تحقق السلطات السودانية في جلد فتاة بصورة علنية على يد الشرطة، وذلك بعد نشر مقطع فيديو على الانترنت يبين عملية الجلد. وكانت العديد من المواقع السودانية والعالمية نشرت مقطع فيديو يظهر رجل شرطة وهو يجلد الفتاة، بينما هي تستغيث وتتوسل. وأظهر المقطع كذلك شرطي آخر وهو يشارك في جلد الفتاة، بعد أن أمسكت بسوط الشرطي الأول. ولا يعلم على وجه التحديد هوية الفتاة ولا سبب جلدها، لكن بيانا صادرا من السلطة القضائية السودانية -نشرته الصحف السودانية الاثنين- ذكر أن تحقيقا سيجري بشأن إذا ما كان تنفيذ العقوبة تم بطريقة مخالفة "للضوابط المقررة". يذكر أن قانون "النظام العام" السوداني -الذي أقر عام 1991- يجيز توقيع عقوبات بالجلد على الرجال والنساء. ويتعلق قانون النظام العام بقضايا تتعلق بملابس النساء وشرب الخمور والسلوك العام في الشارع. وانتقدت العديد من منظمات حقوق الانسان السودانية جلد الفتاة باعتباره "إذلالا" للمرأة السودانية. وكان المقطع الذي نشر على موقع "يوتيوب" قد أظهر الفتاة وهي راكعة ورجال الشرطة يضربونها في مختلف أنحاء جسدها. وقالت السلطة القضائية في بيانها انه "سيتم فتح تحقيق حول تنفيذ عقوبة الجلد بالفتاة التي تناولت صورها مواقع على الشبكة العنكبوتية ومخالفة تنفيذ العقوبة للضوابط المقررة قانونا وفق للمنشورات الجنائية". واضافت "سوف تتخذ السلطة القضائية ما يلزم من اجراءات على ضوء ما يسفر عنه التحقيق". وطالب الاتحاد النسائي السوداني بفتح تحقيق في الواقعة. ووصف الاتحاد في بيان اصدره الاحد حادثة الجلد الفتاة بأنها "وصمة عار في جبين القضاء والقانون السوداني واهانة للمجتمع السوداني واذلال للمرأة السودانية". وكانت الصحفية السودانية لبنى أحمد حسين قد حوكمت في اغسطس/ آب الماضي بتهمة ارتداء سروال، مما عد مخالفة لقانون النظام العام في السودان. لكن حكم الجلد لم ينفذ عليها بعد تسليط الإعلام الضوء على قضيتها.