نبات الفونيو Fonio! هل هل يوجد في السودان؟ يغلب علي الكثير منا إنطباع أول يصعب تغييره. أحياناً يبقي التقليد طاغياً و صامداً في وجه التغيير دونما كثير تفكير أوجهد.لذلك علينا إعمال العقل فيما نواجه من مستجدات. عقب الاستقلال أقبلت المعونة الأمريكية علي إدخال بعض البنيات الأساسية – مثل الاتصالات الفضائية في السودان و لكنها ووجهت بمعارضة شديدة من برلمان يغلب عليه الجهل و الأمية وقد أثاروا الناس برفضها. حتي شوارع الأسفلت زينت لهم مخيلتهم البسيطة بأنها ستخدم غرضاً آخر وهو أن تعمل كمطارات لانزال الطائرات و عودة الاستعمار. لم يدرك أؤلئك بأن ولايات أميركا المتحدات لم تكن دولة إستعمارية وكانت من أولي الجمهوريات في العالم ! و لم تستعمر بلداً غير الفلبين نتيجة ظروف معينة. لذلك علينا إعادة النظر في علاقاتنا بهذه الدولة الكبيرة و غيرها من دول العالم و النظر بعين العقل لما يعرضونه علينا من مشاريع. و من ذلك إقدام هيئة المعونة الأمريكية علي إجراء بحث كبير في إفريقيا شارك فيه أكثر من 1000عالم، جلهم من إفريقيا و فيهم عدد من علماء الزراعة من السودان ،في مسعي لاعادة إكتشاف النباتات و المحاصيل غير المستغلة. و بلادنا ذاخرة بالكثير. تذكرت ذلك في متابعة برنامج تبثه قناة ال سي إن إن وهي في تقديري مؤسسة تخدم قضية التنوير و المعرفة. فقد خصصت فقرة لنبات إفريقي يشبه القش المعروف لدينا بالدفرة وله حبوب صغيرة.و ينمو برياً و يتحمل الجفاف.ينتج الهكتار منه حوالي 1 طن ! و يبلغ سعر الكيلوجرام 3 دولارات !وهو غني بالأمينو أسيد و يخلو من القلوتين المسبب للحساسية لدي بعض الناس. يصلح الفونيو لعمل العصيدة خلال دقائق محدودة و يصلح لصناعة المكرونة الايطالية. لذلك علينا إعادة النظر فيما يتوفر لدينا من نباتات قدتكون واعدة ولها قيمة غذائية أو طبية. ومع إنتشار كليات الزراعة و معاهدها يمكنها مباشرة هذه المهمة. و يمكن للاعلام بمختلف وسائطه، من صحف أو تلفاز أو أو شركات الهاتف أن تساهم في هذا المشروع القومي الهام، بالتوثيق و دعوة المواطنين لتصوير ما ينمو في مناطقهم من نباتات و تحديد أسمائها المحلية و إستخداماتها، مع تحفيز المشاركين بجوائز قيمة. يمكن تقديم برنامج تلفزيوني جيد بعرض صور النباتات التي يرسلها المواطنون و باستنطاق العلماء و المختصين و المهتمين بالتراث أن تتحقق نتائج جيده. يمكن للصحف تخصيص حيز لعرض الصور و لنبدأ بهذه الصور لما وجدت من نباتات في أم درمان و في منطقة المنزل وهو أمر لم يكلف غير أخذ الصور.وجدت ثلاث نباتات واعدة. 1- أولها نبات زاحف ، نما علي كوم رمل بالقرب من البيت. وهو يصلح في تقديري لمتثبيت الرمال في إطار مشروع لمحاربة التصحر. من الملاحظ بقاء الأوراق الميتة تحت النبات، مما يوفرعنصراً مهماً للتربة وهو الموادالعضوية و غير ذلك مما قد يوجد في هذا النبات من عناصر غذائية، لغيره من نباتات يمكن زراعتها في مرحلة لاحقة. 2- نبات يشبه التبش وهو أيضاً زاحف و لكن رفعته علي عود إلي السياج الحائطي وقد نما بصورة ممتازة و وضع كثيراً من الثمار. لكنها ذات طعم مر و هي صغيرة الحجم لا يتعدي طولها ال 6-8 سنتميترات و عرضها حوالي 4-5 سنتميتر. هذا النبات أخبرني بعض الناس بأنه الحميض و بأنه يؤكل عندما ينضج و يتخمر و يصبح مستساغاً. وله بذور كثيرة. هذا النبات قد يصلح للتهجين مع التبش أو غيره من النباتات الزاحفة المماثلة للاستفدة من خصائصه في الاثمار الكثير. وقد تكون له فوائد أُخري أو إستخدامات طبية. 3 - نبات يشبه الرجله و هو أيضاً زاحف و ينمو جيداً و يتجدد بعد القطع – قد يصلح غذاءً أو علفاً للحيوان. أراها فقرة واعدة في صفحة الزراعة- خاصة إذا ما تم تخصيص حوافز للمساهمين بالصور، لأفضل صورة و جائزة أخري لأفضل نبات واعد وهكذا نوثق للنباتات بالبلاد نحو الاستفادة منها إقتصادياً و بيئياً و ربما في تحقيق الأمن الغذائي. إذا ما تم قبول الفكرة، أرجو عرض صورة واحدة في كل إسبوع،ودعوة آخرين للمساهمة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.