أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما لا تفرض الاشتراكية بالقوة ... تصير طريقة حياة (2) .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 13 - 05 - 2021

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
قبيل تكوين الحزب الشيوعي بعقود من السنين كان هنالك اشتراكيين في السودان تأثروا بالمد الاشتراكي بعد الحرب العالمية الاولي الثورة الروسية انتشار الاحزاب الاشتراكية في كل العالم ، كما ساعد انتشار الادب الاشتراكي وقوة النقابات في اوربا . ماركس كان اشتراكيا اجتماعيا . البلشفية هى التي ادت الى فرض الشيوعية الدموية ، تكميم الافواة وفتح المعتقلات . الاشتراكية الفابية تؤمن بتبادل السلطة ، الوصول الى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع وليس السلاح وفرض الديكتاتورية . من الجيل الثاني من الاشتراكيين الفابيين الدكتور عبد الحليم محمد طيب الله ثراه ، مكي سليمان اكرت اول ضابط لمجلس بلدي امدرمان المفكر ورئيس تحرير جريدة ومؤسس الايام الاستاذ بشير محمد سعيد مع الاستاذ محجوب محمد صالح والاستاذ محجوب عثمان الذي كان اشتراكيا ومرشحا لادارة جريدة الرائد قبل أن يأخذه الحزب الشيوعي كما اخبرني .
الفابية يعود اسمها الى الجنرال الروماني فابيان الذي كان يناور الخصم ويتعبه ويجبره على الاستسلام بدون فقد في الارواح وبدون الحرق وهدم المنازل التي سيحتاجونها فيما بعد الاستسلام . ولهذا عرفت بالاشتراكية الفابية . من اول دعاتها في السودان ومن طبقوها على حياتهم اليومية ابراهيم بدري رئيس الحزب الجمهوري الاشتراكي ،المفكر مكي عباس رئيس تحرير جريدة الرائد التي كانت لسان حال الاشتراكيين الفابيين الذي كان اول محافظ لمشروع الجزيرة الذي اممته الحكومة الاشتراكية البريطانية بعد الحرب وسلمته الى حكومة السودان مع النقل النهري السكك الحديدية المواني النهرية شركة الطيران الفنادق الميناء البحري و المدارس الجامعة المستشفيات الى آخره ، وطبق الفكر الاشتراكي على ارض الواقع متمثلا في نظام قضائي عادل قانون عقوبات اقرب الى الكمال تعليم علاج بدون مقابل الا لمن كانت عنده المقدرة الكبيرة . هؤلاء الاشتراكيون لم يعمدوا الى التهليل ، التشنج ، الغوغاوية ، العنف ، الاقصاء وقتل الشخصية .
الدكتور عبد الحليم محمد الذي كان علما على رأسه الكثير من النيران . كان شخصية عالمية قد لا تتكرر في السودان . عاش كاشتراكي ومات كاشتراكي عظيم . يكفي انه حرم نفسه واهله من عرس فاخر يحكى عنه وتسير بسيرته الركبان . لقد تبرع بمصاريف العرس لغرض نبيل وهو التعليم .
كتب عنه قريبه والاشتراكي العظيم الدكتور احمد عز الدين
ابوالقاسم .
اقتباس
.
النطاسي البارع احمد عز الدين ابو القاسم رفيق الطفولة والصبا . ضمنا حي السردارية في امدرمان . كان هنالك بعض الاولاد من كانوا موضع حب واحترام وفخر الحي . منهم توأم الروح بلة او احمد عبد الله،، جاك ،، وعبد العزيز عبد الله حارس مرمي الفريق القومي . ولكن الاخ احمد عز الدين او معني كما عرف في الحي كان اروع ابناء الحي بذ الجميع علما وادبا وخلقا . سرقته منا الامارات . كتب موضوعا رائعا . عن ِ
الدكتور حليم الذي سمي علي جده الامير عبد الحليم الذي حارب في كل حروبات المهدية منذ البداية . وكان حارس البوابة الشمالية . واستشهد في مواجهة الجيش الغازي . ويذكر بابكر بدري في تاريخ حياته ، انهم بعد سنين الاسر في مصر تمكنوا من الرجوع الي السودان مشيا في كثير من الاحيان . وفي الشمالية طلب بابكر بدري مساعدة من الامير عبد الحليم لكي يصلوا الي امدرمان . فقال الامير معلمين الله . فقال بابكر بدري بلسانه الرباطابي . خلاس جينا لي ناس معلمين الله ؟؟ بي هناك ما معلمين الله . فضحك الامير وقال له يازول استغفر .
