أسماء محمد جمعة قبل مدة استضاف تلفزيون الخرطوم في إحدى برامجه الدكتور علي بلدو أخصائي الطب النفسي، وكان البرنامج يُناقش موضوع المشاكل النفسية، بلدو أكّد ما كُنّا نقوله دائماً عن أنّ مسؤولي حكومة المؤتمر الوطني يُعانون من اضطرابات عقلية ونفسية تجعلهم يتصرّفون بصورة غير طبيعية ويأتون بسلوكٍ لا يتوافق مع مكانتهم وحجم المسؤولية، وإن كانوا في أية دولة أخرى لما سمح لهم بالعمل في الدولة. في البرنامج سألت المذيعة د. بلدو هل يُمكن أن يكون المسؤولون في السودان يُعانون من مشاكل نفسية لأن بعضاً منهم يأتي بتصريحات غريبة؟ فقال لها أكثر من 90% من القادة السِّياسيين غير مُؤهّلين نفسياً للحكم، فهم لا يملكون المهارة النفسية اللازمة وليس لديهم إلمام بالثقافات المحلية، وليس لديهم فهمٌ بطبيعة الخطاب السوداني، ثم منحهم صفراً في التعبيرات السياسية، وسالب 4 في التفاعل مع الجماهير وسالب 100 في القدرة على التواصل اللفظي والبصري والحسي، وقال إنّ تصريحاتهم دائماً عدائية تجاه المُواطن، سألته المذيعة نريد مثالاً لهذه الشخصيات (زي منو)، فقال لها (قولي ما زي منو)، سألته هل تقصد السَّاسة في العهد الحالي أم كل السَّاسة على مَرّ العهود فقال لها، أكثر شئ في هذا العهد، عهد المؤتمر الوطني طبعاً، أصرت المذيعة أن يذكر لها اسم أحدهم، فقال لها الآن كل الناس يعرفونهم بالاسم، ثم سألته هل دعيت في الانتخابات للكشف النفسي على المرشحين، قال لها نعم، وإن كان هذا الإجراء يتم من بدري لتمكّنّا من علاج مشاكلنا، وضرب لها مثلاً عندما يود أحدهم أن يقود عربة يقوم بعمل كشف طبي ويُمتحن ثم يُمنح رخصة القيادة، فلماذا لا نبحث عن المُؤهّلين، وإذا كانت هذه إجراءات من يقود عربة فما بال من يقود وطناً أو أمة..!؟ ما قاله د. بلدو صَحيحٌ مائة بالمائة، وليس مسؤولي الحكومة وحدهم غير مُؤهّلين، بل حتى الأحزاب والحركات المُسلّحة وكل الأجسام السياسية الموجودة في الساحة في الوقت الراهن غير مُؤهّلة نفسياً وعقلياً للعمل في الدولة، ولكن كلها كوم والمؤتمر الوطني كوم آخر. الآن المفارقة المُحزنة أنّ 35 مليون نسمة يتولى أمرهم المجانين منهم ونسبتهم لا تتعدى الواحد بالمائة، وعليه فإنّ السودان في خطر فهؤلاء سيقودونه إلى الهاوية بسرعة أكثر مما كانت عليه خلال ال 28 سنة الماضية، بدليل ما يحدث الآن فهم يعملون دائماً على تدمير أهم مقومات الأمة المُتحضِّرة مثل التعليم والصحة والاقتصاد والبيئة ويتسبّبون في الصراعات والحروب والنزوح والتشرد والهجرة واللجوء والعزلة، ورغم هذا كلهم يرون أنّهم يقدمون إنجازات جعلت السودان محسوداً ومستهدفاً ومُتآمراً عليه، وأن الشعب حين يحتج على سياساتهم فهو جاحد وناكر ويستحق الإساءة والقتل، فهل هناك جنون أكثر من هذا؟! المصيبة الكُبرى هي أن يتحمّل المواطنون هؤلاء المُضطربين عقلياً ونفسياً، وهم أحوج ما يكون الى أن يتصدى لهم الشعب ويوقفهم عند حدهم والمجنون في ذمة النصيح وهؤلاء في ذمة المُواطنين ولا بد من حل. التيار