كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوهام حزب "بله" الطاهر "علي بلاَع" ..بقلم: أمين محمَد إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 24 - 06 - 2013

في عدد (16/5/2013م)، صحيفة الرأي العام السودانية، كتبت الصحفية رقية الزاكي، نقلاً عن محمد إبراهيم الطاهر، قوله: "بأن حزبه يواجه تحديات، لأنه اختار طريق الآخرة، و طريق الرسول (ص)، و أبان أنه ليس حزباً عادياً". و أضاف: "أن حزبه يمر أيضاً بامتحانات و ابتلاءات، و أنه يمتحن في كردفان، من عصابات ليس لها دين و لا خُلُق و لا مُثُل، وتربت على مال حرام، و أخذت سلاحاً حراماً، وارتمت في أحضان اليهود". و أكَد:" أن حزبه تنظيم سياسي فريد من نوعه، لم يشهد السودان مثله في التنظيم و البرامج والشورى". و قال:" الآن خيرة القيادات في الوطني".
يغفل أو يتجاهل، المنقول عنه القول أعلاه، وعيو إدراك المنقول إليهم– أي المخاطبين به –وعياً سديداً و إدراكاً تاماً، حقيقة أن من تحاربهم، دولة المؤتمر الوطني، في كرفان، و دار فور، و جنوب النيل الأزرق، ليسوا من مشركي قريش، أو من "علوج" إمبراطوريتي فارس و بيزنطة الغابرتين، بل هم مسلمين أباً عن جد، توارثوا تعاليم الإسلام، كابراً عن كابر. و قد أكرهوا على حمل السلاح، لطلب حقوقهم المشروعة و استيفائها، لأسباب منها، أن دولة الاسلامويين، تحدتهم باستفزازٍ شديد بقولها: "من أرد السلطة فليأخذها بالقوة"، هذا من حيث القول، أما من حيث العمل، فإن دولة حزب الطاهر، "تخاف و لا تختشي"، و لذا فإنها لا تعترف بالمعارضة السلمية، حيث لا تفاوض إذا تفاوضت إلا مع من حملوا السلاح.وهي -أي الدولة - المذكورة لا تفاوض أصلاً، لمخاطبة أسس و جذور القضايا محل الخلاف و التنازع، و حلها و أنصاف أهلها، بل للمساومة و محاصصة المال و الرشاء بالسلطة و الوظائف، و إبرام الصفقات السياسية والتجارية،كهدف تكتيكي، و لإخضاع الآخر لاطروحاتها و برنامجها السياسي. , و إذا لم يقبل الآخر، بخياري حزب المؤتمر الوطني، فإنه لا يرى فيه سوى عصابات لا دين لها و لا خُلُق و لا مُثُل. وهو نهجٌ قديم تعوَد عليه الحزب المذكور، قوامه المسارعة بالتكفير الخصم، و رمي مخالفيه، في محض الفكر و الرأي، دع عنك محاربيه بالسلاح، بالكفر والإلحاد، والخروج عن الملة، هكذا دفعةً واحدة. و هو سلاح لم يتورع، الإسلامويون في إشهاره، حتى في وجوه، من يخالفونهم الرأي، من كوادر و قيادات حركتهم.
و لكي لا نُتَهم بالتجني، ورميهم بباطل الادعاء، دعونا نأخذ صراع "القصر" و "المنشية"،كمثال – يتحدث عن نفسه - لتوظيفهم الدين و استغلاله، أسوأ استخدام و استغلال، كمحض أداة و سلاح، في وجه مخالفيهم في الرأي، و خصومهم الفكريين والسياسيين.حيث المعلوم هو، أنَ الصراع المذكور، و الذي أدى إلي المفاصلة التي قصمت ظهر تنظيمهم في العام 1999م، لم يكن حول ثوابت الدين و أصله أو فروعه، و لم يكن حتى حول، الفكر أو الرؤى أو المنهج، بل انصب على أسلاب و مغانم السلطة و شهوة الحكم. هذا ما أقرَ به المتنازعون أنفسهم، في أكثر من حديث موثق، و ما شهده و يعرفه الناس كافة. و مع ذلك رأينا كيف قصفرئيس حزب المؤتمر الوطني،الذي يفاخر به الطاهر، منافسه رئيس المؤتمر الشعبي "الترابي"، بتهم الكذب والغش والخداع والنفاق، والخروج عن الدين، وذلك في مخاطبته لحشد جماهيري وقتذاك، حيث قال: "الترابي ظل عمره كله يغش ويخدع الناس، ويدعو إلي تطبيق الشريعة الاسلامية، ولكنه لا يريد الشريعة، لأنه أحلَ الخمر وفتح البارات في الخرطوم بعد ما أغلقها، النميري في العام 1983م". وقال أيضاً:" الترابي كان شيخنا و زعيمنا، لكنه خدعنا فتخلينا عنه. إنه رجل منافق كذاب ضد الدين، ويسعى إلي الفتنة، يحرض المسلمين على قتل بعضهم في دارفور". (الحياة 4/4/2004م).