في 1969 قابلت دكتور حليم ، كان قد تقاعد ويدير مصنع الدواء ملك الدكتورخليل عثمان الذي اشتراه من العم بدوي مصطفي وشركائه اولاد تمام . وقام دكتور خليل بتوسيعه . دكتور حليم كان ودودا بشوشا . وبالرغم من تخطيه الستين كان يبدو اكثر حيوية من الشباب ، رحمة الله علي الجميع
وداعاً ....... أبا الطب
يقول اخي الدكتور احمد عز الدين ابو القاسم
ِ
توفى ظهر الخميس 16/4/2009 الدكتور عبدالحليم محمد ... أبو الطب كما
لقبه ابناء جيله وبفقده فقد السودان أبرزابناءه عطاءً واداءً وعلى مدى نصف قرن . شخصية عظيمة متعددة المواهب غزيرة العطاء متوفقة الأداء لا اظن أن هنالك مثيلا لها في هذه الحياه بعد الرسل والأنبياء! فقد أجاد د.حليم وأبدع وتألق في عدة جوانب من الحياه وبلغ القمه في كل مجال من مجالات الحياه العديده التي طرقها واضعاً هدفه تقدم ورفعة وطنه وبكل تجرد وعدم الإلتفات الى المكاسب الشخصية .
فالرجل رحب الاهتمامات ، فهو في الطب الطبيب المتفوَق والبارع ، إذ أنه أول طبيب سوداني ينال شهادة عضوية كلية الأطباء الباطنية واول إختصاصي للأمراض الباطنية وكبير الأطباء بوزارة الصحة ، وقد كان أول سوداني يعين مديراً لمستشفى أم درمان ، كما كان أول سوداني يعين مديراً لمستشفى الخرطوم الملكي . وفي عهده كانت نظافة مستشفى الخرطوم تضاهى فنادق الدرجة الأولى . وكان الإنضباط والنظام فيها مضرب المثل ، وقد شيدت في عهده مستشفى الخرطوم الجديد وقد أشرف على تطوير المستشفى بإنشاء الأقسام المختلفه بها فأنشأ قسم الأطفال وأقسام أمراض القلب والكلى وجراحة العظام ، وقيام بنك الدم وتجهيزه بكل المعدات اللازمه ، وقسم المختبرات ، كما أشرف على قيام مستشفى الشعب للأمراض الصدريه ومستشفى الأمراض الجلدية ، وكانت كلها تتبع لإدارته وقد أشرف على تدريب الأطباء وإرسالهم الى بعثات دراسية إلى بريطانيا لنيل التخصصات العليا .
وكان يعرف بإنضباطه وإلتزامه الصارم بأخلاقيات المهنة وعلاقاته المهنية مع زملائه الأطباء وعلاقاتهم الواسعة بالأطباء في كل انحاء العالم ، حيث كان استاذاً زائراً لكثير من الجامعات العالمية ، وقد استمر مديراً لمستشفى الخرطوم منذ العام 1953م إلى 1965م ، حيث عيَن بعد ثورة أكتوبر عضواً في مجلس السيادة . ودكتور حليم أول رئيس لنقابة الأطباء المنتخبة ? التي كانت تسمى وقتها الجمعية الطبية ? منذ انشائها في عام 1949 وحتى عام 1965 م . وأسهم في إعداد اللوائح والقوانين التي تسير عملها وشارك باسمها في كثير من المؤتمرات العلمية العالمية وكان للسودان الدور الريادي في مجال العمل الطبي النقابي على مستوى دول العالم الثالث .
وفي السياسة كان إهتمامه واضحاً منذ العشرين من عمره حيث انشأ مع أبناء عائلته واصدقائهم جمعية الهاشماب ، وقد كان معجباً هو ورفيق دربه وابن عمته محمد أحمد محجوب بالاشتراكية الفابية وقد ظهر ذلك في كتاباتهم في مجلة الفجر التي انشأتها جمعية الهاشماب الأدبية عام 1934 م وبرائسة المبدع عرفات أحمد عبداالله ، فكانت الفجر منبراً لنهضة فكرية وحضارية ، وقد بذل د. حليم مع الآخرين الجهد الكبير لغرس الروح القومي في النفوس وحب الوطن والبعد عن التبعية للأفراد والجماعات الطائفية والعشائرية ، كما كانوا يوجهون النقد إلى الحكومة البريطانية نقداً علمياً من دون مواربة وتبليس ، وقد أولت الفجر التعليم أهتماماً خاصاً حيث دعت الى رفع مستواه ومراحعة المقررات لتكفل مستقبلاً تعليمياً وثقافياً زاهراً للسودانيين ، وطالبت بتوفير التعليم العالي بإعتبارة السبيل الوحيد لإعطاء السوداني فرصاً أحسن في حكومة بلاده ، وقد تحقق لهم ذلك ، فكان موظفو الخدمة المدنية في عهدهم على أعلى درجة العلم والمعرفة مما أهلهم لاحقا للإسهام الكبير في بناء العديد من دول الخليج واليمن والسعودية.
