مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    سلطان دار مساليت: إرادة الشعب السوداني وقوة الله نسفت مخطط إعلان دولة دارفور من باريس    نقاشات السياسيين كلها على خلفية (إقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً)    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    هل رضيت؟    الخال والسيرة الهلالية!    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    الإمارات العربية تتبرأ من دعم مليشيا الدعم السريع    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    تراجع أم دورة زمن طبيعية؟    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تطرح أغنيتها الجديدة في يوم عقد قرانها تغني فيها لزوجها سعادة الضابط وتتغزل فيه: (زول رسمي جنتل عديل يغطيه الله يا ناس منه العيون يبعدها)    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل جنوب السودان في ظل التقسيم الجنوب الجنوبي وتحوله الى دويلات صغيرة .. تحقيق: مني البشير
نشر في سودانيل يوم 11 - 08 - 2009


*تمهيد
الاثنيات المتعددة التي تعيش في جنوب السودان في عدم توافق تام تنذر بمستقبل غير جيد لجنوب السودان خاصة بعد تنامي ظاهرة الصراع حول الاراضي في جنوب السودان واصرار كل قبيلة على وضع يدها على ما تسميه اراضيها ولم يسلم من ذلك التوصيف حتى المدن الكبرى بما فيها جوبا وملكال بعد ان طالبت قبيلة الباري رسميا بترحيل العاصمة من جوبا الى أي مكان اخر ومع اقتراب الاستفتاء وتقرير المصير وفي حال اختار الجنوبيون الانفصال كما قال بذلك الامين العام للحركة الشعبية بان 90% من الجنوبيين مع الانفصال يبقى ان الجنوب مواجه بالانفصال والتفتيت من الداخل ذلك ان تنامي ظاهرة السيطرة ووضع اليد على الاراضي قد تتحول الى حرب قبلية واثنية تدخل الجنوب من جديد في دائرة الحرب ولكنها هذه المرة حرب جنوبية جنوبية ومن اطراف متعددة فهنا العدو ليس واحدا ولكن الكل هو عدو الكل طالما أن الاراضي أصبحت هي الهدف
*جنوب السودان المساحة الكلية
يشغل جنوب السودان حوالي 700 الف كيلو متر مربع من مساحة السودان البالغة 2.5 مليون كيلو متر مربع تقريبيا أي ما يعادل 28% من المساحة الكلية للبلاد
وللجنوب حدود تمتد الى 200 كيلو متر تقريبا مع خمس دول هي اثيوبيا وكينيا واوغندا والكونغو وافريقيا الوسطى
وتشكل المراعي 40% من الجنوب السودان والاراضي الزراعية 30% بينما تشغل الغابات الطبيعية 23% والسطوح المائية 7% من جملة المساحة
الملاحظ ان هذه المساحة الشاسعة للجنوب السوداني لاتقابلها نفس الكثافة من السكان فحسب اخر إحصاء سكان اجري عام 1983 فان سكان الجنوب لا تزيد نسبتهم عن10% من تعداد السكان انذاك والذي قدر ب21.6% مليون نسمة
وتعد قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب تليها قبيلة النوير ثم قبيلة الشلك ويضم الجنوب 500 مجموعة اثنية غير الدينكا الذين يقدر عددهم باكثر من 3 ملايين نسمة وتعتبر كبرى هذه المجموعات الاثنية
ويضم جنوب السودان ثلاثة مجموعات سلالية رئيسية هي النيليون والنيليون الحاميون والمجموعة السودانية وياتي على راس هذه السلالات من حيث العدد والنفوذ والقوة النيليون ومن هذه السلالات انحدرت قبائل الجنوب السوداني مشكلة نسيجا اجتماعيا معقدا ومما لا شك فيه ان الانتماء القبلي قد اثر تاثيراً كبيرا على الحياة في جنوب السودان سواء كان على صعيد العلاقات الداخلية بين قبائل الجنوب او على صعيد العلاقات الخارجية مع دول الجوار التي توجد فيها امتدادات قبلية لمختلف قبائل الجنوب فالقبائل الجنوبية لها امتدادتها في اوغندا واثيوبيا وكينيا والكونغو
