درع السودان تردّ على عقوبات الاتحاد الأوروبي    عثمان ميرغني يكتب: قرار خاطئ..    تنويه مهم لمياه الخرطوم    المريخ الخرطوم يهزم الأمل عطبرة ويقترب من اللقب    رئيس الوزراء يعلن عن وضع الخطط اللازمة لإعادة تأهيل مصفاة الجيلي    مبابي براءة .. التبرع «قانوني»    حوافز غير مسبوقة لنجوم الوداد حال الفوز على غبيشة في معركة البقاء    المريخ المتصدر يواجه تحدي الامل المتحفز    حموري: المريخ الأبيض يسعى لتحقيق الفوز أمام الهلال    بعد تألقه في مونديال الأندية.. بونو مستمر مع "الزعيم"    استقبال حاشد لرئيس الوزراء في أول زيارة له إلى ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. متعهد الحفلات وصديق المطربات "عزيز كوشي" وسيدة الأعمال الشهيرة هبة كايرو يتبادلان الأحضان في حفل "الحناء" ويثيران ضجة واسعة    احتساب الشيخ الدكتور/ جعفر شيخ ادريس    أمجد فريد الطيب يكتب: على حافة الهاوية… السودان وميقات "الشر الأعظم"    شاهد بالفيديو.. متعهد الحفلات وصديق المطربات "عزيز كوشي" وسيدة الأعمال الشهيرة هبة كايرو يتبادلان الأحضان في حفل "الحناء" ويثيران ضجة واسعة    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يقتحم إحدى الساحات ببورتسودان ويدخل في وصلة رقص بالسيف وساخرون: (سلموه منصب وزير السعادة والبهجة)    شاهد بالفيديو.. الطفل الذي تعرض للإعتداء من الفنانة إنصاف مدني يظهر مع والده ويكشف حقيقة الواقعة وملكة الدلوكة ترد: (ما بتوروني جبر الخواطر ولا بتوروني الحنيه ولا منتظره زول يلفت نظري)    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يقتحم إحدى الساحات ببورتسودان ويدخل في وصلة رقص بالسيف وساخرون: (سلموه منصب وزير السعادة والبهجة)    «عناق أمام الكاميرات» يفضح رئيس شركة تكنولوجيا عالمية – فيديو    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    لجنة الانضباط باتحاد الكرة السوداني تصدم المريخ الخرطوم    الأولمبية تنعي الأعيسر أحد أبرز نجوم كرة السلة بالسودان    السودان..قرار مهم بشأن المدخلات الزراعية بأمر"بادي"    بعد إعلان النفير العام.. العشائر العربية في سوريا: يحرم علينا شرب القهوة    اليوم الدولي لنيلسون مانديلا    الخرطوم.."العجب" يكشف عن التحديّ الكبير بعد الضرر الجسيم    بهذه الحركة لن يتمكن الرجل ووزرائه القادمين من تقديم ما ظنه السودانيون أملاً    الإستخبارات الأوكرانية تستعد لمعركة في أفريقيا    محطة المقرن تعود للعمل.. بشرى لسكان الخرطوم وأم درمان    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    لجنة أمن ولاية الخرطوم تؤكد دعمها للخطة التفصيلية لضبط الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم    هل يعود انقطاع الكهرباء في مصر؟    الحسابات الجزافية    المباحث الجنائية تضبط عربة بوكس تويوتا وسلاح ناري وتلقي القبض على المتهم    بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    المجلس القومي للأدوية والسموم يبيد ادوية منتهية الصلاحية بكسلا    بعد خسائر بملايين الدولارات.. "شارع الحرية" بالخرطوم يستعيد نشاطه    أقوى 5 جيوش بحرية على مر الزمان؟    الأزرق… وين ضحكتك؟! و كيف روّضتك؟    عاجل..اندلاع حريق جديد في مصر    المباحث الجنائية المركزية ولاية الخرطوم تكشف غموض جريمة مقتل مواطن ونهب هاتفه بالحارة 60 وتوقف المتهم    5 طرق بسيطة لاكتشاف تطبيقات التجسس على جهازك    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    ((مختار القلع يعطر أماسي الوطن بالدرر الغوالي)) – غنى للعودة وتحرير مدني وغنى لاحفاد مهيرة – الدوحة الوعد الآتي (كتب/ يعقوب حاج أدم)    3 طرق لإخفاء تحركاتك وخصوصياتك عن "غوغل"    أم درمان.. سيولة أمنية وحوادث عنف بواسطة عصابات    تدشين حملة التطعيم ضد الكوليرا بمحلية سنار    هبة المهندس مذيعة من زمن الندى صبر على الابتلاء وعزة في المحن    المباحث الجنائية بولاية الخرطوم تضبط متهمين إثنين يقودان دراجة نارية وبحوزتهما أسلحة نارية    نانسي عجاج: لستُ من ينزوي في الملماتِ.. وللشعب دَينٌ عليّ    بشرط واحد".. فوائد مذهلة للقهوة السوداء    بالفيديو.. شاهد لحظات قطع "الرحط" بين عريس سوداني وعروسته.. تعرف على تفاصيل العادة السودانية القديمة!!!    عَودة شريف    مأساة في أمدرمان.. تفاصيل فاجعة مؤلمة    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين الحكم الراشد.. والحكم الفاسد!! .. بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 01 - 12 - 2013

نحن حقاً نعيش في زمن انقلبت فيه الموازين الأخلاقية، وتغيرت فيه المعادلات الانسانية، وتراجعت فيه القيم والمبادئ أمام ضغط المصالح والانانيات السياسية والشخصية، وأصبح فيه أراذل البشر وعاظاً ، وأضحى الأدعياء الثوريون يقتلون الابرياء والمؤمنين والمسالمين بخناجر احقادهم وسادياتهم الدموية وعقدهم الأثنية الملوثة بعصارة قذارات التاريخ وهم يصرخون بهستريا الدم المجنونة بملئ افواههم الآسنة، وحيث أمسى طوفان الفساد هو القاعدة وتراجعت النزاهة منكفئة على نفسها حتى تكاد أن تكون في بعض الدول (الديمقراطية جدا، صاحبة التجارب الثورية جدا جدا، وعلى ايدي بعض القادة التأريخيين الشرفاء جدا جدا جدا) استثناء، تومض من بين تراكمات الفساد وهياكله السود ومساوئه الخطيرة وارهاصاته المريرة تجربة شريفة هنا ومبادرة نزيهة هناك، لتؤكد أن رحم الانسانية لم يصرعه الاحباط بعد ولم يتمكن العقم منه، وأن بويضات الشرف والاستقامة لا يزال بامكانها أن تجد من يخصبها من حوينات القيم والاخلاق والمبادئ المنوية لتمنح الحياة للآلاف من اجنة النزاهة في ارحام الجيل الحالي والاجيال القادمة ولتضع المزيد من الولادات الحية التي تمتلك جينيا الحصانة الاسرية والاجتماعية والاخلاقية والدينية والانسانية ضد كل فايروسات الفساد مهما بلغت قوتها وحدتها وخطورة اسلحتها وعنف هجماتها وسعة اغراءاتها.
