هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‎عادل عبدالعاطي: إذا لم تتفق المعارضة على مرشح موحد فأنا ماضٍ في ترشحي لمقعد الرئاسة
نشر في سودان موشن يوم 10 - 08 - 2018

الصادق المهدي رجل تصالحي و مفكر إسلامي وسطي ولكنه ليس سياسياً ناجحاً
السودان أمة أفريقية زنجية ويجب ان نعترف بهذه الحقيقة ونتعايش معها بل ونفخر بها
نركز على جماهير الشعب السوداني التي نؤمن انها ستكون الحاضنة الرئيسيّة لحملة وبرنامج سودان المستقبل
الاستاذ عادل عبد العاطي من الجيل الشاب في الحركة السياسية السودانية . مؤسس الحزب الليبرالي سابقاً وزعيم حملة سودان المستقبل حاليا. يعد من انشط السياسيين في الشبكة العنكبوتية حيث هو مدون وناشر الكتروني .
كان يشغل مقعد ممثل السودان في تحالف الديمقراطيين العالمي ومقره روما حتى حل التحالف في 2012 و نائباً لرئيس الشبكة الليبرالية الافريقية والتي تضم دولة 44 حزبا افريقيا من 30دولة مسؤولا عن شرق افريقيا . عضو مجلس وسام الابتسامة العالمي . ناشط بمنظمات المجتمع المدني. يشتهر بمواقفه الواضحة والصريحة في قضايا السياسة السودانية . اعلن انه اذا لم تتقدم المعارضة بمرشح موحد لخوض المعركة الانتخابية ضد مرشح المؤتمر الوطني على المقعد الرئاسي فانه ماضٍ في ترشيحه كمرشح رئاسي مستقل . التقيناه للحوار حول قضايا حملته وقضايا المعارضة وقضايا السودان فكان هذا الحوار الساخن
‎ حاوره:أنور الوسيلة

‎ هل صحيح انك تنتوي الترشح للرئاسة ضد البشير ؟
‎نعم انا عازم للترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني وقد دعوت وادعو الى ان تتفق المعارضة على مرشح موحد ضد مرشح المؤتمر الوطني. ولكن اذا لم تتفق المعارضة ولم تقدم مرشحها فأنا ماضٍ في الترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني على مقعد الرئاسة وبدعم من حملة سودان المستقبل . مع العلم ان البشير لا يحق له الترشح بحكم الدستور حيث يمنع الدستور الرئاسة اكثر من دورتين
* أستاذ عادل دعنا نتوقف عند حملة سودان المستقبل والتعريف بها ؟
حملة سودان المستقبل حملة جماهيرية لاسقاط حكومة حزب الموتمر الوطني الفاشلة والفاسدة في انتخابات 2020 العامة . الحملة تقوم على اكتاف الشباب وتدعمها بعض الاحزاب السياسية والتجمعات الأهلية والقيادات المجتمعية من قيادات الادارة الأهلية والطرق الصوفية والمفكرين والمبدعين والمتخصصين. كما تهدف حملة سودان المستقبل الى بناء حكومة راشدة تقوم على اهل التخصص والكفاءة وتحت برنامج علمي أسميناه برنامج سودان المستقبل ويعالج معظم قضايا الواقع السوداني يتكون حالياً من ألف صفحة قابلة للزيادة .
* ما هي الاحزاب والقوى السياسية التي تدعم حملة سودان المستقبل ومستعدة للانخراط فيها ؟
لا نزال في حوارات مع اغلب القوى السياسية وأرسلنا رسائل بهذا الصدد لأغلبها وحتى الان اعلن كل من الحزب الليبرالي وحركة تغيير السودان وحزب التواصل وجناحين من حزب الحقيقة الفيدرالي وحزب الخضر السوداني وحزب العمال الجديد الخ استعدادهم للعمل في الحملة او معها. ومع أهمية الاحزاب السياسية لكن التركيز الاول في عمل الحملة هو على الكوادر المستقلة وعلى جماهير الشعب السوداني التي نؤمن انها ستكون الحاضنة الرئيسية لحملة وبرنامج سودان المستقبل .