و يعرف حتى راعي الضَان في الخلاء، أن الخلاف بين الرجلين، و مؤتمريهما المتصارعين المتناحرين و المتناطحين، ماكان وقتها أو بعده، حول أيٍ من، ثوابت الدين والعقيدة، بل كان و لا زال، حول أيهما أحق و أجدر، بكرسي الحكم!!!!!
و انتصر فيه كما نعلم، من بيده الجند و السلاح، وتبعه غالبية الإسلامويين، فيما عدا قلة ذهبت مع شيخهم الترابي. و من مفارقات التأريخ، أن ما حدث للترابي يومها، كان شبيهاً لما حدث، و على يده هو بالذات، للشيخين صادق عبد الله عبد الماجد، و الحبر يوسف، في النصف الأخير من عقد سبعينيات القرن الماضي، عندما تركهما الترابي، جنرالات بدون جنود - كما يقال - في قلة من عضوية الإخوان المسلمين، و ذهب ومعه غالبية الإسلامويين، خلف من بيده الجند والسلاح و الحكم وقتها، و هو الطاغية النميري.و كأننا بالتاريخ قد أعاد نفسه، بصورة تكاد تكون كربونية و هو يمد لسانه،ساخراً على من يزعم، أنه لا يفعل ذلك.
لا شك أيها القارئ الكريم، أنك تضرب كفاً بكف، و تتعجب مثلي، ألا يزال هناك في الناس، من يتوهم محض توهم، على قدرته لتسويق مثل، بضاعة البوار الكاسدة هذه، بترديد مثل هذه الاسطوانات، المكرورة و المشروخة، عن الابتلاءات و الامتحانات، التي سببها، كما يزعم القائل، اختيار طريق الآخرة، و طريق الرسول (صلى الله عليه وسلم).طريق الآخرة، و طريق الرسول (صلى الله عليه و سلم)، يعرفها السودانيون، كمعرفتهم "لخواء بطونهمو جوعها". و لهذا فهم يقارنون، بين ما يعرفون عن طريق دينهم و أصحابه الكرام، و ما يحدث أمام أنظارهم، طوال ما يقارب ربع قرن من الزمان،من تجربة عملية لحكم الحزب المذكور، عايشها السودانيون، فرأوا خلالها ما لاعين رأت، و لا أذن سمعت و لم يخطر بقلب بشر، من ظلم وفساد، مالي و إداري وسياسي، ولغ فيه الحكام، و ذلك علاوة على، انتهاكاتهم الفظَة لكافة حقوق المحكومين.
لذا فقول الطاهر،بالابتلاءات والامتحانات لاختيار طريق الدين، لا يعنينا في شيء، إلا بقدرِ ما يلزم، لتوضيح، أن الدين الاسلامي، هو الذي يمربابتلاءات، و امتحانات عظيمة، على يد مافيا تنظيم، حول حزبهم إلي محضِ، قوى تتنازع و تتصارع، بقوة جهاز الدولة و تشريعاته، حول سلطة الحكم ونهب المال العام. و لا يختلف سلوك مركز القوى في الحزب، في صراعهم مع بعضهم البعض، من سلوك أية "عصابة إجرام منظم". لذا نقول أنه، لا يعنينا، ما يسمونه بالابتلاءات والامتحانات، أما ما يعنينا هنا،فهو وصف، أحمد إبراهيم الطاهر، حزبه الحاكم، بأنه ليس حزباً عادياً، كذا! و أنه تنظيم فريد من نوعه، كذا! لم يشهد السودان مثله، كذا! في التنظيم والبرامج والشورى؟؟ كذا!.