وينقسم جنوب السودان اداريا الى عشر ولايات هي ولاية عالي النيل وجونقلي والوحدة وهذه الولايات الثلاث كانت تسمى من قبل باقليم عالي النيل وولاية البحيرات واوارب وشمال بحر الغزال وغرب بحر الغزال وتشكل هذه الولايات الاربع ما يعرف من قبل باسم اقليم بحر الغزال اما الولايات الثلاثة الاخرى فهي ولاية غرب الاستوائية وبحر الجبل وشرق الاستوائية او اقليم الاستوائية سابقا وتضم الولايات الجنوبية العشر هذه اكثر من 30 محافظة
* الاراضي في جنوب السودان الحرب القادمة:-
المجموعات الاثنية التي تعيش في جنوب السودان تمتلك كل منها مساحة شاسعة من الاراضي تستخدمها في رعي ابقارها وفي زراعة ما تحتاجه من المنتجات الزراعية كما تستخدمها للسكن ايضا ومنذ امد بعيد كان النزاع حول هذه الاراضي والتعدي من قبيلة على اخرى في مراعيها شيئاً مالوفا وربما اثار شجارا مسلحا راح ضحيته الكثير من ابناء هذه القبائل وتعتبر الارض للجنوبي اغلى عليه من حياته ولكن في مجتمع الجنوب القبلي كلما كنت قويا وافراد قبيلتك الاكثر عددا كلما كنت مسيطرا ومهينما ولذلك كانت قبيلة الدينكا هي القاسم المشترك في كل نزاعات الارض في جنوب السودان حيث تعيش هذه القبيلة في فضاء جغرافي يمتد من شمال مديريات الاقليم الجنوبي بحر الغزال والنيل الاعلى الى جنوب كردفان حول مجرى النيل حيث يقع خط تماسهم مع قبائل البقارة
ويعرف المركب الاثني والثقافي الذي تنتمي اليه الدينكا بمجموعة الشعوب الناطقة (باللو) والممتدة في اقاليم شرق افريقيا
ومن اهم بطون الدينكا النجوك وابوك وادوت والدينكا بور والنويك ملوال والى عشيرة الدينكا ينتمي جون قرنق الزعيم السابق للحركة الشعبية وينتمي ايضا الزعيم الحالي سلفاكير ميارديت
وابناء الدينكا ذوي الوجوه الناعمة طوال القامة ممشوقي القوام يعتبرون انفسهم الاسياد اسياد الجنوب بل السودان كله
وكثيرا ما عبر بعض مكونات الجنوب القبلية عن تذمرهم من سيطرة قبيلة الدينكا على جميع امور الجنوب ذلك ان الدينكا يشكلون حوال 90% من قيادا الحركة الشعبية و70% من قواتها المسلحة
مؤخرا اصبحت قبيلة الدينكا هي المهدد الامني لجميع القبائل في جنوب السودان فليس هنالك قبيلة صغرت او كبرت الا ونشا بينها وبين الدينكا صراع فنجد صراع الدينكا والشلك والدينكا والمادي والدينكا والنوير الخ ولكن ابرز هذه الصراعات والذي برز موخرا وينذر بحرب قبلية في الجنوب هو الاستعدادات لقبيلة الدينكا للهيمنة على جنوب السودان فالاشتباكات الدموية التي وقعت موخراً في اقليم اعالي النيل بين مليشيات جنوبية قد تمثل موشرا مبكرا وخطيرا لماقد تاتي به الايام فاحد طرفي القتال مليشيا تابعة لقبيلة الشلك يساندها مقاتلون عن قبيلة النوير وكلتا القبلتين تتخذ ان من إقليم اعالي النيل موطنا تقليديا مع قوات الحركة الشعبية التي تتكون كوادرها القتالية من قبيلة الدينكا
ويرى المراقبون انه ومن المحتم ان يودي هذا الوضع الاحادي الى انتشار حالة من التذمر المتصاعد بين القبائل الجنوبية الاخرى وان يتفجر هذا التذمر من خلال اشتباكات دامية وهذا ماوقع بالفعل موخراً في اقليم اعالي النيل
هذا التذمر سبقته تحذيرات على السنة شخصيات جنوبية تنتمي الى قبائل الاستوائية بالاضافة الى قبيلتي الشلك والنوير حذروا من ممارسات تمييزية تتنهجها حكومة الجنوب لصالح الدينكا وضد مصالح القبائل الاخرى مثل استيلاء الحكومة على ساحات من الاراضي في الاستوائية واعالي النيل ومن ثم تمليكها لافراد او جماعات دينكاوية اما لغرض الرعي او غرض البناء والسكن