ونأخذ العبر والدروس من غيرنا لعلنا نتعلم ، رئيس الاورغواي (خوسيه ماخيكا) يضرب أروع الامثلة ليس في النزاهة حسب، وانما في انسانيته المفرطة وحبه النقي الصادق غير المحدود لشعبه واستحق بجدارة لقب افقر وأسخى رئيس في العالم وهو يتبرع ب90% من راتبه الرئاسي البالغ اثني عشر الفا ومائتين وخمسين دولارا (لا أعلم إن كان راتبه اقل من راتب نائب لدينا) ، لصالح الاعمال الخيرية مكتفيا من راتبه بمبلغ (1250$) الف ومائتين وخمسين دولارا فقط، فضلا عن تحويل أجنحة قصره الرئاسي الى مأوى للفقراء والمشردين ولمن لا سكن لهم، مما أدى الى انخفاض معدلات الفساد في بلده الى ادنى مستوياتها وفقا لمؤشر منظمة الشفافية العالمية، فقد انبرت رئيسة افريقية اخرى لتنافس الرئيس ماخيكا في ميدان النزاهة ومحاربة الفساد والانتصار للفقراء والجياع والمشردين والمسحوقين، تلك هي (جويس باندا) رئيسة مالاوي، وهي تجسد عمليا درسا من دروس الوفاء الفعلي للقَسَم الرئاسي.
فما ان استلمت رئاسة البلاد وفي ضوء تلمسها لحالات الفقر والجوع والمعاناة المعاشية لقطاعات واسعة من شعبها حتى بادرت لبيع الطائرة الرئاسية التي سبق لسلفها الرئيس (بينجو وان موثاريكا) ان اشتراها لتنقلاته الرئاسية بمبلغ خمسة عشر مليون دولار، لشراء مواد غذائية أساسية بهدف توفير الطعام لأكثر من مليون مواطن في بلدها يعانون من نقص مزمن في الغذاء، كما تنوي ايضا بيع (35) سيارة مارسيدس تعود للحكومة لتوفير الاحتياجات الاساسية لشعبها.
تأتي صور ووثائق هذه النزاهة والعفة الوطنية المتفردة في الوقت الذي يتسابق فيه بعض المسؤولين في الدول المنتحبة والمستلبة والمنتهكة والمستهلكة بالجري الى الامام ضمن مسابقة هدر المال العام، فعلى سبيل المثال، كم تبلغ تكاليف ترميم دار او مقر او مكتب مسؤول في الوقت الذي تتضور فيه الملايين من الفقراء والمعدمين جوعا؟!.. و(مبادرة) مكتب مسؤول رفيع في دولة اخرى بمفاتحة بعثته الدبلوماسية في دولة صديقة كان ينوي المسؤول المعني زيارتها ربما ليوم او يومين، أو لساعة او لساعتين (بالزامية وضرورة وسرعة وفورية ) بناء دورة مياه شرقية قبل زيارة ذلك المسؤول ليستخدمها (سيادته او سعادته او دولته) خلال زيارته الميمونة احتراما للتقاليد الشرقية والشرعية دون النظر لكلفة دورة مياه قد لا يستخدمحها فخامته الا مرة واحدة، وقد لا يستخدمها ابدا بسبب اصابته ربما
بحالة (امساك) بسبب شدة اشتياقه وحنينه للوطن, ودون اي اعتبار للهدر والفساد وحجم المناقصة والعقود وربما الحصص والمغانم والاختلاسات التي ربما ترافق هذا المشروع (الاستراتيجي) النوعي الضخم الذي سيهز الاوضاع الدولية بعنف، والسؤال الاهم ماذا لو تطلبت مهام سيادته زيارة عشرة دول خلال سنة واحدة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ، وكم ستكلف ميزانية الدولة مناقصات عملية بناء هذا الكم من دورات المياه الشرقية؟!!، بل ربما يحفز ذلك العلماء والمخترعين والمبتكرين لاختراع دورة مياه شرقية متنقلة واطئة الكلفة وسهلة الحمل، بل ربما يخترعون أيضا نموذجا (متطورا) يستخدم لمرة واحدة ضمانا لعدم الاصابة بالامراض المعدية والسارية كالايدز مثلا. وطبعاً رزق الهبل على المجانين!!
وسلامتكم.. عوافي
يتصل..
[email protected]
////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.