جاء مرافقاً لفريق الهلال العاصمي لمنازلة فريق دينموز الزمبابوى بمدينة هراري، وكان ذلك في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي. عندما حطت طائرة الهلال على مطار هراري ، كان في إستقبال الفريق الزائر السيد / شيروا رئيس الاتحاد الزمبابوي ، ورئيس نادي دينموز لكرة القدم و شخصي و آخرين ... أندفع عوض عشيب وهو ينزل من سلم الطائرة ليأخذ شيروا بالأحضان ويرحب به بصوت عالٍ باللغة العربية ، في حين كان شيروا يرد عليه بالإنجليزية دون أن يفهم أيهما لغة الآخر ولكن تكفي لغة الجسد لترجمة حرارة اللقاء . لقد جاء عوض عشيب للخرطوم وهومازال صبياً يافعاً ، ورحبت به أسرة آل النصري وآل كركساوي بحي بيت المال وعمل معهم كصبي دكان دون أن يكون له أي حظ من التعليم أو حتى أي بدايات في القراءة والكتابة . إلتحق الصبي القروي كلاعب بفريق الكراكسة الرياضي وبعد فترة انخرط في إدارة النادي .. وتمكن من إنشاء عمله التجاري الخاص وفتح الله عليه وإتسع رزقه ... وبحكم شخصيتة الاجتماعية المنفتحة وذهنه المتقد وطموحه الغير محدود أنتخب عضواَ بمجلس إدارة الهلال على ايام المرحوم الطيب عبدالله ، ثم تم إنتخابه في لجنة الاتحاد السوداني العام لكرة القدم . إحتد خلاف في مدينة هراري إبان رحلة الهلال تلك حول قانون كرة القدم ، فما كان من عوض عشيب إلا أن طلب من أحد الحضور أن يوافيهم بنص القانون الذي كانوا يحملونه معهم ، وطلب منه فتح صفحة كذا والبدء في القراءة وطلب منه التحول للصفحة التالية ثم طلب منه قراءة إحدى المواد ثم طلب منه التحول للمادة التي تليها فإذا بها المادة التي وضعت حداً لذلك الخلاف. في حفل الاستقبال الذي اقامه نادي دينموز تحدث رئيس النادي مرحباً بفريق الهلال ورد عليه رئيس بعثة الهلال ، وكان عوض عشيب يقف بجانبي فهمس لي بأنه إذا تحدث مسئول الاتحاد الزمبابوي فإنه هو الذي سيقوم بالرد عليه كانت رحلة الهلال هذه برئاسة الحاج عوض البلولة كما حضرها السيد/ طه علي البشير عضو مجلس إدارة الهلال ومن أقطاب الهلال الاخوين التاج وجعفر سليمان والسيد / هاشم كباشي عيسى وكان تدريب الهلال تحت إشراف ديم الصغير وفوزي المرضي ، وكان كابتن الفريق طارق أحمد آدم ..البعثة الاعلامية كان تضم علي الحسن مالك وحسن عزالدين وآخرين .,. كان عوض عشيب واسطة العقد لتلك الكوكبة ، فقد لاحظت أنه يتحدث بموضوعية ويبدي آراء راجحة فيما يتعرض له المتحدثون ، وعلمت انه يحرص على المجاملات الاجتماعية في الافراح والاتراح بالرغم من انه قد فقد بصره قبل عام أونحو ذلك ... فقد صادفته في سبتمر الماضي وهو يقدم التعازي لخبير التحكيم عثمان أحمد البشير في وفاة زوجته .. لايخامرني أدنى شك في أن عوض عشيب لو نال قسطاً من التعليم مع هذا الاستعداد الفطري لامتدت مواهبه لخارج السودان ولنال نجاحات مضاعفة لما حققه الان . وأختتم بالقول لماذا لايكرم الاخ عوض عشيب من الجهات المسئولة عن الرياضة رسمية كانت أم أهليه ، أعترافاً بفضله وتحفيزاً لشباب اليوم الذي نال من التعليم مالم يتح لعوض عشيب . . أخي عوض ، لك التحية والمودة ومتعك الله بالصحة والعافية . elfatih yousif [[email protected]]