كان د. حليم من الشباب الثائر واسع الاطلاع يقرأ ما يحمله بريد الغرب وما يحمله بريد العرب من كتب وصحف ومجلات ، وكان من المؤمنين بالتزاوج بين الثقافتين الأوروبية والعربية سبيلاً للسمو بالمدارك والآفاق ، وكان د. حليم يكتب بانتظام في مجلة الفجر في العلوم والآداب والمسرح والسينما كما كان يكتب باباً للقصة القصيرة وباسماء مستعارة لجذب القراء من كل حدب لمتابعة مجلة الفجر .
لقد كان اديباً مميزاً يتميز بجمال الأسلوب وسلاسة العبارة يتدفق أسلوبة وتنساب عباراته دون صعوبة وقد شارك صديقه ورفيق دربه المحجوب في كتابة (موت دنيا) أربعينيات القرن الماضي .
ويظهر في هذا الكتاب مدى حبه للوطن والذي لا يضاهيه حب ، وقد وجه كل طاقاته لحب الوطن فيقول في الكتاب " نفضنا ايادينا من الحب الى حب البلاد ، وقد شغلتنا مطالب البلاد عن معاودة دنيانا الحبيبة لقد نعمنا بهواء هذه البلاد وهواها وتشبعنا بحبها فلا غرو وإن دعانا كل ذلك لنترك شوؤن اشخاصنا الفانيه في سبيل امتنا الباقية " فقد كان أديباً ومفكراً وكاتباً ، سخَر قلمه لفكره السياسي المتمثل في القومية السودانية والبعد عن الحزبية الضيقة فهو القائل (إن حزبه هو حزب الأمة السودانية بأسرها ولا يرضى بدون ذلك ) .
وقد طاف أنحاء السودان المختلفة لمعرفة نواحي الحياة في جميع البلاد خصوصياً بعد أن قرر الولوج في عالم السياسة هو ورفاقة بكل قواهم بعد معاهدة عام 1936 م التي كانت بين الحكومة البريطانية والحكومة المصرية من أجل السودان من دون مشاركة السودانيين في المفاوضات خصوصاً وقد لخصت المعاهدة هدفها ( من أجل رفاهية الشعب السوداني ) ، فاستفز ذلك الوجدان الوطني لديهم وأصيبوا بقدر كبير من الإحباط وخيبة الأمل ، لأن المعاهدة كرَست الحكم الثنائي القائم على اتفاقية عام 1899م ولأنها تجاهلت الطموحات الوطنية السودانية ، فطالبوا في مجلة الفجر بأن تكون للسودانيين إرادة يعترف بها وتستشار وتحترم ،ولأن الأحداث أخذتهم على حين غرة أخذوا يتشاورون في مجالسهم الخاصة عن إحدى الطرق للمطالبة بهذه الحقوق ، فاتفقوا على أنه لا سبيل إلى ذلك بدون وحدة الخريجين . ومن أجل ذلك جاءت ولادة مؤتمر الخريجين في عام 1938م .
كان د. حليم من مؤسسي مؤتمر الخريجين وقد انتخب عضواً في اللجنة الستينية للمؤتمر في دورته الاولى ، ومن ثم في كل الدورات حتى الثامنه حيث سافر بعدها الى بريطانيا في بعثة لنيل الشهادة العليا في طب الباطنية ، وقد كان عضواً في هيئة تحرير مجلة (المؤتمر) لسان حال مؤتمر الخريجين ، كما أسهم في لجنة التعليم الاهلي ، وقد تبرع بمال حفل زواجه لصالح يوم التعليم الذي كانت تجمع فيه التبرعات وتقام الاسواق الخيرية لدعم التعليم الأهلي وتاسيس مدارس جديدة .
