بالتزامن مع قراءتي للقصة القصيرة ( المصير) طرق أذني لحن شجي للفنان الذري إبراهيم عوض : ( ليه بنهرب من مصيرنا ... ونقضي أيامنا في عذاب ليه تقول لي انتهينا ونحن لسه في عز الشباب ) . الإنسان ذلك المجهول مصيره في رحم الغيب وهو سعيد طالما أنه بعيد عن التفكير في ما لايخصه ولكن تكمن المأساة عندما ينبهه الغير بقصد او من غير قصد لبؤرة يحاذرها ويتقيها فتجلب له الشقاء والعذاب وكان في غني عن ذلك وبرضو نقول وقع القدر ومابنفع ( الجقليب ) !!.. تغني مطرب آخر : ( يا المصيرك تنجرح بالسلاح الانت جرحتني بيهو ) . لا ادري هل هذه دعوة بالويل والثبور لعدو ام أنها فقط تذكير فقط لإنسان بأن يضع في حسبانه كافة الاحتمالات إذا ما تجاوز الإشارة الحمراء . خرج بطل القصة في منتصف الليل من منتدي فكري بعد أن ابلي فيه وأجاد ، لم ينتظر التاكسي ليقف تماما وفتح الباب وانزلق للداخل وتعثر فتبعثرت الأوراق علي المقعد وفي الأرضية وبعدها أفصح للسائق عن وجهته والسائق المسكين عقله أوحي إليه بشيء ولكي يضع النقط في الحروف ظل يختلس النظر للزبون وعدم الاطمئنان يتناوشه من غير هوادة. فجأة ومن غير سابق إنذار توقفت السيارة وترجل قائدها وفتح الباب الخلفي بسرعة وتحفظ والزبون نزل ولم يستوعب ما يجري أمامه من لا معقول وانطلقت المركبة لا تلوي علي شيء وحتي قيمة المشوار زهد فيها صاحبنا الذي كان لسان حاله يقول: ( يا روح ما بعدك روح ، أنا مالي والمشاكل ) . هذا المفكر وقد لفظته المركبة رفع رأسه ليقع بصره علي لافتة كبيرة لبناية عملاقة تقرأ : ( مستشفي الأمراض النفسية والعقلية ) . ضحك من أعماقه وهتف في ذاك الليل البهيم : ( الآخرون لا يسعدهم أن تتغافل عن مصيرك بل يريدون لك أن تتعايش معه رغم أنفك . وما فيش فائدة وقد قالها سعد زغلول وهو يطلب من زوجته صفية أن تغطيه فعلا لأنه مافيش فائدة ) . نزل يهودي قادم من الشتات بمطار بني غوريون وكله شوق لأرض الميعاد . طلب من سائق التاكسي أن يذهب به لحائط المبكي وكان هذا السائق من غير المتدينين ولم يفهم قصد الزائر المشتاق وسأله : ( يعني شنو حائط المبكي) ؟ رد عليه الآخر : ( حائط المبكي هو المكان الذي يبكي فيه الناس ) . وهنا علي طول ذهب به السائق الي مصلحة الضرائب. يحلو للحكام العرب عند زيارتهم لبعضهم البعض أن يشنفوا آذاننا باسطوانتهم المشروخة التي تعزف دائما لحن العلاقات الأزلية والمصير المشترك وهم في حقيقة الأمر بينهم وما صنع الحداد ولكن الإعلام يجعل من الفسيخ شربات وتعيش الأمة في خدر لذيذ وأحلام وردية والمسجد الأقصى المبارك تنتهك حرمته وأهل حي الشيخ جراح يهجرون وعزة تضرب بالقنابل ومازال حكام العرب مع علاقات حسن الجوار والمصير المشترك وكل مكنكش في كرسيه الي متي طبعا هذا مصير يجب أن يبقي في طي الكتمان ويادار ما دخلك شر !. سعدنا ببقية القصص القصيرة التي جاءت كعيدية من د. حامد ومنها ( المكابر ) وذكرتني بحال التلميذ اللامسؤول الذي يشرف المدرسة وعندما يطلب منه أداء واجب كتابي يقول علي رأس الأشهاد أنه ليس معه قلم لانه نسيه بالبيت وهذه مكابرة مكتملة الأركان ترقي لمستوي القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد . لأول مرة افهم أن للاجهاض بورصة تماما مثل البترول والذهب والفحم الحجري . لو أن الطبيب والأديب صارا روحا واحدة في جسدين يمكن للعلاج أن يتم من غير عقاقير وجراحات كما قال الشيخ البرعي ( يرحمه الله تعالى). حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . كاتب قصص قصيرة تحت التدريب . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.