وتعود خلفية النزاع الاخير بين الشلك والدينكا الى يوم الاحتفال باعياد السلام في مدينة ملكال في التاسع من يناير 2009 حيث اشتبكت الدينكا مع الشلك في مسالة من يكون الاول في العرض داخل استاد مدينة ملكال حيث يعتقد الدينكا انهم يجب ان يكونوا الاول في طابور العرض للجيش والشرطة ويجب ان يكون في المقدمة شخصا او ضابطا دينكاويا في كل الاحتفالات باعياد توقيع اتفاقية السلام الامر الذي اثار حفيظة الشلك وادى الى اشتباكات بالاسلحة البيضاء واصيب الكثيرون بجراح بعضها خطيرة كما لقى اخرون مصرعهم
وفي بيان أصدره ممثلوا قومية الشلك اكدوا فيه ان تقدم المواكب لم يكن موضوع ذي اهمية الا ان هذا الامر متجذر في الخلاف حول ملكية مدينة ملكال مكان الاحتفال وحسب التقاليد فان موكب صاحب مكان الاحتفال هو الذي يتقدم كل المواكب المشاركة وحسبما هو معلوم فان عناصر من دينكا باليت ظلت تدعى ملكية مدينة ملكال وكل مناطق الشلك شرق النيل الابيض وشمال نهر السوباط
يؤكد البيان الذي صدر في 12/1/2009 ان هذه الحادثة ليست عابرة او معزولة فقد اشار البيان الى تحرك عناصر من الدينكا للهجوم على مناطق اخرى للشلك يدعى الدينكا ملكيتها مثل لول واو بانق فم القنال وعطار..الخ ويمضي البيان في توضيح ان هنالك خطة محكمة للاستيلاء على اراضي الشلك بقوة السلاح فقد قتل العديد من الواطنين واختطاف اخرين فيما تم حرق قرية ابانيم بالكامل واحيلت الى رماد واتهمت قبيلة اللشك الدينكا بارتكاب ماوصفوه مذابح شلو في نقديار ولول وقالوا ان هذه المذابح تدل على همجية الدينكا وتعاليهم على القبائل الاخرى بالجنوب مهددين في ذات الوقت بالرد على هذه الهجمات للاستيلاء على اراضيهم وطالب الشلك الادارة الاهلية ومنظمات المجتمع المدني والروابط والاتحادات الطلابية لقبيلة الشلك بتغيير حكومة ولاية اعالي النيل واعفاء المحافظين واعقب ذلك بان كشفت مصادر صحفية وجود تعئبة واسعة وتحريض وسط قيادات الشلك لاعلان الحرب ضد الدينكا على خلفية الاحداث التي شهدتها الولاية
وتعتبر قبيلة الشلك ثالث اكبر القبائل في الجنوب التي ترفض هيمنة الدينكا سبقتها الى ذلك قبيلة النوير
وكانت صحيفة خرطوم مونتر قد اكدت في ابريل من العام الماضي ان الحرب والقتل لن يحلا مشكلات الاراضي وقد تعرضت الصحيفة الى قتل ضابط كبير في جوبا من قبل جنوده وكتبت عن ضباط الحركة الشعبية الذين يرغبون في ان يصبحوا ملاك اراضي في جوبا بينما هم لا يملكون شيئا وعن كيف يقوم هولاء باستخدام جنودهم لنزع اراضي الغير لمصلحتهم الشخصية وعن نزعهم لاراضي قبيلة الباريا
بل ان رئيس المجلس التشريعي نفسه جيمس واني ايقا اعترف بالممارسات البشعة حسب صحيفة الصحافة لجنود الجيش الشعبي واكد ان كبار المسؤلين في حكومة جنوب السودان يستولون على الاراضي
*اراضي جنوب السودان ملكا لمستثمرين اجانب :-
لم يقف الامر في استيلاء ضباط كبار من الحركة الشعبية على اراضي الغير بقوة السلاح بل تعداه الى اكثر من ذلك فقد تم بيع هذه الاراضي لمستثمرين اجانب ومن ذلك الصفقة التي باع فيها ابن قائد كبير في الجيش الشعبي قطعة ارض مساحة( 400,000) فدان وهي تعادل ساحة بحجم مدينة دبي لمستثمر امريكي شهير يدعى( فيليب هايلبيرج) وهو مصرفي متقاعد في بورصة وول ستريت ورئيس مجلس شركة جرش كابيتال ومقرها في نيويورك وقال هايلبيرج في تصريح لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في التاسع من يناير الماضي قال( انه اشترى قطعة الارض من عائلة احد قادة الجيش الشعبي بمساحة 400.000 هكتار من خلال حصوله على حصة