سلّمت السلطات السعودية ناشطاً سودانياً لجهاز الأمن في السودان، ضاربة عرض الحائط بالنداءات والتحذيرات التي أطلقها نُشطاء سودانيون ومنظمات محلية وإقليمية ودولية بعدم تسلميه لحكومة الخرطوم، خشية تصفيته أو تعرضه للتعذيب بواسطة جهاز الأمن. ووصل في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء على متن الرحلة رقم 203 التابعة لشركة تاركو للطيران، الناشط هشام علي محمد علي الشهير بود (قلبا) رفقة إثنين من ضباط جهاز الأمن في السودان، كانا قد وصلا الى جدة أول أمس لتكملة إجراءات إستلامه من السلطات السعودية وترحيله إلى السودان. وأكدت المصادر أن إجراءات دخوله تمت بسرعة شديدة داخل المطار. وكان هشام قد تعرض للاعتقال بتاريخ 18 نوفمبر 2017 من قبل السلطات السعودية بايعاز من الأجهزة الامنية في السفارة السودانية بسبب نشاطه المناهض لحكومة (الاخوان المسلمين) في السودان، وظل حبيساً في سجن الذهبان الى لحظة ترحيله. وكانت منظمات حقوقية عديدة قد أرسلت نداءات متكررة الى السلطات السعودية تطالبها بالافراج عن هشام، أو السماح له بالمغادرة الى أي دولة أخرى يختارها لكن السلطات السعودية لم تستجب لذلك. يذكر بأن السلطات السعودية سبق أن إعتقلت الاستاذ وليد الحسين المؤسس والمدير الفني لصحيفة "الراكوبة" المعارضة في 13 مارس 2016 وأطلقت سراحه بعد إعتقال دام لمدة 235 يوماً بعد تدخل عدة منظمات حقوقية دولية. كما قامت السلطات السعودية باعتقال الناشطين السودانيين علاء الدفينة والقاسم محمد سيد أحمد والوليد إمام حسن طه في يوم 27 ديسمبر2012 وتم ترحليهم الى السودان بعد 6 أشهر في الاعتقال بسجن الذهبان وسجن الحائر، وأفرجت عنهم سلطات الأمن السودانية بعد ثلاثة أشهر من وصولهم الى السودان، بعدما فشلت في إثبات أي تهم ضدهم خلافاً لنشاطهم السياسي والذي أقروا به، بل وأكدوا على أنهم سيواصلون السير في درب النضال الى حين الاطاحة بهذا النظام المتجبر. جدير بالذكر أن الاجهزة الأمنية ظلت ترصد نشاطات المعارضين السودانيين في الخارج عن طريق سفارتها وتقوم بتقديم معلومات عنهم لبعض الدول التي يقيمون فيها بغرض تهديدهم ومنع نشاطهم، والمؤسف أن هذه الدول تستجيب لمطالب الحكومة السودانية والتي عذبت وشردت وفصلت آلاف السودانيين من وظائفهم في السودان وراحت تلاحقهم بالمضايقات خارج السودان. وتناشد (الراكوبة) كل المنظمات الحقوقية العاملة والمهتمة بحقوق الانسان بسرعة التدخل للضغط على الحكومة السودانية لعدم تعذيب المناضل هشام وسرعة الافراج عنه.