اندلعت مرة أخرى حرب (داحس والغبراء) يوم الاثنين 11 أيار/مايو 2015م بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بمنطقة شرق دارفور، حيث قتل العشرات، وجرح المئات من كلا الطرفين، ولا يزال التوتر هو سيد الموقف، في ظل موقف ضعيف هزيل من حكومة السودان؛ التي تتعامل مع الحدث، وكأنه يحدث خارج سلطانها، وموقف الحكومة الغريب يتمثل في: أولاً: كيف لدولة منوط بها إيجاد الأمن للناس؛ الذين هم تحت سلطانها، أن تسمح بوجود السلاح الثقيل؛ الذي لا تمتلكه إلا الجيوش، في أيدي القبائل مهما كانت الظروف، ومهما كانت المبررات؟! ثانياً: الحكومة تعلم سلفاً بحشود القبيلتين قبل تجدد القتال بيومين، وقد ورد هذا التأكيد على لسان والي ولاية شرق دارفور العقيد/ الطيب عبد الكريم في تصريحات صحفية، حيث قال: "إن هنالك حشوداً قبلية بين الرزيقات والمعاليا، مما سيؤدي إلى تجدد الاشتباكات بين الطرفين، مؤكداً أنه دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة عازلة، للحيلولة دون حدوث انفجار أمني بالمنطقة"، صحف الخرطوم الصادرة صباح الأحد 10 أيار/مايو 2015م، فأين كانت هذه القوات العازلة عندما نشب القتال؟! ثالثاً: كيف لدولة تحترم نفسها، أن تفشل في فض الحشود، التي ما كان لها أن تحتشد أصلاً لو أن للدولة هيبة أو سلطاناً في نفوس زعماء هذه المليشيات القبلية وأفرادها، ثم تعود وتتحدث عن فشلها في إقناع القبائل بفض الحشود، ومغادرة المعسكرات؟! أما إخواننا في قبيلتي المعاليا والرزيقات، وبخاصة الأعيان والزعماء، فنقول لهم، اتقوا الله في أهليكم، في نسائكم وأبنائكم، فلا تقودوهم إلى هلاك في الدنيا وعذاب في الآخرة. ألم تعلموا أن الله قد حرّم دماء المسلمين، بقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ..». إننا في حزب التحرير / ولاية السودان نؤكد أن أي نزاع بين الناس يُحل بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله r، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا﴾. إن نزاع الرزيقات والمعاليا يتمثل في الأرض التي حدد الإسلام أحكامها، بأنها لا تملّك للقبائل، فليس في الإسلام حواكير، وإنما يتملك الأفراد الأرض للزراعة أو للسكنى، «مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ».أما المراعي والأحراش فلا تملك للأفراد ولا للجماعات والقبائل، وإنما هي ملكية عامة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلإِ وَالنَّارِ». إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان ////////////