عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ان يكون الانسان مستخفاً مستهتراً لا يضع للآخرين قيمة ولا يهمه حياتهم او موتهم فهذا في حق نفسه ممكناً لكن في حق الآخرين ومن ولاه الله عليهم فهو غير مقبول بل هو جريمة في حقهم وحق غيرهم وهل نحن في هذا العصر نعيش في قمم الجبال او مجاهل الكرة الارضية ام اين نحن ؟. نقول هذا بعد ان رأينا احد المسئوولين عن مؤسسة خطيرة يقوم عملها اساساً على خدمة حياة الانسان فقد قام بعمل عجيب غريب اذ اضاف الى مؤسسة حكومية تابعه له مؤسسة اخرى اعطاها اسماً متميزاً وكلف احد الاشخاص ان ينادي في الناس عن عاملين لهذه المؤسسة وجاء من تنطبق عليهم الشروط واجرى معهم المقابلة المطلوبة ثم تعاقد معهم على العمل بعد تحديد الاجور واكمال الاجراءات اللازمة في مثل هذه الاحوال . وتم الاستعداد ودُعي رأس الدولة للافتتاح وبعد المرور على كل الاقسام و موافقة الراعي على المؤسسة والاطمئنان على سلامة الموضوع اقيم احتفال وتمت ( العرضة او الرقصة او الكشف ) كما يسمى عند الجمهور . وغادر الراعي المكان ثم اعلن عن بدء العمل في المؤسسة وتقاطر المحتاجون الى خدمة هذه المؤسسة . ولكن كانت المفاجأة اذ ان ماعرض على الراعي لم يكن الا خدعة فالمؤسسة الجديدة ليس فيها ابسط الاحتياجات خاصة والمسئولية جسيمة حيث انها تتعلق بحياة البشر ورغم هذا واصل العاملون العمل حتى جاء موعد سداد الرواتب فلم يعطوا ولا مليماً واحداً بل ازيحت بعض الشروط المتعاقد عليها فصبر العاملون على ذلك لانهم وكما يرون ويفهمون فهم في اول الطريق ولربما يتحسن الامر بعد قليل فلم تظهر بوادر لذلك فما كان من اصحاب العقول والقلوب الرحيمة الا ان فهموا ان هذا ماهو الا مقدمة لما قد يحدث من عاقبه خطيره فقرروا التوقف عن العمل ولكن وبخدعه اخرى وفي محاولة للافلات من هذا القيد دفعوا لمن هم اعلى من العاملين الرواتب ولم يعطوا بقية العاملين شيئاً . فما كان من بعض العاملين الا ان توقفوا عن العمل رغماً عما سيق لهم من حجج واهية ومُدينة في نفس الوقت . ولكن اصحاب الضمير الحريصين على ضمائرهم توقفوا . فما كان من المسئول الاكبر الا ان اتى بآخرين وعلل الامر بأن من تركوا العمل لم تكن لهم المؤهلات او الخبرة الكافية فجاء بهؤلاء الجدد وقد اراد له الله الخزي في تفكيره اذ ان احد العاملين الاجانب ( ذي الخبرة المتدنية ) استدعى واحداً من الجدد ولما سأله عن مؤهلاته وخبرته اجابه المستدعى الجديد بأنه لم يعمل في هذا المجال ولم يعرف عنه سوى القليل فما الفرق بين الامس المفترى عليه واليوم المظلوم . والغريب ان من أستأمنهم سابقاً على هذا العمل اوقفهم امام رئيس البلاد وتمت الموافقة عليهم وهنا نسأل ان مثل هذا الامر إن حصل في غير هذه البلاد او في غير هذا الزمان فلربما يُقبل اما ان يحدث في بلاد تعلن تحكيم شرع الله وفي زمن اصبحت فيه الاه تسمع في كل نواحي الارض فهذا مايدعو للعجب . ان كان للعجب نهاية في ارض المليون ميل سابقاً فبلا شك فهنالك الكثير والمثير ولكن هذا الاستخفاف و الاستهتار و الضحك على العقول من نسأل عنه وبمن نستجير ومن سيُنصف هذا الشعب المغلوب على امره ؟ ولئن انقطع العجب في اصقاع الارض فلن ينقطع في ارض السودان حتى تضع الحرب اوزارها و على العاقل ان يفهم . الصادق محمد الطائف