أوردت صحيفة اللوموند الفرنسية خبراً مفاده أن الإستخبارات الإسرائيلية قد قامت بإساءة إستغلال عملية مشتركة تم تنفيذها بالتنسيق مع الإستخبارات الفرنسية نجحت من خلالها في توظيف بعض أفراد الوكالة الفرنسية للأمن الداخلي (DCRI) كعملاء مزدوجين. السيد برنارد إسكارسيني القائد السابق للإدارة المركزية للأمن الداخلي (DCRI)، والمدان في 2014 بجريرة التسنط غير القانوني علي صحفيين، ضمن أنشطة تجسسية هدفت لمساعدة كلا من صديقيه السيد نيكولا ساركوزي والسيد إيريك ويرث، وإعانتهما معا للنجاة من شبهة قضائية كادت أن تعصف بهما في سبتمبر 2016 كان قد تم إخضاع إسكارسيني المدير السابق للإدارة المركزية للأمن الداخلي لتحقيق بشبهات تتعلق بخرق أسرار تحقيقات وأخري بإستغلال نفوذ، بالإضافة لشبهات فساد وإتلاف أموال عامة. وذلك من خلال تحقيق حول أنشطته حتى بعد تفرغه للعمل علي الصعيد الخاص. كما أن الرجل والذي كان المسؤول الأول في الأمن الداخلي إبان عهد السيد ساركوزي، قد خضع أيضا لتحقيقات تعلقت بالتدليس في مواضيع النشر العام والإستغلال، والإنتفاع من إنتهاك سرية التوجيهات الداخلية، بالإضافة للإطلاع بصورة سرية علي الإتصالات من خلال أشخاص مؤتمنين في السلطة العامة. . إن السيد برنارد إسكارسيني والذي جاوز العقد السادس من عمره، قد تم التحقيق معه طوال يومين متتابعين تحت المراقبة الأمنية بواسطة المفوضية العامة للبوليس الفرنسي، فيما يتعلق بمعلومات قضائية غير محددة، بالتحديد في ممارسة إستغلال السلطة والنفوذ، إنتهاك الخصوصية، والمخاطرة بالأمن السري. . إن صحيفة اللوموند قد نشرت في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة جزءا من تقرير خاص للأمن الداخلي الفرنسي يفيد بأن الموساد أو جهاز الإستخبارات الإسرائيلي، قد بذل جهودا جبارة لتطوير صلاته بالعملاء الفرنسيين "لدرجة تتجاوز اللون الأصفر وذلك لتسخيرهم كعملاء مزدوجين". هذا التقرير التفتيشي قد أوصي بالشروع في تحقيق متشدد في حق السيد برنارد إسكارسيني، الذي ظل علي رأس الإدارة المركزية للأمن الداخلي الفرنسي حتي العام 2012، والذي قد أشتبه في أنه كان يتمتع وقتها بصلات مشبوهة برئيس مكتب الموساد في باريس السيد دي كيه. . إن جوهر هذا الأمر يعود أساسا لعملية مشتركة تم إطلاقها بواسطة الموساد ووكالة مكافحة التجسس الفرنسية في العام 2010، كانت تتلخص أهدافها في تجميع معلومات سرية تتعلق بطموحات للرئيس السوري بشار الأسد تجاه برامج الأسلحة الكيميائية. كانت العملية التي أصطلح على تسميتها (راتافيا) تهدف لتجنيد مهندس سوري كان ينتظر قدومه إلي فرنسا للحصول علي كفاءات مساعدة في المجال الكيميائي، والسعي كذلك لتجنيد مهندسين آخرين. . إن عملاء الموساد والأستخبارات الفرنسية في ثلاث وحدات متميزة لمكافحة التجسس كانت عناصرها مندرجة في هذه العملية وأنها كانت تستخدم أسماءً مستعارة. كانت مهمة الفرنسيين تتعلق بمتابعة الأهداف بمجرد وصولها لباريس، بينما أشرف الموساد علي الترتيبات التي تتهيأ بموجبها للمهندس السوري المستهدف، الظروف المواتية لمغادرة بلاده "في رحلة دراسية" والشروع عقب ذلك، في تجنيد آخرين داخل العاصمة الفرنسية. . إلا أنه ووفقا لتقرير التفتيش الداخلي الذي تم الكشف عنه بواسطة اللوموند، فإن الإسرائيليين قد وظفوا