* عندما نحتفل مع شعوب العالم بالأعياد والمناسبات العامة فإننا ننتهزها فرصة للتذكير بموروثاتنا الدينية والأخلاقية التي سبقت شعوب العالم في التبشير والدعوة لكل مايعزز قيم التكافل والتراحم والحب وإحترام الكبار وتوقيرهم وحسن التعامل معهم (ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا). * نقول هذا ونحن نتحسر على عدم مشاركتنا الإحتفال باليوم العالمي للمسنين الذي كان تحت شعار_طول العمر..تشكيل المستقبل - الذي وجه فيه الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون رسالة بهذه المناسبة أكد فيها مسؤوليتنا جميعاً عن إدماج كبار السن في المجتمع بتوفير العمل وتيسير سبل تحركهم وتنقلهم وتأمين الرعاية الصحية وكل الخدمات الضرورية لهم. * إننا نعلم أن الأعمار بيد الله ولكن كما قال بانكي مون في ذات الرسالة أن طول العمر يعد إنجازا من إنجازات الصحة العامة، وأنه يتعين علينا ونحن نحتفل باليوم العالمي للمسنين الذي صادف الذكرى العاشرة لإعتماد خطة مدريد للشيخوخة أن نسعى في بلادنا خاصة للعمل على بناء مجتمع لكل الأعمار. * لقد يسر لي الله سبحانه وتعالى -عندما كنت سكرتيراً لتحرير جريدة الصحافة قبل سنوات مضت - فرصة إستطعت فيها تقديم ما إستطعت لبعض الرموز الإعلامية والصحفية التي تشرفت بالعمل معهم ، منهم إعلامي كبير السن كان يتعاون مع الصحافة وكان يتقاضى راتباً متواضعاً لايكاد يغطى بعض احتياجاته الضرورية فسعيت لدى إدرة الصحيفة لكي يحسنوا راتبه وقد تم ذلك بحمد الله وتوفيقه، الحالة الثانية كانت لصحفي ومربي كبيرالسن أيضاً ظل يتعاون مع الصحافة رغم مرضه الذي جعله لايستطيع التحكم في نفسه ولكنه كان يحرص عل الحضور لمكتبه بالصحافة، إدارة الصحيفة أرسلت لي ملفه كي أعلق عليه لإيقاف تعاونه، لكنني إحتفظت بالملف في مكتبي ولم أعلق عليه إلى أن إنتقل الأستاذ الكبير إلى رحمة مولاه. * هذه بعض النماذج التي عايشتها وقد فعلت مافعلته بعون الله وفضله لإقتناعي بأن الإبداع لايشيخ وأنه لابد من إتاحة الفرصة لكل إنسان بغض النظر عن عمره، بل لابد من مساعدته ودفعه للمشاركة الإيجابية في الحياة العامة. *من المؤسف عقد مقارنة بين ما يحدث في بلادنا للكبار حتى في المحيط الأسري، وما يحدث لهم في بلاد العالم المتقدم الذي يقدر قيمة الإنسان بغض النظر عن عمره ويسهل له كل سبل العمل والرعاية الصحية والخدمات الضرورية، الأمر الذي جعلهم أكثر حيوية وعطاء في مجتمعاتهم، أما في بلادنا فإنه للأسف يتم دفع كبار السن دفعاً إلى الإنعزال والإنطواء على النفس بل والإنسحاب من الحياة العامة وقتله معنوياً وهزيمته نفسياً والعياذ بالله. نورالدين مدنى [[email protected]]