المطارات الداخلية لا تقل أهمية عن غيرها من المرافق الأخرى التي ينبغي أن تنتظم البلاد فهي بجانب كونها مظهر من مظاهر الرقي والتقدم والتطور الانمائي، فهي ينظر اليها كخدمة لسكان منطقة واسعة بالاضافة الى كونها مساندة للمطارات الدولية التي تكون على مقربة منها، وقديما كان في مدينة ودمدني (عاصمة مديرية النيل الأزرق) وحاضرة الجزيرة التي كانت تضم أكبر المؤسسات الزراعية في السودان مشروع الجزيرة، أكبر مشروع زراعي في العالم تحت ادارة واحدة، وهيئة البحوث الزراعية، أكبر صرح للأبحاث الزراعية في أفريقيا والشرق الأوسط، ومن أكبر الهيئات الزراعية على نطاق العالم. كان السفر بالجو أسرع وأسهل وسيلة تنقل في ذلك الوقت، وكان المطار يساعد في أعمال نقل الوفود العالمية والزوار الأجانب القاصدين لهذين الصرحين العظيمين. ولكن لسبب لا نعلمه خرج المطار من خارطة المطارات المحلية في السودان، وتبخرت الآمال ببناء مطار جديد حديث. ولكن بعد ذلك بكثير سمعنا عن اتجاه لإعادة المطار الى موضعه، بعد الدراسة الجدوى التي أعدت له، وعلمنا أنه تمت دراسة المشروع الذي أوكلت مسألة الاشراف عليه هيئة محلية كان مقرها على شارع النيل بمدينة ودمدني، يحمل مبناها يافطة كبيرة تحمل اسم الهيئة التي اسندت اليها مهمة الاشراف على بناء المطار الجديد. وقد سرنا أن تكافأ المدينة (الصابرة) التي عانت كثيرا من (الإهمال) فالتهميش أصبح موضة قديمة لا كته الألسن ومجته الأسماع وتبلدت ضده الأحاسيس، فالمدينة تستاهل ان يكون فيها مطار دولي وليس محلي، فبحسب موقعها الاستراتيجي يمكن أن يكون المطار الدولي نقطة انطلاق لحركة طيران تخدم منطقة الجزيرة ووسط السودان ذي الكثافة السكانية العالية وشرائح كثيرة من المغتربين والدارسين والأكاديميين الذين يشكلون نسبة كبيرة من المسافرين الى الخارج، فضلا عن امكانية أن يكون مطارا مساندا وبديلا لمطار الخرطوم الدولي لا سيما في حالات الطوارئ لقربه من الخرطوم وفي الأوقات التي تتعذر فيها عمليات الهبوط للطائرات القادمة من السعودية وغيرها في مطار الخرطوم بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث يمكن استقبال تلك الطائرات على نحو مؤقت ريثما تنجلي تلك الأحوال السيئة. بدلا من رجوع تلك الطائرات الى السعودية أو هبوطها في مطار بورتسودان تعزيزا للسلامة الجوية لكون مدينة ودمدني أقرب نقطة يمكن ان تكون صالحة لاستقبال مثل تلك الطائرات بشكل مأمون. لقد عانت حاضرة الجزيرة كثيرا من الاهمال بعد أن كانت بؤرة تلتقي عندها انظار الناس وحافلة بالمناشط والفعاليات الزراعية في مجال البحوث والنهضة الزراعية، وكذا النشاط الثقافي والفني، فهي تتوسط أكثر المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والقطاعات المثقفة، وتعد مركزا للاشعاع التعليمي الثقافي، وكانت تضم ايضا أربعة من مراكز التعليم المشهورة متمثلة في مدرستي حنتوب وودمدني الثانوية للبنين وفي مجال البنات مدرسة مدني الثانوية بنات وكلية المعلمات. بجانب كونها مركزا تجاريا حضاريا يؤمه سكان وقاطني معظم قرى الجزيرة والعاملون في مشروع الجزيرة العملاق. نوجه السؤال الى المسئولين في سلطة الطيران المدني أين مشروع مطار ودمدني الجديد؟؟ وما هي المراحل التي قطعها ؟؟؟ وهل ألغي المشروع؟؟؟ أم ماذا؟؟؟