*البعض لديه تحفظات على مستشاري الحملة وهنالك من يشير إلى عنصرية في الاختيار وذهب البعض إلى تسميتها (نوبية زنجية ) ما قولك ؟
لا اعتقد ان فريق مستشاري الحملة منحصر في شعوب سودانية بعينها بل فيه تعدد ثقافي وجهوي كبير ، ولكن قبل كل شيء هم اناس مؤهلون وذوي خبرة وكفاءة عالية في مجالاتهم . عموماً من الناحية العلمية السودان أمة أفريقية زنجية ويجب ان نعترف بهذه الحقيقة ونتعايش معها بل ونفخر بها ، مع وجود مؤثرات عرقية وثقافية اخرى لا يستهان بها من بينها الثقافة العربية التي تحظي بوجود واسع في السودان .
* بعض الذين طالعوا برنامجك الانتخابي ذهبوا إلى وصفك (بالحالم ) كيف تنظر إلى هذا الاتهام ؟
من الواضح ان من اطلق هذا الاتهام لم يطلع على برنامجي الانتخابي والذي هو برنامج علمي مدروس تم عرضه على متخصصين سودانيين واجانب وأقروا كلهم بانه افضل برنامج مطروح حالياً على الساحة . صحيح ان البرنامج طموح ويريد ان يلبي كل حقوق المواطن السوداني الاقتصادية والسياسية من ماء نقي واكل صحي وتعليم وكهرباء ونقل وسكن وضمان اجتماعي والحق في تكوين أسرة الخ . كما يسعى البرنامج لبناء دولة ناجحة تكون في عدال افضل خمس دول في افريقيا خلال خمسة سنوات . هذا الامر يراه البعض حلماً وهو كذلك لكنه حلم مشروع وقابل للتنفيذ .
* ما هي الرؤية التي تستند عليها في حكم السودان ان فزتم بهذا ؟
هي رؤية وطنية سودانية خالصة تقوم على مبدأ المواطنة وتساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وكذلك على التنمية البشرية والاقتصادية وإطلاق طاقات البلاد بناءاً على الموارد المتاحة والتخطيط السليم والنزاهة وقطع دابر الفساد . رؤيتنا ايضا تقوم على العدالة الاجتماعية وأعمال مبدأ العدالة والانصاف عموما سواء كانت العدالة التنموية او القانونية . ايضا تقوم رؤيتنا على حكم القانون والمؤسسات وتخفيف الظل الاداري للدولة مع قيامها بمهامها الاساسية والأعتماد على الحكم المحلي في ظل دولة فيدرالية حقيقية .
حملة سودان المستقبل و برغم برنامجها الانتخابي الذي يبدو ملبيا لطموحات العامة إلا أنه يفتقد التعاطف منهم. هل لهذا علاقة بالمفهوم السائد لدى الشارع السوداني حول اليسار والليبرالية؟
‎ اولاً حملتنا ليست ليبرالية ولا يسارية فهي أوسع من ذلك وهي حملة وطنية عامة تسع كل سوداني يرغب في رؤية بلده ناجحة ومتطورة ومحكومة بالقانون ، كما هي قائمة على برنامج علمي وليس على ايدلوجية معينة. ثانياً حملتنا لا تزال في بداياتها ومن الصعب الحديث عن التقبل او عدمه . عموما اذا كان هناك ضعف في التعاطف فهذا يرجع لضعف اعلامنا وعملنا الجماهيري حالياً وضعف توصيلنا لهذا البرنامج العلمي الطموح لأهل المصلحة واصحاب الحق . ولكن مع ذلك دعني أطمئنك والقارىء الكريم انه في كل مكان استطعنا فيه ان نصل للمواطنين كان هناك تعاطف جيد مع اطروحات الحملة .
