كتبت قبل سنوات مضت عن تفشي الفساد نتيجة قلة الأمانة التى صارت علة المسؤولين فى معظم بلاد المسلمين والسودان خاصة كان أكثرهم تضرراً خلال الثلاثة قرون الماضية. ولندرة الأمانة فى هذا الزمن العصيب صارت وسائل التواصل الإجتماعي والتليفزيوني تحتفي بقصص نوع من البشر وجدوه رغم فقره وحاجته للمال يقف ضد كل إغراء الريالات والدراهم صامداً كالجبال التي لا تهزها الزلازل . وقصة الراعي السوداني التى حدثت بالمملكة العربية السعودية قبل حوالي خمس سنوات كانت حديث العالم كله. كانت رصيداً أضاف إلى تميز أبناء السودان وهم فى خارج الوطن يؤتمنون على العرض والمال رغم فساد حكومتهم التى جعلت السودان دولة فساد وفقر مدقع من الدرجة الأولى. بمناسبة تكوين حكومة جديدة والناس يعانون الأمرين ( الفقر والمرض) من شراسة الدولار وتأثيره مع هجمات الأمراض خاصةً الكورونا أحببت ذكر وإهداء هذه القصة الحقيقية لكل مسؤل قديم وجديد وقادم ، ولكل فرد إعتيادي فى السودان وغيره والوعاظ بالمساجد وغيرها " درساً وتذكرة بأن عمر مشوار الدنيا جدا لقصير" وأن النزاهة والأمانة هي كنز الدنيا الزائلة ورصيد الآخرة الثمين القصة كالآتي: كنت أتعامل هنا فى إنجلترا مع بنك إسمهScottish Widows "سكوتيش ويدوز ". إنتهت علاقتنا إلى الأبد فى صيف العام 2007. بالأمس وبعد مرور ثلاثة عشر سنوات مضت وصلتني رسالة من ذاك البنك. قبل قراءة محتواها ظننت أنها دعوة للتعامل معه مرة ثانية بصورة أو أخرى لكن لدهشتي أن البنك جاء يعتذر أنه خطأ" سحب مني مبلغ أربعة وخمسين جنيها وبنسات وعليه لزاماً عليه رد هذا المبلغ الذي سيصلني عبر شيك بمبلغ ثمانية وتسعين جنيهاً وبضع بنسات. فى الرسالة توضيح كامل كيف تم ذلك وكيف قاموا بالحساب الذي أستحقه طيلة هذه السنين بعد أن خصموا ما يخصهم من فائدة وحساب ضريبة وقالوا لي نذكرك راجع نفسك فلربما تحتاج تدفع ضريبة .الرسالة ليست سبام! إنتهت القصة عزيزي القاريء هل يحدث مثل هذا التعامل والسلوك الأخلاقي الرفيع من أمانة وتعامل والإعتراف بالخطأ أو الإعتذار (إذا حدث ما حدث) عندنا المسلمين ؟ هل ياترى نحن بالجد سندخل الجنة هكذا بأعمالنا أم بالقوة أم "بلا يهمك" فالله كريم أم بماذا ؟ للأسف أرى أبوابها أمامنا مغلقة وطرقات الوصول إليها غير آمنة إن لم نتذكر الله ونعبده يقينا ً بأنه يرانا. رحم الله الفريق إبراهيم عبود عسكري، لكنه كان نزيهاً وورعا ً أتذكر حكمته التي كنا نحفظها ونرددها فى المدارس تلاميذاً بقوله " أحكموا علينا بأعمالنا" ورحم الله الشاعر العباسي إذ يقول فى قصيدته عهد جيرون "لست أرضى من الدنيا وإن عظمت إلا الذي بجميل الذكر يرضيني" ونظل نمني أنفسنا بالأمن والأمانة تعم كل الوطن الحبيب وربوعه السمحة ، لكن للأسف لا تزل الأماني والرجاءات بالتغيير الحقيقي الذي نحلم به "تماطلنا" فهل يارب من فرج قريب ؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.