صرتُ زاهدا جدا في قراءة الروايات القصصية وذلك لكثرة ما أحبطت فيه من عناوين واسماء عديدة عربية وسودانية وأجنبية. حتى أنه عندما بدأ البعض يتحدث عن رواية "سمراويت" الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي لسنة 2012 قلت في نفسي : ستكون كغيرها! فلم اسع إلى الحصول عليها إلى أن وقعت بين يديَ بمحض الصدفة. فقلت: ومالو لعسى ولعل! فإذا بي تجدني أما رواية كبيرة وفنان كبير. رواية فيها كل ما ظللت أبحث عنه في فن الرواية كقاريء. الرواية ليست مجرد سرد لوقائع وحكي عن شخصيات. وليست مجرد لغة جميلة. كما أنها ليست موضوعا. فالموضوع مهما كان نبيلا لا يخلق وحده فنا نبيلا. هنالك سر أو سحر ( والسحر سر) إذا أفتقدته الرواية فقدت صفتها كرواية. إنه سر/ سحر الفن الذي يصعب الحديث عنه أو وصفه بلغة النقد. القراءة وحدها هي القادرة على تذوق هذا السحر والكشف عنه. ورواية "سمراويت" للشاب الأرتري حجي جابر، المقيم بالسعودية، تفيض بهذا السر/ السحر. هذه فقط همسة في أُذن من يتذوقون سحر الرواية أن ينتبهوا إلى "سمراويت" حتى لا تفوتهم متعة لا تقدر بثمن وحتى يتأملوا في سر فن الرواية ثم يحكموا بأنفسهم.