في آخر أحد الشهور و مع صرف الرواتب كنت أنوي إرسال (المعلوم) للأهل كما جرت عادة كل المغتربين. التفت إلى صديق وزميل عمل وسألته : كم سعر الدولار اليوم؟؟ فأجاب بسرعة بديهة جاداَ وغير مازح وسط انفجار الزملاء بالضحكات – (أسأل العندو دولارات) . اطلعت اليوم في الجانب الأيمن من صحيفة الراكوبة على خبر مفاده التالي (أقر بنك السودان سياسات نقدية جديدة تجاه المغتربين السودانيين، بالسماح لهم بفتح حساب وإيداع وسحب أموالهم بالنقد الأجنبي. ووصف صديق جمعة وكيل وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل، الخطوة بالمشجعة، وقال إنّ السياسات الجديدة تمكن المغتربين السودانيين من فتح حسابات بالعملات الأجنبية، وتشجعهم على استثمار مدخراتهم داخل بلدهم.) تذكرت تماما الموقف السابق وانفجرت ضاحكا وتكرر نفس المشهد من حيث أنني قمت بقراءة الخبر على عدد من الاخوة فانفجروا ضاحكين بدورهم . وكمغتربين ومنذ أمد بعيد ، نود أن نقول :- 1- استقطاب تحويلات المغتربين ومدخراتهم لن يتم بهذه الخطوة خصوصا في ظل تقلب الأوضاع وتعدد القرارات التي وضعت حواجز نفسية بين المغترب ووضع أي مبلغ كمدخرات في البنوك السودانية . وكل من لديه مدخرات يدخرها في البنوك الاجنبية في بلدان الإغتراب أو الاحتفاظ بها نقدا أيا كانت كميتها بالرغم من المخاطر . 2- ثانيا ولنفسر أسباب انفجارنا بالضحكات هو إعتقاد الكثيرين وعلى المستوى الرسمي مثل وكيل وزارة تنمية الموارد البشرية المذكور أعلاه بأنه ما زال المغترب (ذو ادخار) والوضع يكاد يكون متشابها في جميع دول الخليج من حيث تقليل الرواتب وتوطين العمالة أضافة إلى كبر حجم الإلتزامات لنسبة 90 بالمائة من المغتربين على الأقل والتي تأتي أيضا على 90 بالمائة من مدخرات المغترب . 3- لتشجيع استثمار مدخرات المغتربين داخل بلدهم ليس هناك غير العودة إلى نظام كان معمول به في العام 1981 وهو إعفاء جمركي وفق نظام تحويل متدرج ومتكافىء بقدر المبلغ الذي يقوم المغترب بتحويله عبر القنوات الرسمية وفي البنوك الرسمية والذي يصل إلى درجة إعفاء جمارك إستيراد عربة للإستعمال الشخصي . بمعنى آخر كلما زاد حجم التحويل زاد الاعفاء الجمركي الذي يناله المغترب . أختم بآخر جملة قالها أحد المنفجرين ضحكا تعليقاً على حديث وكيل الوزارة أعلاه ( كدي فوقك ) . AbdelRahman AlMihaidi [[email protected]]