الاغلبية في شركة ابن ضابط كبير في الجيش الشعبي) ولكنه لم يذكر الثمن الذي دفعه فيها ولم يستمع هايلبيرج للنصائح حول عدم استطاعته الاستفادة من هذه الاراضي في هذه المناطق حادة النزاع والتي تعتبر فيها الاراضي ملكا لقبائل وليس لافراد مما دفعه للقول (عليك ان تذهب للبنادق هذه افريقيا )مما يؤكد ان النزاع على الاراضي في جنوب السودان ربما يشهد حضورا خارجيا لشركات كبرى ستحتفظ لنفسها بحق الرد اذا ما شعرت ان هنالك تهديدا مباشرا لمصالحها خاصة اذا علمنا ان مجموعة جارتش ما نجمنت لها ارتباط بشركة جارتش كابيتال وهي شركة استثمارية اميريكية يضم مجلس ادارتهاموظفين سابقين من وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات الامريكية ciA ومنهم جوزيف ويلسون السفير السابق والخبير في الشئون الافريقية ويعمل نائبا لرئيس مجلس الادارة ومنهم ايضا جونيث تود الذي عمل في البنتاجون مستشارا لشئون شرق وشمال افريقيا كما عمل في البيت الابيض في عهد
الرئيس بيل كلينتون وتعد الصفقة التي ابرمها هايلبيرج اكبر صفقة لاستجئار ارض خاصة في افريقيا حتى الان وتقع هذه الارض في منقطة نائية محاذية لنهر النيل وبسبب الغموض الذي مازال يكتنف ملكية الاراضي في جنوب السودان يسلم هايلبيرج ان الصفقة تعتمد على قوة ونفوذ زعيم الحرب القيادي بالحركة الشعبية الذي تدعى شركة ولده لن لها الحق في جزء من تلك الارض وفي ملكيتها القانونية ولذلك فان هذه الصفقة قد تؤسس لسابقة خطيرة ذلك ان رجل اعمال من طبقة معينة حقق نجاحا على قاعدة كلما زاد الخطر ارتفع المردود في مناطق الصراع في افريقيا ان حقوق ملكية الاراضي في المناطق التي تتراجع فيها سلطة الدولة تكون غامضة في احسن الحالات ولكن ادعاء الملكية قد يكون امرا مربحا
وبسبب غموض قوانين ملكية الاراضي في جنوب السودان فقد اعرب بعض الخبراء الاجانب في الشان السوداني ومسؤولون في حكومة الجنوب عن شكهم في ان يتمكن هايلبيرج من تاكيد وتثبيت حقوقه القانونية في تلك الارض الواسعة واكد مسؤول كبير في حكومة جنوب السودان في 27/1/2009 الماضي ان الحكومة تبحث في امر هذه الصفقة بسبب تساؤلات عن الجهة المالكة للارض وبحسب وزير السئون القانونية مايكل مكواي فان القانون لا يعطي حق تمليك الارض نافيا بذلك ما يتردد عن شراء للاراضي لان القانون يمنع ذلك لكن التقارير تتحدث عن بيع وشراء للاراضي بين المستثمرين الاجانب وحكومة الجنوب اعتبرها مكواي مخالفة تستوجب المساءلة القانونية على الفور موكدا ان الاراضي رغم التعقيدات خاضعة للمجتمعات وليس لافراد او قبيلة بحسب مكواي
ولكن الواضح ان هايلبيرج لا يبالي بالامر فهو يعتقد ان عدة دول افريقية من بينها السودان وربما ايضا نيجيريا واثيوبيا والصومال قد تتعرض للتقسيم في السنوات المقبلة وان المخاطر السياسية والقانونية التي اقدم عليها سوف تعود عليه بمردود كبير (وقال اذا راهنت بشكل صحيح على تحول السيادة فانك تبدا بداية سليمة انني انظر الى الخريطة باستمرار لارى ان كانت هناك اية قيمة واضاف انه على اتصال بالمتمردين في اقليم دارفور ومع المنشقين في اثيوبيا والصومال الانفصالية وجهات اخرى)
ولم يكد ينتهي الجدل حول صفقة المستثمر الامريكي حتى ظهرت مشكلة اخرى طرفها قياديون كبار قاموا ببيع اراضي قبيلة المادي لرجال اعمال صوماليين في اكتوبر من العام الماضي وتعود القصة الى ابداء السكان اهتمامهم بقيام رجال اعمال صوماليين