إذن دعونا نترك، هذه الأوهام و الترهات جانباً، و نقرأ كيف، يبدو هذا "المؤتمر الوطني"، الذي يصفه الطاهر، بالأوصاف أعلاه، في نظر غيره من الناس. و لا نقصد بغيره خصوم حزبه وهم كُثْر بالطبع، بل نقصد بهم، إخوة سابقين له، في ذات التنظيم.
في مؤلفه "مراجعات الاسلامويين السودانيين"، لدكتور حيدر إبراهيم علي"،يقتطف الكاتب من قول عبد الرحيم عمر محي الدين،ما يلي:" في أثناء تطورات مذكرة العشرة، كان في القضايا، مسألة اختيار رئيس الجمهورية، والأمين العام للمؤتمر الوطني. ويقول يس عمر الإمام، أنه قدَم اقتراحاً خاصاً، باختيار رئيس الجمهورية، و وافق عليه عمر البشير مبدئياً. وبعد يومين أو ثلاثة لاقيت عمر البشير و قال لي:" أنه قابل وتشاور في اقتراحي، مع بعض الناس، وقالوا له رئاسة الجمهورية هي الأساس، وهي التي تحل مشاكل الناس، و أن الحزب و خلافه ده كلام ساكت". انتهى المقتطف.
و يشير دكتور حيدر إلي أن هذا المقتطف جاء في صفحة (605) من كتاب عبد الرحيم عمر محي الدين.
فالحزب الذي يراه رئيسه "كلام ساكت"، أي لا يسوى شيئاً، وفق مدلول العبارة، في عامية أهل السودان. يراه الطاهر حزباً ليس عادياً، بل سيوبر تنظيم، و فريدا من نوعه، لامثيل له.و من حقنا أن نتساءل هنا، أفلا يعني قول "رئيس الحزب"، بأن الحزب "كلام ساكت"، أن قيادته بالضرورة أيضاً، وباللزوم الحتمي، "كلام ساكت" أي لا تسوى شيئاً. فما الغرابة إذن أن ير الطاهر، في هذا "الكلام الساكت"، ما يراه و يفخر به و أكثر؟؟!!ألا رحم الله حكيم العرب و شاعرهم المتنبئ القائل:
ومن جهلت نفسُهٌ قَدْرَهُ يرَ مِنهُ غيره م لا يرى
وفي صفحات 545 -551 من المصدر السابق، يقول بهاء الدين حنفي:" الحركة الإسلامية كانت واحدة من مآسيها، أنها لم يكن فيها مجال للفكر. والذين كان يعوَل عليهم دائما، هم من لا علاقة لهم بالفكر، و لا رأي لهم يبدونه في أي موضوع من المواضيع". ويضيف:" ظلَت الشعارات مرفوعة، لمدة (35) سنة، و لم تتبلور في فكر أو موقف سياسي أو أطروحة فكرية مبلورة.
وفي صفحة (599) من ذات المصدر، يسترسل المؤلف كاتباً، وفي إفادة عن اجتماع مجلس الشورى قبل المفاصلة يقول بدر الدين طه:" فالحكومة أعدت لهذا الاجتماع و موَلته احضاراً للأعضاء و جلبهم لكي يؤيدوا قرارات الرئيس، في الفقرة التي لم يتم الاتفاق عليها. ثم شراء الوزراء بالمناصب الوزارية، ناهيك عن أعضاء مجلس الشورى الذين تسهل رشوتهم بالمناصب، ترغيباً و ترهيباً ... القيم انتهت، لا توجد قيم في الحكومة".
وعلى صفحة (193) من المصدر السابق، و صحيفة أخبار اليوم "14/10/2003م"، ينقل المؤلف عن يس عمر الامام قوله:" الحركة الاسلامية دخلت السلطة و خرجت مضعضعة، وفيها فساد شديد وفيها ظلم. و أدت مفاهيم معاكسة للقيم التي تحملها للناس. زارني بعض الاخوان بالمنزل وفيهم الترابي، وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدَث الناس عن الاسلام، بسبب الظلم والفساد الذي أراه. وقلت لهم بأنني لا أستطيع أن أقول لأحفادي، انضموا للإخوان المسلمين، لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم، "فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام في السودان، أنا بخجل غايتو".
كم نقل عنه أيضاً قوله:" التجارة الآن امتلكتها الحكومة عبر شركاتها الخاصة، واليوم الذي تنهار فيه الحكومة، ستتكشف عورات كثيرة. أعتقد أن تجربة السودان، جعلت المواطن العادي، لديه ظن سيئ، في شعار الاسلام، و لا عشم له حوله".
