الأستاذ شوقي بدري كتب مقالاً بعنوان (التاريخ بالماشة) نُشِرَ في سودانيزأونلاين وفي سودانايل، ذكر فيه كثيراً من المعلومات المثيرة والقضايا الملتهبة وهو ملئ بالقنابل المتفجرة ولكن ما يهمني فيه هو أنه ذكر أن عبد الرحيم أبوضقل كان زعيم المسيرية وهذا غير صحيح فعبد الرحيم أبوضقل هو من قبيلة حَمَر بكردفان وليس مسيري وكان من قادة المهدية المشهورين وأبلى بلاء حسناً في المهدية وهو معروف جداً في دار حَمَر وهناك حي مشهور في مدينة النهود يحمل اسمه. وأن أهله وعشيرته موجودون في مدينة النهود وفي قرية عيال بخيت ومناطق أخرى بدار حمر. كما أن حمدان أبو عنجة والزاكي طمل وأبو قرجة ويوسف الدكيم كلهم من قبيلة حَمَر ولكني أستغرب لكتب التاريخ وبالذات تاريخ المهدية عندما يُذْكَر أمراء المهدية وقادتها ينسبون إلى قبائلهم فيقال هذا تعايشي وهذا جعلي وهذا شايقي وهذا دنقلاوي ما عدا أمراء حَمَر مثل حمدان أبو عنجة والزاكي طمل وأبو دقل وأبو قرجة عندما يأتي ذكرهم فلا ينسبون إلى قبيلة حَمَر وإن تم ذلك فينسبون إلى أنهم من قبائل البقارة. ونحن نعلم أن المهدية شاركت فيها جميع قبائل السودان ويقال إنها الثورة القومية الوحيدة التي ضمت جميع قبائل السودان – بنسب متفاوتة-، وقد كان لقبيلة الحَمَر الدور الأكبر في نصرة المهدية وظهر فيها قادة معروفين لجميع أهل السودان، تَفُوْقُ شهرتهم كثيراً من قادة المهدية وأعني بذلك البطل الصنديد حمدان أبو عنجة والزاكي طمل فمن منا لا يعرفهما. أعجبني أنه كتب اسم أبو ضقل صحيحاً تماماً كما يُنْطَق عند قبيلة حَمَر وليس أبو دقل. أما المعلومات الأخرى التي ذكرها عن أبوضقل ففيها كثير من الصحة ويؤيدها ما ورد عن أبوضقل في كتب التاريخ وتضمنها كتاب "ملامح من تراث حَمَر الشعبي" لكاتبه محمد أحمد البارودي – كلية الآداب جامعة الخرطوم. فدعونا نقرأ ماذا كُتِب عن هذا الفارس المغوار. عبد الرحيم أبو دقل كان عبد الرحيم سالم أبو دقل من زعماء حَمَر الذين عملوا مع المهدية، وكان محارباً شجاعاً وشخصية قوية بارزة. فقد قابل المهدي بالأبيض، وأرسله المهدي بعد المعاهدة إلى بارا لتخليص النور عنقرة من الأتراك فذهب وتم الخلاص وسقطت بارا على يده في يناير 1883م . حارب أبو دقل بعد ذلك مع حمدان أبو عنجة والزاكي طمل، ونال شهرة حربية في الجبهة الحبشية. وبعد واقعة أم درمان الفاصلة وسقوط المهدية، تغير موقف أبو دقل والتحق لتوه بجيش الإحتلال. إذ يروي هندرسون أن أبا دقل حينما كان يسير مع بعضٍ من جيش أحمد فضيل على النيل الأزرق متجهين شمالاً وفي يوم 4 سبتمبر 1898م، قابلتهم أول إشارة لواقعة أم درمان، وكان ذلك في شكل سفن حربية أمطرتهم مدفعيتها بغزارة بالقرب من أبي عشر وأجبرتهم على التراجع عند أبي حراز، وحينها استلم عبد الرحيم أبو دقل خطاباً من سلاطين باشا يعده فيه بالسلام والمعاملة الحسنة التي سيلقاها، فلم يرفض أبو دقل وأرسل موافقته. وتسلم حوالي ثلاثمائة بندقية وأرسل جنوباً خلف مجموعة من التعايشة يقودها صالح حماد الذي كان يتجه جنوباً صوب الشلك. فنجح أبو دقل في تطويق المجموعة بالقرب من فاشودة وقبض على صالح وعلى الخليفة شريف والفاضل والبشرى أبناء المهدي ونتيجة لذلك فقد أضفى كتشنر على أبو دقل كسوة شرف وأرسله إلى (عد العود) غرب الدويم حيث أوقع بالأحامدة والبقارة سليم كما أوشك أن يوقع بالخليفة نفسه في خور أبو حبل بعد معركة كرري مباشرةً، لولا أن الخليفة قد حذر في اللحظة المناسبة بأن أبو دقل قد انضم للحكم الجديد. بعد ذلك أرسل أبو دقل في مهمة للحاق بدفع الله العربي في دار الرزيقات وبالقرب من أبي زبد انضم إليه عدد من المسيرية (جماعة محمد الفقير) وتابع سيره حيث وقع على التعايشة بالقرب من الأضية. وكان عدد كبير من حَمَر وبعض زعمائهم مثل إبراهيم المليح مع أبو دقل في كل حروباته وعادوا سوياً إلى دار حَمَر. محمد سليمان محمد موسى من أبناء النهود – مقيم في جدة بالسعودية هاتف 0545212828 Email: [email protected]