‎اذا أخذ البعض على الحركة الاسلامية سياساتها التمكينية فإن ما يحسب عليكم ايضا ان حملتكم تريد ان تجعل السودان ( بلادا ) بلا غطاء رأس في اشارة لرؤية قد تبدو أقرب للتحرر منها إلى الحرية ؟
‎نحن مع الحرية الشخصية المكفولة في كل التعاليم الدينية والانسانية و الاسس الفكرية لحملتنا قائمة على الخيار الشخصي . لا يشغلنا ماذا يلبس الناس بل حقوق الناس ومعيشتهم وكرامتهم . اللبس قضية شخصية فمن اراد التحجب او التنقب فليفعل ومن لم يرد فليفعل. طالما لم يعتد على حق عام ولم يفرض رأيه بالقوة. في حملتنا نفسه هناك عضوات ومؤيدات كثيرات محجبات . ايضا ً نؤمن ان السودانيين والسودانيات كانوا محتشمين ومحتشمات قبل مجيء الرداء الفارسي الذي يفرض بإسم النقاب او الحجاب . والنساء السودانيات والرجال السودانيون كانوا يغطون رأسهم منذ الأزل والشمس لا تعطيك فرصة لعدم تغطية رأسك . اسا التوب السوداني والطرحة ديل مالن ؟ عيبهم لي؟
‎هل تستطيع التاكيد في ظل ما هو معروف من علمانيتك انك لن تفرض افكارك على الآخرين اذا انتخبت رئيساً؟
‎اختلافنا مع الحركة الاسلامية فضلاً عن سياستها الاقتصادية والاجتماعية الفاسدة ( التمكين ) وتسلطها السياسي يكمن أيضا في انها تسعي لفرض نموذجها الثقافي والاجتماعي على الناس وقولبتهم في قالب واحد. هذا نهج فاشي وفاشل . نحن نؤمن بحرية كل فرد في اختيار وممارسة دينه وثقافته وملبسه والالتزام بما يمليه عليه ضميره لا ما تمليه عليه الدولة أو حزب سياسي او مجموعة عقائدية. . فكرتنا قائمة على الطواعية والرضائية وان يكون السودان بلدا لكل مواطنيه غض النظر عن عقيدتهم وفكرهم وملبسهم ، ولا تقوم على الفرض والعنف المصاحب للأفكار الشمولية . وحتى الظواهر السلبية في المجتمع مثل العنصرية وتحقير المراة والقبلية نسعى لمناهضتها بالتعليم وضرب المثال الجيد وليس بالفرض والقمع . ذلك ان الحملةتستمد قيمها و افكارها من المجتمع وتطوره وستصل للسلطة وتنفذ برنامجها فقط عبر دعم هذا المجتمع فلا يمكن ان تفرض شيئاً عليه .
‎ حملتكم رغم انها غير مسجلة الا انها ارتضت العمل السلمي القانوني واتخذت خيار الانتخابات ألا يبدو هذا دليل عافية بالساحة السياسية بصورة عامة ؟
‎ نحن لم نسجل الحملة بعد لان قانون الاحزاب لا يعطيك فرصة تكوين كتل انتخابية ونحن لسنا حزباً كما تعلم . نعتقد ان حقنا في ممارسة العمل السياسي تعطيه لنا حقوق المواطنة ويعطيه لنا الدستور . الانتخابات نفسها ليست هبة وانما استحقاق واجب للشعب السوداني وكل الشعوب لتقرير مصيرها ومن يحكمها وقد انتزعته الشعوب عبر تضحيات جمة. لكن اذا ارتضينا الكفاح غير العنيف والانخراط في اللعبة السياسية السلمية فمن المنطقي خوض معركة الانتخابات وفقاً للدستور الحالي مهما كان معيبا في وجهة نظرنا او غير مكتملا .
