ورد في الانباء ان المواطن السوداني عبدالرحمن الصادق المهدي الذي احيل للصالح العام برتبة ملازم في العام 1989 قد اعيد لصفوف قواتنا المسلحة الباسلة برتبة عقيد بفرع الرياضة العسكرية ، والعقيد عبدالرحمن – لمن لا يعرف – هو الملازم الوحيد في تاريخ الجيش السوداني الذي وضعت على كتفه النجمة الاولى دون ان يردد نشيد " لن ننسى اياما مضت " باستاد الخرطوم ، اذ تشرف الجيش السوداني بضمه الى صفوفه ابان تولي والده رئاسة الحكومة السودانية بعد ان اكمل دراسته العسكرية بالكلية الحربية ( فرع الاردن ) . وبحسب الخبر ايضا ، فان العقيد عبدالرحمن قد قدم تضحية يستحق عليها الاشادة من كل وطني غيور ، فالرجل – في سبيل اعلاء شأن الرياضة العسكرية – و لكي لا يقال انه قد جمع بين الجندية والسياسة تقدم باستقالته من جميع مناصبه السياسية والحزبية بحزب الامة ، هكذا قالت شقيقته مريم ، ولم يعد الامير عضوا لا في حزب الامة ولا الحزب الشيوعي ، وهكذا يفقد حزب الامة مهندس ومنفذ عملية تهتدون التي تشكل علامة في تاريخ النضال الوطني ، ونحن بدورنا نبارك للسيد العقيد هذه الرتبة الرفيعة ، وربنا يعلي مراتبه ويرقيها حتى نراه في درجة فريق اول بالرياضة العسكرية ، فهي الاخرى قد صارت امل الامة بعد ان فشلت الرياضة المدنية .
بموقع سودانيز اون لاين يكتب زملاء للعقيد عبدالرحمن تحت عنوان ( ضباط الشرطة المحالين للصالح العام ... حشفا وسوء كيل ) يكتبون عن المرارة والظلم الذي كابدونه ويكابدونه جراء فصلهم السياسي باسم الصالح العام ، وهو ظلم لو تعلمون عظيم ، هؤلاء – يا سيادة العقيد – ليست لديهم صنعة غير العسكرية يقتاتون بها ، وابائهم واسرهم – اللهم لا حسد – حالهم ليست مستورة كحال والدكم - اطال الله عمره- وحال اسرتكم الكريمة التي تهوى لعبة البولو والكتابة في الصحف ، فاستحال عدد منهم – اي ضباط الحشف وسوء الكيل - الى سماسرة بالكرين وزقاقات مريديان فيما اضحى أخرين منهم ( سواقين توريدة ) بالركشات وسيارت الامجاد ، بينما يضم عنبر الشيكات بسجن امدرمان عدد لا يستهان به ممن اعيتهم الظروف عن الوفاء بالتزاماتهم نحو اسرهم واطفالهم . في اعقاب اتفاقية نيفاشا ، وفي اجواء التفاؤل باحلام التحول الديمقراطي ، التقيت بالسيد الصادق المهدي في قصره العامر بحي الملازمين مع زملائي طه سورج وبابكر القراي – انتقل الى رحاب الخالق وفي قلبه حسرة – وعبدالقادر احمد محمد بصفتنا لجنة فنية ضمت آخرين رشحت بواسطة تجمع الاحزاب لمناقشة رؤية حزب الامة في مشروع الاصلاحات القضائية الذي وافقت عليه عصبة الانقاذ الوطني ضمن اتفاقية القاهرة ، ثم تنكرت له فيما بعد بالكامل ، في ذلك اللقاء ذكر السيد الصادق المهدي - دون ان يكون مطلوبا منه – ان حزب الامة يعتبر ان اعادة المفصولين للصالح العام من اهم اولوياته ، ليس باعتبارها مظالم لافراد ، ولكن باعتبارها ضرورة للنهوض بالخدمة المدنية والعسكرية من كبوتها التي ادخلها بها النظام الحاكم . وها هو الصادق المهدي يفي بوعده ، ويقدم ابنه عبدالرحمن كحالة اختبار معملي لرفع الظلم عن " بتوع " الحشف وسوء الكيل ، فتعود الدماء لتجري في عروقهم ويتوسدون الاحلام بالمستقبل الات من حزب الامة وهو يدشن العودة لصفوف خدمة المفصولين بابنه العقيد رياضي عبدالرحمن . بعد مرور اكثر من عشرين عاما على استيلاء حزب الجبهة القومية الاسلامية لمقاليد الحكم الذي سيشهد خلال بضعة اشهر نهاية سودان بلد المليون ميل مربع ، نشكر لحزب الامة وراعيه الرسمي الصادق المهدي انه يخفف كثيرا عن اوجاعنا ، لانه ، وكلما ذادت علينا تلك الاوجاع يهدي الينا ما يذكرنا باوجاعه .