تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن انطبقت تلك المقولة على العروس الكسلاوية ذات العشرين ربيعاً وتشير تفاصيل القصة الغريبة إلى أن منظمة الشهيد أقنعت الفتاة التي استشهد والدها بالدخول في مشروع الزواج للمنظمة بمناسبة أعياد الشهيد(22) إلا أنها رفضت وقالت لهم بإنها لا تريد أن يتم عقدها في زواج جماعي وأكدت لهم بأن زواجها في عيد الفطر المبارك وهم في حل عن هذا العقد الاستباقي لتتلقى وعوداً قاطعة من مدير المنظمة بمحلية كسلا بإقامة مناسبة عقد خاص لها تزامناً مع زيارة الرئيس وتم وعدها بتقديم مساعدات حسب المتبع في مثل هذه المناسبات الكبيرة إلا أنه بعد انفضاض سامر أعياد الشهيد أدار مدير المنظمة بالمحلية ظهره للعروس وتنكر لوعوده التي أطلقها في ما يتعلق بالمساعدات وقال لها بلهجة حاسمة عندما ألحت عليه لو ما عاجبك اذهبي واعقدي من جديد.. وكشفت العروس تفاصيل الخدعة الكبيرة التي تعرضت لها، وقالت بنبرة حزينة إن أسرتها علمت من خلال المشرفات أن هناك زيجات خاصة تتم بمناسبة زيارة السيد رئيس الجمهورية على شرف أعياد الشهيد، والمشرفة تعلم بخطوبتي، وأضافت العروس أفراح عبد المجيد محمد عثمان أن أحد مسؤولي منظمة الشهيد بمحلية كسلا ويدعى خلف الله حدثني عن عيد الشهيد وطلب مني إتمام عقد قراني، وقال لي لأنك ابنة شهيد وعندما طرحت الفكرة لخطيبي حينها رفض تماماً مبدأ الزواج الجماعي، وتمسك بإتمام كافة مراسم الزواج في العيد، إلا أن خلف الله وعدني بأن يتم عقدي بصورة خاصة على يد الرئيس وعندما حضرنا للعقد لحظت لافتة مكتوب عليها «زواج جماعي» وعندما استوضحت عن ذلك قال لي بإنهم فوجؤوا باللافتة وحمَّل إدارة الإعلام إحضارها وأكد لي بأن سيتم عقدي لوحدي دون مشاركة الآخرين وعند دخول الغرفة المخصصة للعقد وجدت فتاة أخرى في انتظار مراسم إتمام عقدها. بالإضافة إلى وجود صيوان آخر به عدد من العرسان القدامى وتمسكت بعدم إتمام العقد ونسبة لعظمة المناسبة وتشريف الرئيس تم عقد قراني على يد الرئيس ، وبعد انتهاء مراسم العقد وجهت سؤالي لجهة ذات صلة بالمنظمة عن الوعد علماً بأن هناك شنطا ووسائل إنتاج وغيرها كانت معروضة لحظة الزواج وكان الرد بكلمة (دا إعلام ساي). وقلت لخلف الله (أنت هسي غشيتني) وقلت لي ما زواج جماعي ونازل في الإعلام زواج جماعي، وأضافت أفراح أن المبلغ الذي استلمته عبارة عن 1500 جنيه وهي أصلا طالعة من منظمة الشهيد عبارة عن مساعدة معروفة درجت المنظمة على منح ذلك المبلغ لكل أبناء الشهداء عند الزواج للبنت 1500 والولد 2500.. إذن أين الجديد والوعود وعندما ألححت لمعرفة حقوقي وذكرته بوعده لي ذكر لي بالحرف الواحد (إذا أنتي ما مقتنعة بهذه الزيجة عليك بتجديد العقد) وقالت أفراح إن ما تم يضر بسمعة المنظمة، وأضافت العروس بأن المشرفة ألحت على ارتدائي ثوب بلون أحمر وبعدها أحضرت لي ثوبا بلون أخضر وطلبت مني بعد انتهاء العقد إرجاع الثوب وقالت (حتى الثوب مدني ليهو شدة؟).. وأضاف العريس الفاتح محمد أحمد بأنهم في حل عن الزواج الجماعي ولكنه وافق باعتباره حق لأسرة الشهيد، ولكن بعد العقد وجهت لي عدد من الأسئلة في شاكلة (أدوكم كم) وأضاف عندما حاولت استفسار إدارة المنظمة رفضوا الرد على تلفوني وأعدّ ما حدث عبارة عن مقلب كبير وتساءل العريس (هل هناك زواج جماعي بدون ميزانية؟). ومن جانبه أوضح مدير منظمة الشهيد ولاية كسلا الأستاذ منير حسن الجعلي أن مسألة الزواج مسؤولية لجنة الخدمات وهي منفصلة وتمنح الرجل 2500 والفتاة 1500 جنيه، وأكد منير أن اللجنة سألت أهل العروس ووافقوا بالزواج وعن الشنط المعروضة وهي أنموذج من قبل الاتحاد الوطني ونحن لم نعرض شنطا ولا غيرها وقلنا لهم إذا ناس الاتحاد أدونا شنط نديكم - على حد قوله- وأعلن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق مع مدير الرعاية الاجتماعية.