و في صفحة (9) من مجلة الخرطوم الجديدة (أكتوبر 2007م)، يقول الدكتور حسن مكي:" أهم اشكال يواجه الحركة الاسلامية، هو أن الولاء تحوَل فيها، من الأفكار والتنظيم للأشخاص. والسبب في ذلك طلب السلطة التي فيها المال و الجاه. الولاء للشخص أصبح مهما جدا، لأنه مفتاح للوصول إلي المال و السلطة و الوظيفة و غيرها. ولذلك حدث تغيير نوعي، في البنية الفكرية التي تقوم عليها الحركة الاسلامية".
وفي صحيفة سودانايل الإلكترونية "19/9/2010م" أجاب الدكتور الطيب زين العابدين، على تساؤل عن مسئولية الحركة عما حدث في عهد حكمها بما في ذلك انفصال الجنوب بقوله:" هل الحركة الاسلامية حاكمة؟؟ المؤتمر الوطني نفسه ليس حاكماً، الذين يحكمون لا يتعدون (5 – 6) أشخاص. وهل الحركة السياسية موجودة على الساحة وتعمل؟ و أجيب و أقول لا توجد حركة اسلامية، لأنها جسم "مجمَد" تجتمع كل "4" سنين لانتخاب أمينها العام، وبعد ذلك يضعونها في "الديب فيريزر"، إلي أن تنتهي فترة ال (4) سنوات تلك".
و في صفحة 551 من مؤلف عبد الرحيم عمر، يقول أحمد عبد الرحمن:" الناس أصبحوا مسترخين، و ما يفقدوه هو الفكر، الآن المناخ أفضل كثير مما سبقه، ما ينقصه الرؤية، فالترابي فلتة لا تتكرر بسهولة".
وفي مؤلفه "مقالات في النقد والإصلاح – الجزء الأول"، يرى الدكتور التجاني عبد القادر أن الانقاذ انتهت إلي تحالف ثالوث السوق و القبيلة والأمن، و يعجب لهذا الأخير الذي بلع التنظيم الذي أنشأه. إذ كيف تهيمن عناصر أمنية على تنظيم إسلامي". صفحة (124).
و يستطرد متسائلاً:" لعلك تلاحظ أن الفلاسفة و المفكرين، يستهزأ بهم في داخل الحركة الاسلامية .... الخ". صفحة ( 284).
و لا تدري كيف، يصف الشيخ القيادي الاسلاموي المخضرم، المناخ بالأفضلية، في تنظيم هو أحد قادته المؤسسين،و لا تدري ما هو معيار الأفضلية عنده،وقد أقر"بعظمة لسانه" بأنه يفقد الفكر و تنقصه الرؤية؟؟. ألا يستحق هذا الحزب، وصفه فعلاً "بالكلام الساكت"؟؟!!. غير أن ما نؤكَد هنا هو، أنه و في مثل مناخ"فقدان الفكر و نقصان الرؤية" هذا، " أحمد عبد الرحمن"، و مناخ قمع و اضطهاد الفلاسفة والمفكرين، والاستهزاء بهم داخل الحركة الإسلامية، "التجاني" ينمو ويتناسل ويتكاثر، قادة من شاكلة، مهندس بيوت الأشباح، و الطاهر، و الحاج ساطور، و نقطة نظام و أشباههم، تكاثر الفطر بعد هطول المطر. فما العجب إذا رأوا حزبهم سيوبر تنظيماً؟؟.
جاء في صحيفة الشرق الأوسط (3/6/2013م)، ما يلي: "وصف القيادي الإسلامي الدكتور حسن مكي، حكومة عمر البشير، بأنها لا تحترم الدستور و لا المواثيق. و وصف إعلان اعلان البشير عن عدم الترشيح لدورة رئاسية جديدة، بأنه محاولة ل (إبطال الدستور) حنثاً بقسم حماية الدستور". وقال:" أن الناس في السودان فقدوا احترامهم لبلدهم بسبب هذه الحكومة و أن السوداني أصبح يخجل من نفسه". و استطرد قائلاً:" واحدة من اشكالات الإنقاذ، أن الترابي حين كان "يحكم من الباطن" أوكل شأن الدولة "لأهل الباطن" و نسميهم العسكريين و التنظيم الخاص، و أبعد الكفاءات طيلة (24) سنة، فأصبح الوضع كأنه "إبل بلا رواحل" .... الخ. لقد عزلت الإنقاذ الرواحل و تركت الإبل و الغنم سائرة".