بتسوير قطعة ارض بدون الحصول على موافقة السلطات المحلية وبدا حوالي 500من افراد قبيلة المادي بالاستفسار عن هذا التحرك الغير مشروع لمعرفة من قام باعطاء هذه الارض للصوماليين بدون موافقة سلطات بايام المحلية او قادة المجتمع وتبين بعد ذلك بان من قام ببيع هذه الارض قياديون كبار في الجيش الشعبي وتم الكشف عن اسم اللواء ويلسون دينق كويرون وضابط اخر لم يفصح عن اسمه
وواضح بيان اصدرته قبيلة المادي في 10/10/2008 ان القبيلة وفي السنوات الاخيرة واجهت مشاكل عديدة لاحتلال اراضيها تم حلها جميعا عن طريق القنوات الصحيحة واكد البيان عدم صحة مايثار من ان قبيلة المادي لا تريد الاثنيات الاخرى في نمولي ولكن يجب اتباع الاجراءات الصحيحة في موضوع الاراضي من دون الحاق الضرر ما وصفه البيان باراضي الاجداد وطالب البيان حكومة الجنوب بالتدخل العاجل لحل المشكلة بهدف عدم تكرار ما حدث في غرب الاستوائية من مشكلة مماثلة حيث تحولت مثل هذه الحالات الى صراعات اثنية تبعتها نتائج كارثية على الناس
*الانفصال الجنوبي الجنوبي يبدا بالعاصمة جوبا :-
لا يخفي كثير من المراقبين تشاؤمهم من مسقبل جنوب السودان في ظل التناحر القبلي الماثل خاصة بعد بروز مشاكل الاراضي بشكل واضح ورغبة بعض الاثنيات في وضع يدها على ما تسميه اراضيها الخاصة ولم يسلم منا هذا التوصف حتى مدينة جوبا وملكال والتي يطالب الشلك بها كعاصمة لولاياتهم الجديدة يذكر ان الشلك طالبوا رسميا بولاية خاصة بهم تكون عاصمتها ملكال واسمها ماكال والابقاء على ملكال مقاطعة من مقاطعات الشلك وترسيم حدود المقاطعات كما نصت اتفاقية نيفاشا حسب حدود1/1/1956 كما طالبوا باعادة النازحين الى مناطقهم وتوفير الامن لهم واعادة القبائل التي نزحت الى مناطق الشلك الى مناطقهم الحقيقية لتعميرها بدلا عن اجتياح اراضي الغير على حد تعبيرهم ويذكر بيان قومية الشلك الصادر في 21يناير2009 الى ان خلافا حول الحدود ظلت تثيره بعض العناصر من الدينكا منذ اواخر السبعينات من القرن الماضي مع قومية الشلك بدعوى ان بعض مناطق الشلك تتبع لهم كان رد فعل اللشك ان قاموا بتقديم مذكرات الى الحكومة الاقليمية لجنوب السودان يقول اللشلك: حينها كنا نعتقد بان الامر تم حسمه نهائيا عندما اصدر السيد وزير الادارة في ذلك الوقت "هلري باول لوقالي" ومن بعده السيد وزير اللامركزية السيد "شارلس كوت شاتيم "اوامر وزارية بملكية شولو الشلك لتلك الاراضي موضوع النزاع ويمضي البيان مؤكدا ان نفس تلك العناصر اعادت الكرة في عام 1995 ومرة اخرى ردت شولو بمذكرة رفعت الى السلطات المعنية وكسبت شولو الدعوى ولكن عادت نفس الادعاء ات التي لا اساس لها من الصحة منذ عام2004 ولم تحرك السلطات ساكنا رغم مطلب شولو الشرعي بان تشكل حكومة الجنوب لجنة لترسيم الحدود نهائيا بين القبلتين واكدوا في بيانهم انه ولتفادي الاحتكاك بين القبلتين لابد من تدخل حكومة الجنوب لحل الخلاف حول الحدود نهائيا على حسب خارطة 1/1/1956ويؤكد لنا ان هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة
اما بيان قبيلة الباريا فامره مختلف حيث يؤكدون ان المدينة جوبا تقع على اراضيهم ويطالبون بترحيل العاصمة الى مكان اخر وهدد ابناء الباريا يمقاطعة اتفاقية السلام الشامل اذا فشل مجلس التنسيق الجنوبي في معالجة قضايا الارض ووجه المتحدث باسم ابناء الباريا سواكا فيليب لادو تهمة لمجلس التنسيق بانه صادر 70% من اراضي الباريا في ولاية الاستوائية كما طالبوا في البيان بتحويل العاصمة جوبا الى أي مدينة جنوبية اخرى وقال رئيس قبيلة الباري المهندس بوستينو لومبي( ينبغي نقل العاصمة الى ولاية اخرى.. واضاف لن تنازل عن قرارنا واذا لم يؤخذ به فاننا مستعدون لاراقة الدماء من اجل ارض اجدادنا )
