كنت احتل مكاني رئيسا لمكتب يعج بالآلات الكاتبة العربية والإنجليزية وأقوم بأعمال الترجمة للموقع عامة وأحيانا انتقل لمكتب مدير المطار عند اللزوم أو عندما يغيب مترجمه في مأمورية أو في إجازته السنوية . كنت افضل العمل في مكتب مدير المطار لاني أشغل بالإضافة إلي الترجمة وظيفة السكرتير لسيادته مما يجعلني احس بالأهمية وانا انظم جدول أعمال المدير وترتيب مواعيد الزيارات القادمة له والزيارات التي يقوم بها متفقدا الموقع خاصة وهو رجل ميداني يحب الفصل في الأمور ميدانيا وعلي الطبيعة وتحركاته دائما كانت تتم ومعه حاشية من الموظفين مما يجعله يبدو وكأنه امير من الأمراء أو قائد فرقة عسكرية . والجميل في العمل بمكتب مدير المطار التمتع بالاجازة يوم الخميس إضافة إلي العطلة الأسبوعية يوم الجمعة . قانون العمل بالموقع لا يسمح بتصحف الجرائد والمجلات أثناء ساعات العمل وقد كنت بصفتي المترجم والناطق الرسمي باسم الموقع مسموح لي بجلب الصحف والمجلات الي مكتبي والاستمتاع بها ( علي عينك يا تاجر ) علي أساس أنني يمكن أن أتابع ماينشر في هذه الصحف من أخبار وتعليقات عن شركة دلة افكو بمطار جيزان وبالموقع الأخري والرد عليها فورا كنوع من المتابعة والاهتمام بآراء الآخرين كنوع من العلاقات العامة . ولذلك كنت أتوجه لصالة المغادرة حيث مكتبة العم حسن سعيد حمود من جزيرة تنقسي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولذلك تم اختياره إماما وخطيبا بمسجد المطار الذي يؤدي فيه امير المنطقة محمد بن تركي السديري صلاة الجمعة . كنا نحن معشر السودانيين في السعودية نعشق صحيفة الشرق الأوسط الصحيفة الخضراء التي لا تتثاءب وكنت اقتنيها يوميا مع شقيقتها الانجليزية عرب نيوز وادفع ثمنا لهما أربعة ريالات يومياً بالتمام و الكمال . كتب لصحيفة العرب الدولية ( الشرق الأوسط ) عدد من السودانيين النابهين وعلي رأسهم النابغة السر سيد احمد الذي كان يجيد اللغة الانجليزية بنفس مستوي اجادته للعربية مما جعله ينال ثقة الناشرين هشام ومحمد علي حافظ اللذان ارسلاه الي عاصمة الضباب لندن ليقود ملحقا اقتصاديا صادرا باللغة الانجليزية . ترأس إبان حقبة الثمانينات عرفان نظام الدين السوري الجنسية صحيفة الشرق الأوسط وجعل منها جريدة العرب الأولي ونجح في جعل صفحة البريد بها منبراً ديمقراطيا لكل القراء المساهمين من أبناء العرب وخلافهم وكانت للاقلام السودانية بصمتها الواضحة حتي أن بعض السعوديين كانوا يعتقدون أن صحيفة الشرق الأوسط سودانية مائة بالمائة . وذهب عرفان نظام الدين الديمقراطي حتي النخاع والذي خصص جائزة أسبوعية لاحسن مقال بصفحة البريد وكان السودانيون أكثر فوزاً بالجائزة إلي أن حل العمير رئيسا لتحرير الشرق الأوسط فصار احتكار الجوائز السعوديين فقط في عنصرية واضحة وصارت الصحيفة العملاقة محلية ومملة وكثر فيها التطبيل والتملق للأسرة الحاكمة وفتحت ابواب عداوات ومهاترات مع الآخرين مما أفقدها هيبتها وسطوتها الي اليوم . نواصل . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . مترجم من منازلهم . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.