يزول العجب بالطبع، إذا علمت، أن أحمد إبراهيم الطاهر هذا، هو رئيس ما يعرف، بمجلس وطني الحزب الحاكم. و يمثل مجلسه المذكور النموذج حقيقي، للتحايل على التمثيل النيابي الحقيقي، و القائم على تغييب إرادة أغلبية الناخبين السودانيين، وتزوير و تزييف إرادة من شارك منهم، في انتخابات إبريل 2010م، بشتى أشكال التزوير والتزييف. و قد فضحت أشرطة الفيديو، في مواقع إلكترونية عديدة، كيف "خج" منسوبو حزب الطاهر، من القائمين، على إدارة انتخابات، الرئاسة و المجلس المذكور، صناديق الاقتراع "خجاً"، لتحقيق الفوز لحزب "بله"الطاهر"علي بلاَع" على رأي صديقنا الراحل الشاعر حميد.
قرأ الناس قبل مدة، في المواقع الإلكترونية، و ربما في الصحف الورقية، حواراً محتداً بين الطاهر، و زميله السابق في الحزب،الدكتور الطيب زين العابدين، وهو أكاديمي مرموق، و قيادي سياسي بارز، وعلم من أعلام الفكِر والثقافة السودانية، و له العديد من المساهمات الفكرية والعلمية الرصينة، في الشأن العام السوداني والسياسي بصفة خاصة، ( نتفق معه في كثيرٍ مما يكتب، و نختلف معه في الكثير أيضاً، مع بقائنا دائماً على عميق احترامنا و تقديرنا له). علق الدكتور الطيب، على طلب قدمه – فيما يبدو – أعضاء ما يعرف بالمجلس الوطني، يطالبون فيه بتحسين مرتباتهم أو مخصصاتهم، أو شيئ من هذا لقبيل. فكتب منتقداً الطلب ومقدميه، لكونهم لا يراعوا وضع البلاد الاقتصادي المنهار، و الحالة المعيشية الضنكة للشعب، وهم من يفترض فيهم تمثيله والإنابة عنه، و لكونه الطلب أيضاً، مستفزاً لأصحاب الحد الادني من الأجور، الذين يتقاضون أجوراً تقل عن (1 إلي 2)% من مرتب عضو المجلس.... الخ. و يبدو أن الدكتور الطيب، تعرض فيما كتب، إلي الملايين التي يتقاضاه الطاهر شهرياً، بخلاف الامتيازات الأخرى، نظير رئاسته لمجلس لا يرى الناس له أي دور أو وظيفة، و لا يعلقون عليه، أي رجاء أو أمل. فثار الطاهر و هاج و ماج، وتوعَد الدكتور الطيب وهدده بإيداعه السجن. رد عليه الدكتور الطيب، وقال عنه الكثير. و أكثر ما لفت نظرنا،هو قدح الدكتور الطيب، في مؤهل الطاهر و التشكيك في قدراته المهنية، و استدل على صحة و سداد قدحه، بدليل عدم تفريق الطاهر - و هو قانوني تخرج قبل ما يربو على الأربع عقود - بين حقه في مقاضاة الطيب أمام القضاء، و تفكيره الرغائبي، في إيداعه السجن، كما هدد و توعد، و كأنما سلطة القضاء في يده.
نخلص مما تقدم إلي السؤال: لماذا وصف الطاهر حزبه، بما ليس فيه، بل لماذا وصفه بنقيض ما هو عليه، في حقيقته و واقعه المعاش؟؟. فالطاهر قبل غيره، يعرف أنه وصف حزبه بما يخالف الواقع، ليس هذا فحسب، بل يعرف الحزب نفسه، لا وجود له فاعل، في واقع السودان السياسي اليوم، لأنه جعل جهازاً خاصاً صغيرأ، بازاً لسلطة الحكم، فاختطفه ذلك الجهاز - بشهادة الكثير من أعضائه السابقين و الحاليين- ثم ابتلعه بالكامل، مع أن الجهاز المذكور، أنشأه الحزب نفسه، للاستيلاء على السلطة بالقوة، ثم المحافظة عليها بالبطش والقمع الدموي. إذن فالطاهر قبل غيره، يعرف – أو قد لا يعرف - أن حزبه ينطبق عليه قول المتنبئ:
ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده تصيده الضرغامُ فيما تصيدا
و المقارنة هنا مع الفارق بالطبع، فليس في الأمر كله، ضرغام و لا يحزنون.