وبحسب البيان الصادر في 15نوفمبر2008 فان مجتع الباري غاضب على حكومة الجنوب لعدم استجابتها لمطالبهم والتزامها الصمت ازاء هذه المطالب ونسب الى رئيس قبيلة الباري بوستينو لومبي في الاجتماع العاصف الذي ضم ابناء القبيلة بضاحية الحاج يوسف نسب له انه قال( حاولنا الاتصال بالرئيس سلفاكير ولكن لم نجد استجابة وهدد باتخاذ خطوات خطيرة " حتى اذا ضحينا بارواحنا " وقال ا" ننا حاولنا حل القضية سلميا ولكننا لم نجد استجابة هذه المرة ستكون اسوا لان كل شئ واضح ومعروف لدى حكومة الجنوب) وقالت متحدثة النساء(ان المواطنين في الاستوائية عاجزون عن الزراعة لان الحكومة انتزعت اراضي جدودنا )
كما تحدث احد زعماء القبيلة عن ضرورة عدم الخوف من الموت وقال(:اننا قاومنا الايطاليين والبريطانيين والعرب وفي هذه المرة فان الامور سوف تزداد سوءا )
وقال.امبروز عن مثقفي الباري( ان اتفاقية السلام لم تحقق الانسجام للاسف تحول هؤلاء الاخوة الى اعداء كل واحد منهم يريد الاستيلاء على اراضي اجدادنا وابقارهم تدمر محاصيلنا فاذا كانت اتفاقية السلام ضد رغبتنا فاننا مستعدون لاسقاطها وتمسك حكومة الجنوب بجوبا عاصمة للجنوب دون استشارة الباري يعتبر خطة لطردنا من جوبا )
من جانبه حمل كبير زعماء الباري دينس دارماكو الحكومة في الجنوب مسؤولية ما يمكن ان ينتج من هذه الخلافات وقال( ينبغي مناقشة قضية العاصمة فورا وحكومة الجنوب تلتزم الصمت رغم صرخات مواطني جوبا قبيلتي تعبر عن تظلماتها بعدم النظر في غالبية مشاكلها التي تشمل خطف الاطفال وانتزاع الاراضي ) ولان العاصمة جوبا تحتضن قرابة ال 300.000 جنوبي يشكلون كل الفسيفساء القبلية في الجنوب فقد وجدت مطالبة الباري حظها من الجدل في المجتمع الجنوبي خاصة وان جوبا هي المدينة الوحيدة من مدن الجنوب التي لا تهيمن عليها احدى القبائل النيلية الثلاثة الدينكا والشلك والنوير ليؤكد البعض انها ارض الباري احدى القبائل الاستوائية فيما يؤكد بعض اخر انها مجرد ادعاءات من الاستوائيين لزعزعة حكومة الجنوب وكتب دينق جانو كويث في صحيفة خرطوم مونتر قائلا (ان قضية نزع الاراضي في اقليم الاستوائية الكبرى ادوات سياسية تخططها ايادي ذات مصلحة في زعزعة حكومة جنوب السودان )
فيما نفى بيتر جادين ان تكون قبيلة الباري ضالعة في المطالبة بنقل عاصمة الجنوب وقال "دعوات النقل جاءت عن افراد القبيلة في الخرطوم والشتات"
وكان من الطبيعي ان ينتقل الجدل لمجلس تشريعي جنوب السودان فقد قال فاولينو اكول الحركة الشعبية (ان على الجنوبيين ان يتجنبوا خلق نزاع مؤسس على المحسوبية والحزب واضاف لا احد يقبل نقل العاصمة فالقرار متروك لبرلمان الجنوب)
وقال فيليب باليت "سانو"ان( القضية ستؤدي الى سوء فهم وعدم انسجام بين شعب الجنوب)
اما رئيس لجنة الامن في مجلس تشريعي الجنوب كلمنت صامويل قال( لايمكن لاي فرع في المجتمع ان يؤثر منفردا في قضية تؤدى الى الانشقاق وطالب الحكومة بعلاج القضايا بجدية لان نزاع الاراضي وعدم الامن يعود سلبا على الحكومة نفسها )
الاستاذ الفريد تعبان رئيس تحرير صحيفة خرطوم مونتر حذر من تنامي هذه الخلافات واضاف ان المؤسستين الرئيستين اللتين تحتلان مركز هذا النزاع هما الجيش الشعبي وقبيلة الدينكا
الكاتب الجنوبي اتيم سايمون قال "لا يمكننا تجاوز ما يطرحه مجتمع الباري من وجهات نظر امام حكومتهم كمجتمع له من الحقوق ما لبقية المجتمعات الاخرى وطالما انهم يرون ضرورة ذهاب العاصمة بعيدا عن مدينة جوبا فان الحكومة مطالبة بالجلوس اليهم ومناقشتهم فيما ذهبوا اليه من اسباب ووضع المسالة برمتها موضع التنفيذ )