‎ استاذ عادل عضوية حملتكم تضم العديد من المثقفين و المبدعين اذا سلمنا بأن هذا سيجعل عملية كسب هذه الفئة سهلا ألا تخشون ان يوقعكم هذا أيضا في مأزق النخبوية والصفوية ؟
‎ لا اخشى ذلك اذا كانت اطروحات الحملة واضحة انها حملة مملوكة للشعب السوداني وخصوصا الطبقات الضعيفة فيه. فأهل الثروة والحظوة والهيمنة في السودان يملكون احزابهم وبنوكهم واموالهم الخ . وأهلنا الغبش لا يملكون شيئا من ذلك، فحق لهم امتلاك حملة وبرنامج ومرشح لهم من بينهم ينهض بقضاياهم ويثق بهم ويقدم ابناءهم للقيادة ويفاخر بهم الدنيا. فضلا عن ذلك فقد عرفنا بالممارسة ضرر الصفوية على الحياة السياسية عامة وعلى السباقات الانتخابية خصوصاً . لذلك سيكون محور تركيزنا هو اقاليم السودان المختلفة والفئات العديدة المتضررة من الواقع الراهن ومهمشي المدن والشباب. اي حوالي %95 من الشعب السوداني، ممن لا يجدون تمثيلهم في عالم السياسة اليوم. وعلى المثقفين والمبدعين من أعضاء حملتنا ومؤيديها ان يضعوا كل جهدهم ليصل صوتهم وابداعهم لتلكالجماهير بحيث تصبح تلك الجماهير
‎مثقفة وواعية ومبدعة بفضل الحملة وبرنامجنا وما يقدمه لهم من ثمرات العلم والتقنية والثقافة.
‎ استاذ عادل هل صحيح ان الحكومة تستمد قوتها من ضعف المعارضة ؟
‎ للأسف هذا صحيح . ولكن من اضعف المعارضة غير النظام ؟ المستبد الذكي لا يقضي علي معارضيه بل يضعفهم لدرجة تجعل بقائه الخيار الابسط و هذه ممارسة النظام . لقد عمل النظام على شق المعارضة وضرب بعضها بببعض وتجفيف مصادر تمويلها وقطع العلاقة بينها وبين الجماهير ، وما زال يواصل هذه السياسة الشريرة. ولكن المعارضة ساعدته كثيرا بعدم اجتراح الاصلاحات الديمقراطية والهيكلية في داخلها ففاقد الشيء لا يعطيه ، وكذلك بتعويلها على العمل السياسي الفوقي في الصالونات وابتعادها عن قضايا المواطن البسيط المتمثلة في المعيشةوالصحة والتعليم والامن والعمل الخ . واكبر اخطاء المعارضة التكتيكية هيعدم اتفاقها على مرشح واحد في انتخابات عام 2010 ثم انسحابها التخذيلي آنذاك . ذلك ان المعارضة للأسف تفتقد الرؤية التنموية الشاملة
‎والمتكاملة والنظرة الاستراتيجية وجل قياداتها اما طائفية او عقائدية او عسكرية ، وهذا يصعب من تفهمها لقضايا بسطاء الناس . عموما المؤتمرالوطني وسلطته اضعف مما نتوقع وهم يقفون على ارجل من طين لذلكيجب مواجهتهم بلا خوف ولا جزع والارتباط بقضايا الناس وحقوقهم التي ينتهكها المؤتمر الوطني وحكومته صباحا ومساءا .
‎ طيب استاذ عادل ما موقفك من دعوة بعض قوى المعارضة لمقاطعة الانتخابات القادمة ؟
‎ . أنا شخصيا مع خوض معركة الانتخابات لأن انتخابات رديئة خير من حرب جيدة ولأننا لا نخشي اي مواجهة مع المؤتمر الوطني فهو حزب فاشل مضر بالبلاد والعباد . وأعتقد انه رغم عدم عدالة الفرص ورغمتاريخ هذا الحزب في التزوير ورغم حالات المطاردة والاعتقال فإن على القوى المعارضة مواجهة المؤتمر الوطني في هذه الانتخابات وفي كل انتخابات وهزيمته في الميدان الذي اختاره بالذات . لأنه لو كانت الانتخابات
‎حرة وعادلة لسقط فيها المؤتمر الوطني ومرشحيه سقوطاً شنيعا .