وقد شارك د. حليم في صياغة مذكرة الخريجين الشهيرة في عام 1942م مع أحمد يوسف هاشم وأسماعيل الأزهري وعبدالله ميرغني وأحمد خير ، وكانت فكرة المذكرة قد جاءت من أبو الصحف أحمد يوسف هاشم ، وقد تضمنت (12) مطلباً كان أهمها منح السودان حق تقرير المصير بعد الحرب العالمية مباشرة .
كان د.حليم ورفاقه ? في أوقات فراغهم في ثلاثينيات القرن الماضي ? يرتاودن الصالونات التي يلتقي فيها الأدباء والشعراء وهم يترنمون بالشعر الجميل ويتحدثون في كل ألوان الأدب الرفيع والفن التشكيلي ويتخلل ذلك الغناء بقصائد شعراء الجيل وما قبلهم فيقضون اوقات فراغهم في سمر برئ ممتع وجو شاعري ، وكانت هذه الصالونات في مدينة أم درمان العريقة مثل صالون مدام دي باري وصالون وحيد أبن الرومي وهي تيمنا بصالونات مصر مثل صالون الأميرة نازلي وصالون عائشة التيموري وصالون مي زيادة والعقاد وصالونات بيروت ، ومن هذه الصالونات الأمدرمانية خرجت كثير من القصائد الوطنية الرائعة مثل قصيدة " في الفؤاد ترعاه العنياه بين ضلوعي الوطن العزيز ) للشاعر الكبير يوسف مصطفى التني التي خرجت من صالون مدام دي باري ، وغيرها من القصائد لخليل فرح ، كما كانت هذه الصالونات تستغل للإجتماعات السياسية والثقافية ، وكم سعدوا في ذلك الجو الجميل السامر والأدب الرصين المتوهج والفن والغناء وقضوا لحظات تحمل بين طياتها المتعة الحلوة البريئة والأهتمام بقضايا الوطن .
كان لدكتور حليم دور بطولي مشهود في ثورة أكتوبر حضره وشاهده معظم طلبة جامعة الخرطوم الذين حضروا صبح 22 اكتوبر لمستشفى الخرطوم عند السماع بمقتل الشهيد القرشي ، وقد صدر توجيه في الجامعة بأن يذهب الطلبة الى المستشفى في الصباح الباكر لإستلام جثمان الشهيد القرشي وتشييعه في موكب يتحرك من المستشفى الى ميدان الآمم المتحدة لتسليم الجثمان لأهله .
أذكر كنا جلوساً على الارض أمام باب المستشفى في إنتظار حضور ممثلي الجبهات المختلفة ، عندما حضر قائد الشرطة (آبارو) وقد دخل المستشفى ومعه بعض العساكر لأخذ الجثمان والذهاب به لإفشال الموكب ، فتصدى لهم د.حليم وطرد قائد الشرطة من المستشفى وصاح فيه على مسمع من الشهود (Get out of my premises)وفعلاً خرج قائد الشرطة يجر أذيال الهزيمة وبذلك تم تسيير الموكب ، وقد كان ذلك الموكب الشرارة الشعبية الحقيقية لثورة أكتوبر فلولا موقف د.حليم لما إنطلقت تلك الشرارة.
بعد استقلال السودان ، وهوما كان يسعى له د.حليم حيث انضم الى الجبهة الاستقلالية التي تدعو بشعار السودان للسودانيين ، مقابل الجبهات الإتحادية التي تدعو إلى الاتحاد مع مصر مع التاج المصري ، اتجه د.حليم إلى العمل الإداري والمهني والأجتماعي والرياضي ، وقد تم إنتخابه عدة مرات رئيساً لمجلس بلدي الخرطوم فكانت مدينة الخرطوم في ايامه من أنظف وأجمل بلاد أفريقيا وأكثرها أمناً وحضارة يأتيها الأجانب والسواح لقضاء إجازتهم القصيرة .
وقد كان د.حليم عضواً في مجلس إدارة جامعة الخرطوم منذ أن كانت تسمى كلية الخرطوم الجامعية وتتبع إلى جامعة لندن إلى أن أصبحت جامعة الخرطوم
بشخصيتها المستقلة في عام 1956م ، وأصبح د.حليم أول رئيس لمجلسها وقد أنتخب لهذا المنصب فأشرف على كل خطوات تطورها وأسهم في الأعتراف الدولي بها ، لما كان يتحلى به من مكانة عالمية مرموقة بسبب نشاطاته العدية من مجال الطب والرياضة والأجتماع ، وقد شارك د.حليم بالإعداد للخطة العشرية لتطور السودان التي بدأت في عام 1950م وهو برنامج السنوات العشر الذي وضع لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية التي ستقود البلد في مرحلة ما بعد الإستقلال ووضع الإستراتيجة لتطوير الخدمات وتنمية قطاع الإنتاج في البلد ، وانعكس ذلك في الوضع الأقتصادي المميز للسودان في فترة الستينيان .
