي نماذج منهم من قتل ومنهم من هرب الي ديار الغربة ليكمل باقي حياته كئيبا ذليلا مهانا لا يُجد من يحترمه ولا يذوقون طعم الحياة وارجو ان يستدرك قادة السودان المصير المتوقع لمن هُم يهينون بكرامة الشعب عسكريا ام مدنيا بسبب النظرة التسلطية وقصر النظر وعدم امتلاك البصيرة وخاصة من ينظرون ان الحياة ليست لها طعم من دون السلطة حتى لو تعاظم مستنقع الفساد يتمسكون اكثر ويستخدمون كل ما لديهم من قوة وبطش لارهاب شرائح المجتمع ولا يهمهم كيف حال الشعب ابدا والسبب عدم الاعتراف بمفهوم تداول السلطة والقادة اصحاب البصيرة هم من يشجعون ويحترمون ترسيخ المفاهيم الديمقراطية وصون تداول السلطة وتناغم مؤسسات الدولة فامريكا كمثال واقعي وقد عبرت اليوم بتنصيب الرئيس بايدين قوة الديمقراطية ورسوخ المبدأ وقد يحاول من يفتقد البصيرة في الخروج عن النظام والمألوف الا ان صرامة النظام وإدراك وحرص ووعي ويقظة الشعب وتضامن الدفاع وفعالية قوة دولة المؤسسات بالرغم من اختلاف الأحزاب وألوان الطيف والمصالح هنالك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها من اي قائداو جهة كما حدث اليوم مع الرئيس ترامب الذي غادر البيت الابيض مجبرا عندما انضم الاقربون منه لمناصرة الديمقراطية احتراما للمواثيق والعهود لدولة القانون والموسسات . فامريكا رغم جبروتها واستغلالها للدول الفقيرة عنوة او بشراء الذمم فان نظام الحكم واحترام الحقوق الداخلية نموذج جدير ان يقتدى به كل من يفتقدون الديمقراطية وَيَا حبَّذا قادتنا يفكرون في استنساخ التجربة وتطبيقها . استبشر الشعب السوداني خيرا بالخروج من قائمة الاٍرهاب الامريكي بعد ثلاثة عقود ومن الطبيعي الفرح والشعور بسعادة بعد ان اذن للسودان التعامل الخارجي ولكنني اعتقد ان الشعب السوداني سيكون اكثر سعادة اذا حصل قادة السودان جرعات في مفهوم ومعاني وقيم الديمقراطية وتحظى السودان يوما ما بمشهد مهيب في الخرطوم لتنصيب رئيس جديد وفق ارادة وإجماع الشعب كما حدث أليوم في واشنطون DC دكتور طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.