يلح علي خاطر عجيب بأن أقدم استقالتي بعد أن أكتب مذكراتي .. أما أن يكون خاطري هذا مجنوناً أو انانيا فأنا لا أعمل شيئا سوي التسكع في شارع ( الدكاترة ) اقرأ اللافتات المعلقة أمام العيادات والتقط في عجالة أسماء الأمراض المختلفة وأنواع الشهادات التي حصل عليها هؤلاء النطاسون البارعون الموضحة أسمائهم بأحرف من نور .. واعود للبيت منهكا وتحت شجرة ( النيم ) الكبيرة وارفة الظل أبدا في إلقاء المحاضرات للجيران وللمارة في الشارع وبالطبع لأفراد الأسرة .. احاضرهم عن كل ما التقطته عيناي من اليافطات ذاك اليوم وقد حسبني بعض المستمعين زميلا بكلية الجراحين الملكية بلندن .. ومنهم من أطلق علي اسم كرستيان بارنارد رائد زراعة القلوب وبعضهم شرفني ومنحني اسم د. مجدي يعقوب وكل من زواري كان يضفي علي اسم طبيب نبغ علي المستوي المحلي أو العالمي .. وكان بعضهم يات الي ضاربا أكباد الإبل لتشخيص داء عضال حير دهاقنة الطب في امريكا وأوروبا واليابان ولا اتواني في كتابة روشتة طبية له مذهلة يشكرني عليها بامتنان شديد ويردد في قرارة نفسه أن الطب في بلادنا مازال بخير وأنه في أيد أمينة .. لكن المشكلة التي أطلت بعنقها اخيرا بعد أن تكدست العاصمة باطنان من البشر وجدت نفسي الاختصاصي الوحيد لعموم العاصمة وضواحيها في قراءة واستظهار اللافتات المعلقة بشارع ( الدكاترة ) .. وأنه لا يوجد اختصاصي زميل في كل الولايات .. فكتبت مذكرات ضافية لمنظمة الصحة العالمية ولجمعية حماية المستهلك وللسكرتير العام للأمم المتحدة شخصيا .. وقد سلمت الرسالة له باليد حفاظا علي السرية حتي لا تقع في يد الأعداء الحاقدين المتربصين بأمن البلد ونهضته الاقتصادية ونموه الزراعي كما كتبت لجمعية حقوق الانسان والحيوان.. تذكرت .. كلا وحاشي أن خاطري ليس مجنونا كما اعتقدت بل هو في احسن حالاته من الصفاء الذهني والنقاء .. نعم والف نعم يجب أن تري مذكراتي الخطيرة الوافية الموسوعية النور .. لاكشف الحقائق والملابسات وأملك الشعب خفايا وأسرار عالم الطب وعالم البحار الدوائية ومافيا تجارة العقاقير المنقذة للحياة ومشاكل لقاح كورونا العالمية .. انتظر أن تنشر مذكراتي بواسطة كبريات دور النشر المتفق عليها في أركان العالم الأربعة وبعد أن اطمئن علي أن كل فرد في العالم قد استلم نسخته يمكنني أن أقدم استقالتي لشخصي الضعيف لانه لا احد يتحمل المسؤولية هذه الأيام .. حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.