‎ وهل تتوقع ان تكون الانتخابات القادمة نزيهة و شفافة وعادلة ؟
‎ لا لا اتوقع ذلك ،فحزب المؤتمر الوطني متمرس على الخداع والتزوير وقد شهدنا كيف خجوا الانتخابات من قبل ، كما علمنا ممارساتهم في الانتخابات الطلابية والنقابية . فوق انهم يستخدمون جهاز الدولة كله لمصلحة حزبهم ، وهم يعتقدون ان السياسة حرب وان الحرب خدعة لذلك لا يستنكفونالتزوير والخداع . أيضا سيعملون على ان تكون قوانين الانتخابات وتوزيع الدوائر مفصل لمصلحتهم ولعلك تتابع الحديث عن تغيير الدستور نفسه لأن فكرة عنت لرئيسهم بترشيح نفسه بعد ما اعلن كرتين انه لن يرشح نفسه في انتخابات 2015 ثم 2020 ، لكن هذه المرة سيكون ترشحه خرقاً للدستور مما يوضح لك استهانتهم بدستورهم نفسه. لكن هناك ايضا امكانية للمراقبة وكشف التزوير كما ان المواطنين والناشطين الذين سيشتركوا في الانتخابات سيكون لهم موقف واضح
‎وحاسم اذا تم تزييف ارادتهم بالتزوير .
‎ اذن ما هو رأيكم حول البيانات الاخيرة لتحالف نداء السودان التي جاءت مؤخرا والتي لم تستبعد الخيار الانتخابي ، خصوصاً ان بعض أطراف النداء مثل الموتمر السوداني والحركة الشعبية جناح عقار وعرمان تميل لخوض الانتخابات القادمة ؟؟
‎ وثائق قوى الاجماع والجبهة الثورية ونداء السودان وغيرها كلها مجهودات وطنية تبحث عن حل الأزمة السودانية ومن هذا المنطلق نرحب بها دون الدخول في تفاصيلها ومنهجها . كما أننا نرى ان المحك هو في الجدية والالتزام بالاتفاقات وليس انتاج وثائق جديدة كل عام. ما أرفضه وبشدة هو موقف بعض تلك القوى شبه القطعي برفض دخولالمواجهة الانتخابية وفي نفس الوقت تعويل اطرافها على حوار فاشل معالنظام. فبدلا من الاحتكام للجماهير يحاور هؤلاء النظام ويجعلوهالخصم والحكم. من جهة أخرى ادين موقف النظام وحزب المؤتمر الوطني في هجومهم الهستيري على تلك القوى واعتقال ومضايقة بعض قياداتهم ومنعهم من السفر مثلاً ، وهذا يثبت عدم جدية الحزب الحاكم وعدم قبوله للآخر ورجوعه لمربع القمع الذي لا يفيد .
‎ البعض يذهب إلى ان وجود الصادق المهدي على رأس اي كتلة سياسية ( كنداء السودان مثلاً) يبعث شيئا منالاطمئتان للسلطة الحاكمة بإعتبار ان الصادق متأرجح المواقف إلى اي مدى يمكن ان يكون هذا القول صحيحا ؟
‎ الصادق المهدي رجل تصالحي وله رؤى كثيرة متفقة مع النظام ومصالح متقاطعة معه وليس من قبيل الصدفة أن ابناءه يخدمون النظام في مواقع حساسة . وقبلها كان قد قال عن رئيس السلطة الحاكمة انه جلدهم ولن يجروا فوقه الشوك. مع هذا فإن السلطة خائفة من دبيب النمل ولا تطمئن لشيء. ويبدومن الجهة الاخرى ان بعض قوى المعارضة تؤمل فيه لا تزال. عموما الرجل قد تجاوز الثمانين وهو رئيس لحزبه منذ العام 1964 اي منذ نصف قرن. هذا لا يعطينا مصداقية عندما نتحدث عن الديمقراطية والتداولالسلمي للسلطة وتقديم الشباب الذي يشكل اغلبية الشعب السوداني . في النهاية اعتقد ان الصادق المهدي مفكر اسلامي وسطي له اسهامه ولكنه ليس سياسيا ناجحاً ولا فعالاً ، ومن الافضل تنحيه عن قيادة حزب الأمة والسياسة السودانية ككل وان يتفرغ للعمل الفكري والاستشاري الذي يمكن ان يحقق فيه شيئاً.
