غنى فنانون سودانيون كثيرون باللغة العربية الفصحى: غنى محمد وردي: حين خط المجد في الأرض دروبا عرباً نحن حملناها ونوبة غنى عبد العزيز محمد داؤود: عجبا يقول الناس إنك هاجري وأنا الذي ذوبت فيك مشاعري حتى بكى قلبي بدمع محاجري غنى عبد الكريم الكابلي: نالت على يدها مالم تنله يدي نقشاً على معصم أوهت به جلدي غنى سيد خليفة : أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا! وغنى أيضاً: يا صوتها لما سرى مثل الحريرِ نعومةً ونداوةً .. وتكسُّرا مثل الصباحِ طلاقةً .. ورشاقةً وتبختُرا! غنى صلاح ابن البادية: سال من شعرها الذهب وتدلى وما انسكب كلما عبثت به نسمة ماج واضطرب! وكل الشعب السوداني يحفظ ويردد الأغنيات أعلاه رغم أنها كُتبت باللغة العربية الفصحى (لا العامية السودانية المحبوبة) وسر شعبية وخلود هذه الأغنيات السودانية الفصيحة هي أنها لُحنت ونُغمت واُديت بالسلم الخماسي السريع الطلقات الذي يقوم عليه المزاج الغنائي السوداني قلباً وقالباً! أخيراً ، وأثناء جولة ليلية تفقدية في القنوات الفضائية السودانية ، سمعت كاظم الساهر السوداني يتحدث عن مشروع فني جديد أطلق عليه إسم الأغنية السودانية العربية أو شيء من هذا القبيل ووزع على نفسه وعلى غيره الكثير من الشهادات الغنائية التقديرية وزعم أنه مفوض من قبل الشعب السوداني بتقديم ونشر هذه اللونية الغنائية العربية ثم غنى باللغة العربية الفصحى ، لقد أغلقنا التلفاز ونمنا عندما بدأ كاظم الساهر السوداني بغناء (محبوبتي زينب) ، لأنه غنى بالسلم السباعي العربي الممطوط والمجرجر مع سبق الإصرار والترصد الفني، ونحن نقول بلا مجاملة: من الممكن صناعة وتصدير أغنيات سودانية باللغة العربية الفصحى وبالسلم السباعي العربي على الطريقة الكاظمية الساهرية السودانية لأغراض التودد الفني للعرب وتحقيق فوز المجاملات في مهرجانات الغناء العربي ، لكنها قطعاً لن تحتل أي حيز في خارطة المزاج الغنائي السوداني القائم على السلم الخماسي السريع الطلقات ، لماذا؟ لأنها ببساطة تحاول تسبيع المخمس وهي محاولة مستحيلة ذوقياً ومزاجياً مهما تم الترويج لها إعلامياً من قبل العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب المستغربة والعرب المستنقذة، وإذا عاد عدنا وإنا بسلمنا الخماسي السوداني لمتمسكون! Faisal Addabi [[email protected]]