بقدر ما شكلت مواقع الإنترنت قفزة هائلة في الإعلام وتمليك المعلومة للناس وغدت منبرا حرا لا تحدده حدود لطرح الرؤى والأفكار فإنها في نفس الوقت قد أصبحت في أحايين كثيرة مجالا للنشر لا يعرف الضوابط الأخلاقية والمهنية ، وفي أحد هذه المواقع اطلعت على مقال مخصص بأكمله للنيل من الأستاذ أحمد يوسف الوزير المفوض في السفارة السودانية في مدينة الرياض ، ولم يقتصر السب والقذف على أحمد يوسف وحده وإنما أصاب آخرين من أفاضل المجتمع السوداني في المملكة العربية السعودية، ولا يتشرف هذا العمود ولا قارئه بترديد ما نشر ولكن من يطلع على المقال يستطيع بحظ قليل جدا من لذكاء أن يعرف أن الكاتب استخدم اسما غير اسمه ، ويستطيع كذلك ، قياسا على طبيعة وخصوصية المعلومات الواردة في المقال وخلفية الخلافات أو الصراعات الدائرة وسط المجتمع السوداني في المملكة العربية السعودية ، وفي الرياض على وجه الخصوص، يستطيع أن يعرف هوية الكاتب الحقيقي الذي يقيم في نفس مدينة الرياض، ولو كان المقام يسمح لسميناه هنا باسمه أو لسميناهم بأسمائهم. لست من هواة مدح الرجال، وليس لي، بفضل الله ، من حاجة أرجوها من حاكم، وأختلف اختلافا جذريا مع طرح وتوجه السيد أحمد يوسف الفكري والسياسي، من منطلق حق الآخر في أن يكون آخرا، ولكن الحق يقال أنه "شيخ عرب" حقيقي في ثوب دبلوماسي وقد أحدث وجوده إضافة كبيرة في السفارة السودانية ونقلة إيجابية غير مسبوقة في التعامل مع المواطن واكتساب ثقته واحترامه ،ويحمد له معظم السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بساطته وكياسته ونظرته القومية للأمور وحسن معالجته لها أو سعيه الصادق لذلك، وهو توجه قد لا يرضي عنه البعض وقد يكون هذا البعض،والله سبحانه وتعالى أعلم، من بين طاقم السفارة نفسه. ولذلك لم أستغرب أن يكون الرجل عرضة للنقد المغرض وأن يجر فجور الخصومة بعضهم لتسطير مثل تلك الكتابات غير اللائقة على صفحات الإنترنت، والتي هي جزء من حملة منسقة الأدوار تستهدفه، وهو أمر مؤسف. قبل الختام: قال كعب "إن لكل قوم كلبا فلا تكن كلب أصحابك"، وسنتجاوز بعون الله كل من شاء أن يكون كلبا لأصحابه، ولن يجد اسمه طريقا لهذا العمود، فالأفيال وحدها ضالتنا وليس الظلال، ولكل أمر بمشيئة الرحمن أوان ، ونسأل الله العافية والمعافاة و"حسبنا من الشر سماعه"، و"لو أن المؤمن كالقدح المقوّم لقال الناس ليت ولو"، وأستغفر الله لي ولكم. (عبدالله علقم) [email protected]