وكذلك أنتخب د.حليم عدة مرات رئيساً لاتحاد الفروسبة ونادي سباق الخيل بالخرطوم لما عرف عنه من قدرات إدارية عالبة وهمة ومثابرة في تجويد كل ما هو مسؤول عنه !
ولم يقتصر اهتمام د.حليم بالجانب المهني والسياسي والأجتماعي بل تعدى هذه الجوانب إلى الأهتمام بالرياضة والفن ، فقد عرف عنه شغفه وولعه بكرة القدم ، وكان من لاعبيها ومشاهديها في ميدان بيت الأمانة بأم درمان ، وكان يقوم بعلاج اللاعبين عند الإصابه وفي عام 1953م تم اختيارة أول رئيس للأتحاد العام لكرة القدم عندما أتفق جميع الرياضيين على سودنة هذا المنصب ،وبعثوا بمذكرة للحاكم العام بذلك ولم يجدوا أنسب من د.حليم لتولي هذا المنصب ، ولم يكن السودان عندئذ على خريطة العالم لرعاية الشباب والالعاب الرياضية فرهن د.حليم منزله ليمول تأسيس لجنة الأولمبياد القومية في السودان حتى يتسنى لها أن تلحق بالإتحادات الاقليمية والعالمية .!
وفي عهد رئاسنه الإتحاد العام لكرة القدم تم أنشاء أستاد الخرطوم وعمل على وضع القوانين واللوائح التي تنظم عمل الرياضة ، كما عمل على دعوة الفرق الأجنبية لتتبارى مع الفرق المحلية حتى تكتسب الفرق السودانية الخبرة العالمية ، وجيلنا يذكر تفاصيل زيارة فريق الهونفيد المجري ولاعبية بوشكاش وبوجيك والرد ستار الروسي .
وفي عهده كذلك وبمبادرة منه تم إنشاء الإتحاد الأفريقي في عام 1957م بعضوية السودان ومصر واثيوبيا وقد أصبح د.حليم رئيساً للإتحاد الأفريقي في عام 1968م حيث تم أختياره بالإجماع ، وفي عهد رئاسته فاز السودان بكأس الأمم الأفريقية عام 1970م وهو العام الوحيد الذي حصلنا فيه على هذا الكأس ، وقد اصبح د.حليم رئيساً فخرياً دائماً للاتحاد الأفريقي وعضواً دائماً في الفيفا ، كما أن د.حليم رعى قيام منظمة الكشافة السودانية التي كانت موجودة في كل بقاع السودان وفي عهده ازدهرت وظهرت الكشافة البحرية ، وشارك في مؤتمراتها الدولية ، وكان يؤمن بأنها خير وسيلة لتربية النشء على التعاون والقيم النبيلة .
وكان د.حليم يهتم كثيراً بالفن والفنانين وكانت له علاقات حميمة مع معظم فناني جيله ومعروف عنه أنه أكتشف الفنان حسن عطية ، ويحكي أنه عندما كان طبيباً حديث التخرج ويسكن في ميز الأطباء أنه ذات يوم أثناء ذهابه إلى المستشفى وجد شاباً صغير السن يحمل عوداً فوقف وسأله اذا كان يجيد إستعمال العود فرد الشاب بأنه
يعرف العزف على العود فدعاه للحضور مساء ذلك ليغني لهم في الميز فتذوق د.حليم غناء ذلك الشاب الذي كان من بعد الفنان حسن عطية .
وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن د.حليم ينتمي الى عائلة الهاشماب العريقة وقد سمي على جده عبدالحليم مساعد هاشم أحد أمراء جيش المهدي الذي حارب مع الأمام المهدي من الجزيرة آبا إلى الخرطوم ، وكان المسؤول عن إضعاف جيش هكس باشا بتضليله عن الطريق الصحيح ودفن آبار المياه في طريقه وإستدراجه منهكاً إلى شيكان حيث أبيد الجيش عن بكرة ابيه ، وكان قائداً لإحدى الفرق الأربعة التي حاصرت الخرطوم حتى سقوطها وهو القائد الثاني في جيش ود النجومي الذي أرسله الخليفة عبداللَه الى مصر .