العملية لإستمالة أعداد غير معلومة من العملاء الفرنسيين لتوظيفهم للعمل لصالح الموساد. إن أحد العملاء السريين الفرنسيين قد تمت مراقبته بواسطة وكالة سرية فرنسية منافسة لتلك التي يعمل لديها، وتم كشفه وتصويره بينما كان يتسلل مساءً في يوم الجمعة إلي شقة خاصة برئيس مكتب الموساد في باريس. وفي وقت لاحق قام هذا العميل بإخطار رؤسائه بأنه في طريقه لقضاء العطلة بمدينة دبي، لكنه أثناء ذلك قد قام بمرافقة أفراد أسرته إلي إسرائيل، حيث تسني له هناك إجراء إتصالات مع عدد من عملاء الموساد، دون الحصول علي إذن مسبق بذلك من رؤسائه، الشئ الذي لم يحسب له حسابا بعد ذلك. كما أوضح التقرير أيضا أن مبالغا مالية قد تم رصدها في حسابات مصرفية تابعة لعملاء فرنسيين مندرجين في العملية "راتافيا". . نادي مفتشون بتبني تحقيقات متشددة لتحديد حجم الأضرار التي تكبدتها وكالة الأمن الداخلي الفرنسية. كما أوضحت الصحيفة كذلك أن كافة عناصر الموساد المتورطين في العملية قد تم تحديدهم بأسمائهم الحقيقية، كما أوضحت أن فرنسا قد قامت بإيداع شكوي للدولة العبرية، وأتبعت ذلك بطرد دوبلوماسيين إسرائيليين كانوا يتبعون لبعثتها هناك. كما تم كذلك تحييد السيد دي كيه رئيس مكتب الموساد بباريس وإستبعاده عقب الشكوى الفرنسية. . كما أن عميلي الموساد المتورطين بالعملية قد تم نقلهما لتل أبيب علي أثر تلك القضية وإستبعادهما من الملف تماما، حسب إفاداتهم الشخصية. لكنما يبدو أن إستبعادهما لم يكن كليا إذ تبين من خلال التحقيقات مع السيد إسكارسيني أنهما قد ظلا علي إتصال به خلال العام 2016 ، فهو الذي كان يتم التحقيق معه كمشبوه في القضية، قد إدعي أنه قد إلتقاهما بالصدفة المحضة. . لكن إسكارسيني قد إستبق التحقيقات معه بفتح تحقيق داخلي باشره بنفسه إدعي فيه عزمه التحقيق في محاولة حديثة قام بها الموساد لتوظيف عملاء فرنسيين.. وتم من خلال ذلك التحري مع بعض هؤلاء العملاء، ولكن الصدفة وحدها فقط، شاءت ألا يشمل ذلك التحقيق العملاء الذين كانوا فعلاً قد تورطوا مع الموساد خلال العملية "راتافيا". . إن القاضي الإبتدائي المباشر للقضية حاليا، والذي في سعيه لتبيان ما إذا كان الموساد قد تمكن مسبقا من إختراق الإستخبارات الفرنسية خلال مدة رئاسة السيد إسكارسيني لمكتب الأمن الداخلي، قد تقدم بطلب للحكومة الإسرائيلية لتمكين المحكمة من مساءلة عنصرين سابقين للموساد كانا قد إلتقيا بالسيد إسكارسيني، بمحض الصدفة، في العام 2016، لكنه من المستبعد أن تتلقي المحكمة ردا من الحكومة الإسرائيلية بهذا الصدد. . قدمت صحيفة اللوموند فوق ذلك بعض التفاصيل الإضافية عن العملية "راتافيا"، فقد أوضحت الصحيفة أن الموساد قد نجح بالكامل في تجنيد المهندس السوري والحصول منه علي معلومات تتعلق بمنظومة الأسلحة الخاصة ببلاده. كانت هذه المعلومات من الدقة بحيث أنها مكنت إسرائيل من إبراز البراهين في أن التعاون التقني فيما بين الإتحاد الأوروبي و سوريا قد تم تسخيره بواسطة الأخيرة لتفعيل برامجها في الأسلحة الكيميائية، الشئ الذي قاد لاحقا لإنهاء الإتحاد الأوروبي لإتفاقياته مع سوريا في العام 2011. . إنتهي المصدر: http://reseauinternational.net/france-israel-les-espions-qui-saimaient/ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.