‎ التقارب والتنافر الذي يحدث بين الوطني و الشعبي بين الفينة والأخرى ، كيف تنظرون لهذا ؟
‎ التقارب بين هذين الحزبين شيء طبيعي في ظل الارضية العقائدية الموحدة للتنظيمين وتقاطع مصالحهما ؛ ولا ننسى أن مؤسس الشعبي قد كان هو مهندس هذا النظام ومفكره ومنظره. لذلك لم تكن لنا ثقة أبدا بحزب المؤتمر الشعبي وقد رفضنا باستمرار التعامل معه كحزب معارض ما ظل يتمسك بايدلوجيته الشموليةوقيادته القديمة فاقدة المصداقية. أما عن اسباب التقارب فبعضها خارجي وسببه انهيار حكم الاخوان المسلمين في مصر ومشاكلهم في تونس واليمن الخ ؛ وبعضها داخلي وسببه انهيار النظام عمليا وظن الشعبي انه يمكنه أن ينقذ النظام من
‎السقوط ككل مقابل إشراكه في السلطة وارجاعه لموقعه كقائد فعلي للنظام وهيهات. اما أسباب التنافر فهي تكمن في الاختلاف في الموقف من الأزمة القطرية وربما السورية ، وكون الشعبي لم يحظ الا بالفتات في الحكومة ، والصراع القديم على السلطة الذي هو اس الخلاف بين هذين الأخوين الخصمين . اي الامر لا علاقة له بمصالح المواطنين .
‎ لنذهب لبعض القضايا الفكرية. من قبل حين تبنى البعض من رموز اليسار فكرة (السودانوية ) كترياق لإشكال الهوية ذهب الدكتور أمين حسن عمرإلى اتهامها انها حيلة من القوى العلمانية لتمرير أجندتها السياسية والفكرية. ما رأيك في الفكرة عموما و موقف الدكتور أمين حسن عمر حيالها أيضا ؟
‎ اليسار التقليدي لم يتبن السودانوية فقد كان مهموما بالصراع الطبقي في حين ان الصراع الاساسي في السودان هو ضد التخلف عموما وليس ضد طبقة راسمالية لم تتكون بعد ونحن في أمسّ الحاجة لها. بعض قوى اليسار الجديد والقوى الجديدة تبنت فكرة السودانوية كحل للاشكال الثقافي ووفقا لرؤية بعضها ان المشكل السوداني هو مشكل ثقافي في المقام الأول، وهي في بعض جوانبها تطوير لمدرسة الغابة والصحراء التي كانت قريبة من اليسار ولكن متمايزة عنه. لكن حتى الآن ليس هناكتعريف واضح للسودانوية . اما اذا كانت السودانوية تعني اننا كلنا سودانيون وان السودانية هي القيمة الاولى في ثقافتنا وانتمائنا ومستقبلنا فأنا ادعمها بلا تحفظ. هذا ما دعا له علي عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين. لكني ارى تطعيمها بالأفق الأفريقي وهو امتدادنا الطبيعي والافق الانساني الكوني وعدم الانغلاق في سودانيتنا. أما حديث أمين حسن عمر عنها فهو من دارج القول ويدخل في اطار أدب التحدى والاحراج السائد عند الاسلاميين . عموما نطمئن السيد أمين حسن عمر انه لن يكون هناك تقية بعد اليوم؛ فالقوى الناهضة تتبني العلمانية فكريا وسياسيا وتدعو لها كمكون رئيسي من مكونات التغيير ولا تحتاج لتمررها خلسة خلف دعوة السودانوية أو غيرها، وخطاب التجارة بالدين قد سقطالى غير رجعة.
‎ كيف ترى اذن الراهن السياسي برؤية محايدة اي بنظرة مراقب أكثر منها كمرشح رئاسي ؟
‎ الراهن السياسي معقد جدا فبلادنا على شفى حفرة من الانهيار وهي الخامسة في تصنيف اكثر الدول فشلا في العالم وتحتل واحدة من آخر المواقع في قائمة التنمية الاجتماعية التي تصدر عن الامم المتحدة لهذا العام. الدولة السودانيىة تنخرها المحسوبية والعشوائية والفساد والعنصرية . رئيس النظام مطارد دوليا ولا يملك القدرة لتمثيل السودان خارج افريقيا والدول العربية وروسيا وتركيا التي يريد لهما احتلال بلادنا . البلد منهارة اقتصاديا حيث بلغ الدولار حوالي خمسين جنيهاً وتنهار المدن والمدارس والاحياء كما في كسلا والنهود.
alrakoba


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.