نشأ د.حليم في أسرة تعيش في وسط ثقافي وعلمي وديني فقد ولد في حي الهاشماب بأم درمان عام 1908م ورب الأسرة هو الشيخ ابوالقاسم أحمد هاشم مؤسس المعهد العلمي وشيخ العلماء (1912-1934م) ومعه أخوه الشيخ الطيب أحمد هاشم أول مفتي للديار السودانية (1900-1924م) وبقية اخوتهم قضاة وشعراء كما جاء في معجم شعراء السودان .
وبدأ دراسته بالخلوة كبقية أقرانه ثم ألتحق بالمدرسة بأم درمان وتخرج منها أول دفعته وألتحق بكلية غردون قسم المحاسبة في العام 1924م قبل أن يتجه إلى دراسة الطب التي تفوق فيها وتخرج أول دفعته في العام 1932م.
رحم الله د.حليم رحمة واسعة لما قدمه لوطنه وأباء جيله ومن بعدهم من العلم والمعرفه ووضع الأساس القويم للدولة السودانية والعزاء لأهله ولكل أهل السودان.
الدكتور احمد عز الدين ابو القاسم
نهاية اقتباس
ارجو ملاحظة هذه الفقرة
د. حليم كان عضواً في هيئة تحرير مجلة (المؤتمر) لسان حال مؤتمر الخريجين ، كما أسهم في لجنة التعليم الاهلي ، وقد تبرع بمال حفل زواجه لصالح يوم التعليم الذي كانت تجمع فيه التبرعات وتقام الاسواق الخيرية لدعم التعليم الأهلي وتاسيس مدارس جديدة
حقيقة تبرع دكتور حليم بمال حفل زواجه لصالح يوم التعليم الذي كانت تجمع له التبرعات لم اعرفها الا اخيرا . والحقيقة هى انني تزوجت في يم 10مايو 1993 في القاهرة . ولم تكن هنالك ظيطة وظمبريطة ، فقط الزوجة واسرتها التي اتت من السودان . ذهب المال لمن هو خير مني كبشر وقدموا ما لا احلم بتقديمه من اجل الوطن ، مروا بظروف صعبة في القاهرة . وبالرغم من اطفالي الكثيرين لم يجد امهاتهم واهلهم الا حفلة صغيرة يعد المدعوين فيها على اصابع اليدين .
كان الاهل يستغربون لانه حتى الجيران لا يعرفون انه قد تم ختانتا . والدي كان يقول انه ضد اقامة حفل ختان وصرف فلوس يمكن أن تذهب الى مساعدة الآخرين . لم يكن العشام واصحاب الحاجة يتوقفون . تلك التربية الاشتراكية لم تسمح لى بأن يذهب المال الى حفلات زواج فنانين وبذخ وان كان المال متوفرا عندي . هل حضر احد حفلا ضخما لعرش شوقي بدري ؟ ولا نزال نقول المال مال الجميع صدف انه في عهدتنا .
الاخ سيف الدين احمد بابكر المعروف بسيف ماطوس وهو زميل الدراسة في بيت الامانة ، اقام له والده حفل ختان في منطقة حى العرب تذكره كل امدرمان كان يحمل سيفا ويركب حصانا ابيضا . الحفل كان بمثابة عرس .
صدمت عندما اقاموا حفلا للبروفسر مصطفى خوجلي وشوقي بدري في منزل الزعيم التجاني الطيب بابكر . لم اكن احسب وقتها او اليوم وكتبت من قبل انني لا استحق ذلك الشرف او ربط اسمي بقامة سامقة مثل البروفسر مصطفى خوجلي . المؤلم أن الفنان الكبير محمد وردي اقتحم الحفل ودخل في مشادة وهجوم على فاروق ابو عيسى .... ،، تكهرب ،، الجو وتضايق الجميع من كبار اهل اليسار .
وردي طيب الله ثراه كان غاضبا من فاروق الرحمة للجميع لانه قد سمع أن فاروق قد اعطاه ما يعادل ثلاثة الف دولار للغناء في حفل زواج ابنته ، وهذا لم يحصل . وانتهى الامر بأن فاروق قال له .... انت طلبت عشرة الف جنيه لكن اخدتا ما اتفقنا عليه . قال الخال محجوب عثمان .... انا القلتا لوردي يأخد 10 الف مادام الرقاصة اخدت ؟؟؟؟ . الاشتراكية ممارسة يومية وطريقة حياة وهي أن تشارك الناس بمالك وقتك علمك خبرتك الخ .وليست يافطات وشعارات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.