واكد الكاتب انه اجرى حوارا مطولا مع مجموعة من شباب الباري لمعرفة وجهة نظرهم في هذه القضية وقال( وجدت الغالبية منهم ترى ان تخطو حكومة الجنوب خطوات عملية في خصوص اهمية ايجاد عاصمة بديلة للاقليم غير مدينة جوبا)
واكد سايمون ان مسالة نقل العاصمة تشير الى بوادر لازمة ويستدرك انها قابلة للتلافي اذا ما اعارتها السلطات الرسمية في جنوب السودان قدرا مطلوبا من الاهتمام وقال القضية تعبر وبوعي كبير عن وجود جفوة واضحة تؤكد انشغال الحكومة عن القضايا الحساسة ذات التاثير المباشر على علاقات المجتمع فيما بينه في مرحلة اقل ما يمكن ان توصف به هو انها مرحلة للبناء والتاسيس بمعنى انها تتطلب على المدى القريب اولويات واضحة ومحددة منها تحقيق مبدا المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار في المسائل المرتبطة بالمجتمع كالاراضي مثلا
بعض المراقبين يؤكدون ان حكومة الجنوب والتي يغلب على تكوينها قبيلة الدينكا تتعمد عدم التحاور في مسائل تعتبرها قد تنتقص من هيمنتها وسيادتها على الاقليم بما في ذلك موضوع الاراضي ذلك ان الدينكا يهدفون الى تكوين مملكة خاصة بهم في جنوب السودان ولكنها لن تقوم الا على اشلاء القبائل الاخرى وفي ذلك كتب بيتر قاتكوت وانجانق كوي ان مجازر الشلك والنوير هي نتائج طبيعية لزيارة وفود مملكة منجانق للغرب ويقصد بهم الدينكا
*مملكة مجانق :-
يحمل الكاتب بيتر قاتكوت حكومة الجنوب مسؤلية المذابح التي حدثت لقبائل الشلك ابان احتفالات عيد السلام واكد انها لن تتوقف لانها اصلا من ممارسات الحركة الشعبية وطريقتها في الحكم
واكد الكاتب ان ما يحدث هو تنفيذ دقيق لمخطط امريكي كندي وبريطاني من اصل اعضاء الكنيسة الانجليكانية المعروفة بالاسقفية في السودان والكاثوليكية ويمضي الكاتب في ان العاملين بتلك الدول لديهم خطة استراتيجية مدبرة طويلة الامد تشمل مساعدة قادة الدينكا لبناء مملكة منجانق في الجنوب لانها المدخل الوحيد الى السودان بعد ان فشلت الحركةوالغرب في ترويج مشكلة دارفور كحجة تسمح بدخول قوات بريطانية وكندية وامريكية واسرائيلية لاحتلال السودان وجعل سلفاكير او نيال دينق رئيسا للسودان المحتل تحت حماية القوات الاجنبية
مضمون الخطة كما يؤكد الكاتب بيتر قاتكوت في مقال طويل نشرته صحيفة الانتباهة في عددها الصادر بتاريخ 27/1/2009مضمون الخطة هو بقاء ابناء الدينكا في السلطة في الجنوب والشمال معا خاصة اعضاء الكنيسة الانجليكانية والكاثوليكية واقصاء وتصفية واغتيال السياسيين والقادة الذن ليسوا من الدينكا والمستهدف الاول في ذلك هي قبيلة النوير التي يعتبرها الدينكا انها خصمهم الاول والحقيقي والتي تتمتع بقدرات لمواجهة الدينكا وبعد التخلص من النوير يصبح التخلص من الشلك هو الهدف الثاني خاصة وان الشلك على وعي وادراك كامل بملابسات نمو مملكة منجانق واشاعة روح القبلية في الجنوب وتعتبر محاولة اغتيال د. لام اكول ضمن هذا المخطط
*حدود مملكة منجانق:-
وحتى يمضي مخطط تاسيس المملكة كان لا بد من توسيع رقعة الهيمنة لقبيلة الدينكا ولا يستقيم ذلك الا بالاستيلاء على مزيد من الاراضي ولذلك يرى الكاتب ان مسالة تحديد وتوسيع وترسيم الحدود بين مملكة منجانق والقبائل الجنوبية الاخرى اصبحت ازمة كبرى تساعد في تدهور الامن في الجنوب باسره كما صارت السبب الرئيسي الذي يشجع الحركة على ارتكاب المجازر والابادات والجرائم ضد الانسان الجنوبي