نرجع القارئ، إلي كتاب الدكتور حيدر إبراهيم، مراجعات الإسلامويين السودانيين (الحضارة للنشر، الطبعة الأولى011 2 م). وهو مصدر ما اقتطفناه، في هذا المقال من أقوال و كتابات، لقادة و كتاب منسوبين إلي ما كان يعرف بالحركة الإسلامية. و ما شك فيه، هو أنه – أي القارئ، سيصعقه الذهول، و هويقرأ، ما كتبه الطاهر، في وصف حزبه وقياداته، و يقارنه مع ما كتبه، غيره من الاسلامويين، في وصف ذات الحزب وقياداته. و قد يتساءل القارئ محقاً، هل ياترى أبطل الطاهر، مضامين اللغة و وظيفتها، و ألغى معانيها و دلالاتها؟؟! في الواقع الإجابة بالنفي، لأنه لم يحدث أي شيء من ذلك، بيد أن الواقع هو، أن الطاهر تعمد التحدث بلغةً، غير التي عرفها الناس و ألفوا مدلولاتها. و هي لغة خاصة بحزب الطاهر، و ميزتها الوحيدة هي، أنها "هراءٌ كالكلام بلا معان". لذا يستوِ عنده "الحزب الكلام الساكت"، الذي لا يسوى شيئاً، والحزب غير العادي "السيوبر"، الفريد من نوعه و لا مثيل له في تاريخ السودان. كما تستوِ عنده القيادات "الكلام ساكت"، والانتهازية والوصولية، والقابلة للبيع في سوق النخاسة السياسية - الاجتماعية .... الخ الصفات القبيحة المرذولة، و "خيرة القيادات" كما في وصفه. ويستوِ عند بالتالي، الحق والباطل و الفساد والصلاح والظلم والعدل. فحق له إذن، أن يتيه فخراً، بما يندى له جبين غيره، من بني جلدته خجلاً.
معلوم أن اللغة في الأصل، أداة تواصل و تفاهم، بين الناس عامةً، و ذلك علاوةً على أنها تقوم بوظيفة نقل الأفكار والوعي، لكونها ماعون للفكر، و حامل مادي له. لذا فليس غريباً، أن تلعب دوراً عظيم الخطورة، في ميدان حقل الصراع السياسي/الاجتماعي.و يراهن بعض الناس، تحت وطأة الاحساس، بخطرها البالغ هذا، على إلغاء أو تعديل وظائف اللغة، متوهمين أن ذلك يعينهم،على تزييف و تحوير حقائق الواقع الموضوعي، لأغراض تغبيش الوعي به.و يعتقدون أيضاً أنه لكي تؤدي اللغة لهم ما يشتهون، فإنهم يحتاجون للتنكر لمعاني اللغة الأصيلة، و لنفي و تغيير مضامينها مدلولاتها. ولا سبيل إلي مثل هذا النفي و التغيير بالطبع، بخلاف أن يعمدوا، إلي لغة بديلة يسهل تسخيرها، لخدمة أغراض اخرى، غير أغراضها المعلومة والمألوفة. ولكنهم لا يفعلون ذلك دون مقابل. فالدفاع المستميت، عن حزب يقر رئيسه، بأنه لا يسوى شيئا، ويقر بعض قادته السابقين، بأنه مخطوف من قبل تنظيم صغير داخله،قام بابتلاعه بالكامل، حتى أصبح لا وجود له في الواقع، و وصفه بأنه سيوبر تنظيم و لا مثيل له، يدفع بمن يفعل ذلك، إلي قمة قيادة الحزب و الدولة التي يحكمها. فهل عرفت القارئ العزيز، سبب تسلق قادة من شاكلة:"مهندس" بيوت الأشباح، الذي هندس زراعتها، في تربة قيم التعدد و التسامح السوداني المعروف، و من شاكلة الطاهر، و الحاج ساطور، و نقطة نظام وغيرهم، إلي مواقع قيادة حزب و دولة، "بله" الطاهر " علي بلاَع"،ال "كلام ساكت"، في رأي رئيسه، و تفسيره الحرفي بمدلولات دارجية، أهل السودان، أنهلا يسوى شئياً.و في تقديرنا، أنه كذلك فعلاً، في نظر الناس.
Amin Mohammed [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.