بمقال أدمى قلبي ودع الأستاذ فتحي الضو صفحات صحيفة (الأحداث)، وإن كان لي كلمة في مغادرة الأستاذ فتحي الضو فهي شهادة أقدمها للقراء في حقه. فللأستاذ فتحي أيادٍ بيضاء كثيرة على هذه الصحيفة، فهو من مؤسسيها، وهو من زيَّن عبر ثلاث سنوات صفحاتها بمقالاتة الراتبة. لم يتأخر فتحي يوما عن قراءة في (أحده) المعلوم، وإذا غاب مقاله عن صفحات الصحيفة عن (الأحد) بفعل فاعل (مثلي) لا تتوقف تلفونات الجريدة عن الأسئلة حول غيابه. وأشهد أن فتحي قد صبر على هذه الصحيفة كما لم يصبر الكثيرون، فإضافة إلى الصبر على التعدي على بعض مقالاته بالحجب، فلقد صبر على عدم إيفائنا بالتزاماتنا المالية تجاهه، وفي ذلك صبر لا يقدم عليه إلا أولو العزم من الكتاب، ولله الحمد، فكل كتاب الأحداث وصحفييها من أولي العزم، صابرين على نقص المستحقات والمرتبات!!. لقد ظل فتحي يرفد هذه الصحيفة بكثير من الآراء الملهمة، وقدم كثيرا لها من الكتاب والاقتراحات التي أفادتها في مراحلها المختلفة. أتاح لي الزمان معرفة خصائل وصفات لدى فتحي، هي في هذا الزمان أندر من الكبريت الأحمر. ففتحي شخص وفيٌّ لمبادئه اختلفنا أو اتفقنا معه، وهذه خَصلة تعجبني في الرجال أيا كانت مواقعهم أو مواقفهم. إني أشهد أن فتحي غادر هذه الصحيفة ليس على خلفية أسباب مادية بقدر ما أزعجته كثرة تدخلاتنا وحجبنا لمقالين، قدَّر أن ذلك تعسفا في استخدامنا لسلطة رئيس التحرير، وأنا أجد العذر لفتحي، فهو يبذل مجهودا خرافيا في مقاله الأسبوعي، فيحشد له الكثير من المعلومات، ويقضي الساعات الطوال في صياغته وإعداده ليظهر بالشكل البهي الذي عرفت به كتاباته. إن اختلفت تقديراتنا فسيبقى الاحترام بيننا، وما حييت سأقدر لفتحي مساهماته الفعالة في إرساء دعائم هذه الصحيفة وتثبيت أقدامها في سوق صحافة مكتظ، تتميز فيه الصحف بتميز صحفييها و كتابها. ولفتحي تقديري ومودتي.