ويشير الكاتب ان جذور نزاع الدينكا مع القبائل الاخرى حول الاراضي يعود الى ايام الحكم البريطاني حيث قام الدينكا بشكوى ضد لانوير بحجة ان الاراضي التي يسكنها لانوير هي اراضي دينكاوية وقد وجدت الشكوى قبولا وتاييد من الحكومة البريطانية وكنيستها الانجليلكية وفي عام 1946 قامت الحكومة البريطانية بفرض قوانين وشروط وصفها الكاتب بالتعجيزية اجبر بموجبها النوير على دفع ضرائبهم لسلاطين الدينكا او يتم تهجيرهم قسريا الى مكان مجهول بواسطة الحكومة البريطانية
ويمضي الكاتب ان مشكلة الشلك الحالية هي نفس مشكلة تحديد وتوسيع تخوم مملكة منجانق حيث طلب الدينكا من الشلك ترك ملكال او تغيير اسمهم الى دينكا الشلك لان معظم الدينكا في اعالي النيل يرفضون الحدود بهذا الشكل وعدد الكاتب مشاكل الدينكا على الحدود مع القبائل الاخرى ومن ذلك مشكلة دينكا بور مع المورلي ولكنه يشير الى ان هذه الحدود مرسومة تلقائيا لان هنالك ارض خالية من السكان تفصل بين هذه القبائل
ولكن الكراهية والتفرقة العنصرية التي يمارسها قادة الدينكا لا تزال قائمة حيث قامت قبيلة الدينكا في وقت سابق بقتل المرضى والمصابين من ابناء المورلي في مستشفى مدينة بور مطالبين برحيل هولاء الى محافظة بيبور والغرض من الهجوم تطهير المدينة من المورلي انواك ونوير الامر الذي قاد المواطنين الى الرغبة في تقسيم ولاية جونقلي الى عدد من الولايات
كذلك هنالك مشاكل حدود بين دينكا بور مع المجموعة الناطقة بالباريا خاصة قبيلة منداري حيث تظن الدينكا ان الاراضي الواقعة بين بور وجوبا هي اصلا اراضي تابعة لدينكا بور فالافضل هو رحيل المنداري من تركاكا الى جنوب جوبا وتبدا الدينكا انتشارها من بور الى شمال جوبا ويصبح جبل لادو جبل الدينكا ويغير اسمه من جبل لادو الى جبل قرنق
اما من الناحية الغربية فهنالك نزاع بين نيونق نوير والدينكا بحر الغزال حيث ترى الاخيرة ان الجزء الغربي من اراضي نيونق نوير هي جزء من اراضي منجانق يجب ضمها الى المملكة وبدا هذا النزاع ايام حكم ابل الير ووجد المطلب معارضة شديدة من سلطان نيونق نوير السيد ملوال ون والذي وجد تاييدا من الراحل السيد "جشوة دي وال" الذي كان محافظ محافظة اعالي النيل والذي اكد امام ابل الير " انني لا اعرف حدودا للعشائر والقبائل الا الحدود الجغرافية السياسية المعروفة في السودان
واذا اتجهنا شمالا نجد الصراع يحتدم بين المسيرية ودينكا نقوك حول ملكية اراضي ابيي التي هجرت اليها دينكا نقوك من مناطق اعالي النيل الوسطى الى الشمال قبل الاحتلال التركي كما توجد مشاكل حدود بين الفراتيت في بحر الغزال مع الدينكا حيث يرى الدينكا ان الافضل هو رحل الفراتيت من مناطقهم الى مناطق الزاندي يكونوا جزءاً من الاستوائية الغربية الا ان بعض الدينكا يريدون ضم اراضي غرب الاستوائية الى مملكة منجانق كي تكون مراعي ومرحات للرعاة الدينكا الامر الذي ترفضه قبائل غرب الاستوائية وخاصة مورو والزاندي وافوكايا وغيرها
*قانون الاراضي في جنوب السودان
يرى بعض المراقبون ان قانون الاراضي في جنوب السودان مازال غامضا وينبغي ايضاحه في قانون للاراضي يجري التخطيط لسنة والقانون الذي ستتم اجازته من قبل تشريعي الجنوب من اهم ملامحه هو مسؤلية حكومة الجنوب عن الاراضي والزام الجميع باحترام القوانين الوضعي والعرفي ويؤكد مصدر مسؤل بتشريعي الجنوب ان اجازة القانون ستكون كفيلة بحل كل هذه المشاكل
يبقى السوال الاخير هو مدى امكانية استجابة قبائل تجلس على فوهة بركان لقانون قد يسلبها ارضيها بين يوم وليلة ويبقى ان تنتظر لنرى ما هي اهم آليات تطبيق مثل هذا القانون وما اذا كان سيواجه بالرضى او السلاح
mona albasiher [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.